قصتنا اليوم عن اهمية الرزق الحلال وان الله عز وجل لا يضيع اجر من يراعي ضميره في عمله ، فالكثير من الاشخاص لا يتصرفون وكأن الله يراهم في اعمالهم و بالتالي اصبح الضمير سلعة نادرة جدا هذه الايام ، و لذلك يسعدنا ان نقدم لكم اليوم من خلال موقعنا قصص واقعية واحدة من اجمل القصص المعبرة و المؤثرة عن اهمية مراعاة الضمير في العمل ، فنتمنى ان تستمتعوا بقراءة هذه القصة و نتمنى ان تنال اعجابكم.
قصة الراعي والقطة
تدور احداث هذه القصة في احدى القرى الريفية حيث كان هناك رجل ثري جدا يعمل في تجارة المواشي ، وكان هذا الرجل الثري يعمل لديه راعي ، وكان هذا الراعي بارع جدا في عمله فقد كان يهتم كثيرا بالاغنام ويطعمها و يحضر لها الماء ويهتم بنضافتها وغيرها ، وكان هذا الراعي يتقاضى مبلغ 5 دراهم في اليوم وكان هذا المبلغ بالنسبة للراعي مبلغ مناسبا يمكّنه من الانفاق على اسرته ، وفي يوم من الايام قرر الرجل الثري ان يقوم بالانتقال الى المدينة الكبيرة حيث الارباح سوف تصبح اكبر و اكثر بكثير ، وهنا شعر الراعي بالحزن الشديد عندما سمع هذا الخبر ولكن الرجل الثري قال للراعي : اريدك ان تأتي معي الى المدينة للعمل معي.
اقرأ ايضا : قصص واقعية راتب النابلسي عن المعنى الحقيقي لتقوى الله سبحانه وتعالى
رد عليه الراعي البسيط قائلا : انا اشكرك يا سيدي على ثقتك الغالية ولكني لا استطيع ان انتقل الى المدينة فجيمع افراد اسرتي معتادون على العيش بالقرية ولا اعلم اي شيئا عن المدينة كما ان المعيشة في المدينة تعتبر اكثر غلائا من القرية ، وهنا قرر الرجل الثري ان يكافئ الراعي على ما فعله معه طيلة السنوات السابقة التي كان الراعي يعمل بها ، وجاء اليوم الاخير في العمل وبعد الانتهاء من رعاية الاغنام وعندما توجه الراعي الى الرجل الثري لاخذ الاجر اليومي وجد الراعي شيئا عجيبا فقد رأى ان الرجل الثري قد جهز 100 درهم كمكافأة للراعي البسيط على مراعاته ضميره خلال الفترة التي عمل بها الراعي في رعاية الاغنام.
على الرغم من ان الراعي لم يكن قد وجد بعد اي عملا آخر الا انه رفض تماما فكرة اخذ اكثر من حقه اليومي وهو 5 دراهم ورفض الباقي ، وشكر الراعي الرجل الثري على تقديره له وانصرف ، وبعدها وصل الراعي الى منزله وكان مهموما جدا فهو لم يجد بعد عملا مناسبا يمكنه من العيش بصورة ملائمة ، وفي يوم من الايام سمع الراعي عن تاجر في القرية يقوم باخذ الاموال من الناس ويشتري لهم بضاعة يبيعونها في الاسواق ، فذهب الراعي الى هذا التاجر وقال له لا املك معي سوى 20 درهم اريدك ان تشتري لي اي شيء اتمكن من بيعه ، في البداية رفض التاجر طلب الراعي لان المبلغ صغير جدا فالتاجر لا يتعامل الا مع تجار يبيعون الاشياء الثمينة.
و يمكنكم ايضا قراءة : قصص واقعية جميلة جدا قصة روعة عن بر الوالدين
في النهاية وافق التاجر على طلب الراعي بسبب شدة الحاح الراعي البسيط واخذ العشرين درهما وسافر لجلب البضائع ، وعندما وصل التاجر الى المدينة لشراء البضائع لم يجد اي شيئ ثمنه 20 درهما ما عدا قطة كانت معروضة بهذا السعر ، فاشترى التاجر هذه القطة وعاد بها الى القرية ، وعندها تعجب الراعي من هذه القطة واخذ يفكر كيف سيقنع احد بشرائها باكثر من 20 درهم ، لم يكن الراعي يعلم بان هذه القطة سوف تأتي اليه بالكثير من الاموال ، استمر الراعي البسيط في رعاية هذه القطة التي احبته كثيرا بسبب ما كان يفعله لها فعلى الرغم من حالة الراعي الفقير الا انه كان يحب هذه القطة كثيرا ايضا.
في يوم من الايام اتى الى القرية رجل يطلب مقابلة اي شخص يمتلك قطة في منزله فارشده الجميع الى منزل الراعي ، وعندما وصل هذا الرجل الغريب الى الراعي طلب منه المساعدة ، فقد كان الرجل يريد ان يأخذ هذه القطة ويضعها بالحقل لتلتهم جميع الفئران التي تُفسد المحاصيل الزراعية ، وقال الرجل الغريب للراعي :سوف اعطيك 30 درهما في اليوم ، وهنا شعر الراعي بالسعادة و وافق على الفور وحينها علم الراعي ان الله عز وجل سوف يكافئ من يرعى ضميره في عمله وانه يجب على الانسان ان يخلص في عمله حتى يكافئه الله تعالى.
و للمزيد يمكنكم قراءة : قصص واقعية حقيقية مرعبة لعشاق الرعب