ومازلنا نستكمل قصتنا الشيقة والممتعة والمثيرة، والتي بها الكثير من الأحداث التي تجذب الأذهان وتمتعها، قصة تجسد أجمل معاني الحب والتضحية من أجل بقاء الحب، كما أنها تجسد دور الحب في التغلب والتصدي لحسد الآخرين والأحقاد.
“الطبيب العاشق المجنون” الجزء الرابع
وبعد ساعات دق جرس هاتفه وقد كان غارقا بالتفكير في الفتاة، لقد كان حزين القلب من أجل معاملته القاسية معها.
الطبيب لممرضته على الهاتف: “هل أنتِ متأكدة من أنها غادرت المستشفى؟”
الممرضة: “نعم يا سيدي لقد بحثنا عنها بكل مكان”.
الطبيب بغضب وصوت مرتفع للغاية: “ألا تعلمين حالتها، كيف سمحتم لها بالذهاب وهي بهذه الحالة، اعلموا جيدا لن ينجوا أحد من العقاب، إنه ذنب لا يغتفر، تعريض حياة فتاة بريئة للخطر بهذه الطريقة”.
على الفور خرج من منزله وانطلق يجوب في الشوارع المحيطة بالمستشفى بسيارته، ولكنه عاد كسير الخاطر للمستشفى يسأل عل أحدا يعطيه معلومة واحدة مفيدة عنها، وتكون طرف الخيط بالنسبة إليه، كان يتحدث مع نفسه كالمجنون تارة يتساءل عن مكانها، وتارة يلوم نفسه ويوبخها عن فعلته معها، تعجب من حاله فإنه لا يتقبل فكرة فقدها وذهابها بعيدا عنه، سأل نفسه حائرا: “هل أنا أحببتها؟!”.
كان يبحث عنها كالمجنون، وما إن وصل للمستشفى ونزل من سيارته إذا بصوت ناعم وهادئ يناديه باسمه، مهلا إنها الفتاة لقد كانت جالسة في حديقة المستشفى تبكي من شدة الخوف، لا تعلم أين تذهب ولا من أين تأتي، اقترب منها بلهفة وكأنه وجد أغلى شيء ضاع منه، بقلبه كانت السعادة تغمره، ولكن أين يذهب من طباعه الحادة؟!
الطبيب بصوت مرتفع وغضب شديد: “لماذا تركتِ المستشفى وذهبتِ؟، ألا تعلمين أنكِ ما زلتِ مريضة وتحتاجين الكثير من الرعاية والاهتمام؟!”.
الفتاة بعصبية: “ألم تخبرني ألا أتجاوز حدودي معك ففي النهاية أنا مجرد مريضة عندك، حالة مثلها مثل بقية الحالات الأخرى، ألم تأبى أن تساعدني؟!”
الطبيب في محاولة منه للتخفيف من حدته والعصبية المفرطة خاصته: “وعلى ماذا تنوين؟!”
الفتاة: “إنني خائفة من عالم أنتَ لست به، أتوسل إليك ألا تتركني”.
في هذه اللحظة لم يتمالك الطبيب نفسه، تصرف لا شعوريا منه، اقترب منها وأمسك برقبتها وطبع قبلة على شفتيها، جحظت عيني الفتاة، لقد كان غارقا بين يديها وإذا بالفتاة تدفعه بعيدا عنها..
الطبيب: “إنني حقا آسف لم أنوي فعل ذلك ولكني…”
وقبل أن يكمل تبريره تفاجئه الفتاة بقبلة كادت تتمزق منها شفتيه، لقد كان في حالة ذهول إنه الحب الذي ولأول مرة يدق باب حياته، لقد أحبها قلبه دون إرادة منه، انظروا لذلك الطبيب الشاب الوسيم الذي تتمناه كل امرأة صادفته بطريق حياتها، الآن تؤسر قلبه هذه الفتاة النصف كورية بجمالها وخفة ظلها وبراءتها.
الطبيب الشاب لا يستطيع منع نفسه من الاعتراف بحبه لها، وبالفعل اقترب منها وضع يديه حولها وثبت عيناه على عينيها…
الطبيب: “إنني أحبكِ ولا أستطيع العيش دونكِ”.
ذهلت الفتاة وشعرت بأن السعادة تدق قلبها، وكأن الله سبحانه وتعالى سيعوضها عما فات من عمرها الذي لا تتذكره على الإطلاق…
الفتاة: “أحبكَ أيضا ومن كل قلبي”.
يرفعها بين ذراعيه لتناسب طوله، فيضمها لصدره وقدميها لا تلمسان الأرض، تتوقف ساعات الكون في لحظة حافلة بمشاعر الثنائي الجميل، لم ينتبه أي منهما للوقت، نسيا كل العالم من حولهما في لحظة تمنيا ألا تنتهي.
حملها الطبيب بين يديه وجعلها تركب سيارته، ذهبا لمنزله…
الفتاة تتجول بالمنزل فرحة وسعيدة: “حقا منزلكَ غاية في الروعة، إن ذوقك رفيع أشهد لكَ بذلك”.
الطبيب بابتسامة خفيفة مشيرا لإحدى الحجرات: “وهذه غرفتك من الآن فصاعدا”.
ولكن الفتاة رسمت على وجهها علامات الحزن، اكتفت بالنظر للأرض ولم تعبر عما بداخلها.
الطبيب: “هل أخطأت بشيء حبيبتي؟!”
الفتاة بخجل: “أيمكنني أن أنام بجوارك اليوم؟!”
الطبيب: “نعم يمكنكِ، ويمكنكِ أيضا بكل يوم”.
الفتاة بفرحة لدرجة أن جملته غيرت ملامح وجهها بثواني معدودة: “أحقا؟!”
الطبيب بابتسامة: “نعم”.
جهز لها حماما ساخنا وبعض الملابس التي من الممكن أن تناسبها ولو بشيء يسير، وفور ما انتهت منه…
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
قصص سعودية رومانسية جريئة بعنوان “إيه أحبك” الجزء الأول
قصص سعودية رومانسية جريئة بعنوان “إيه أحبك” الجزء الثاني والأخير
قصص رومانسية جريئة قصيرة بعنوان أحببتها وهي أحبتني للكبار