قال تعالى في كتابه العزيز: ” وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ”، فللاستغفار فوائد كثيرة فكما قال تعالى بسورة نوح: ” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا”؛ فبالاستغفار يوسع الله الرزق ويستجيب الدعوات من عباده، وعلى كل مسلم ملازمة الاستغفار وأن يجعل لسانه دائما رطبا بذكر الله سبحانه وتعالى حتى يقابل ربه بكل ما يرضى به عليه.
القصة الأولى:
بيوم من الأيام خرج الإمام “أحمد بن حنبل” إلى سفر بعيد، وإذا بالليل يداهمه بسواده الحالك، فلم يجد أحدا بتلك البلدة التي وصل إليها يعرفه، ومن بعيد رأى مسجدا صغيرا فذهب إليه ليصلي به ويحتمي وينام قليلا ليريح جسده من سفره الطويل الشاق؛ وبمجرد أن وضع رأسه إذا بحارس المسجد يجئ إليه ويمنعه…
قائلا: “ما الذي تفعله يا هذا؟!”
الإمام: “إنني أستريح من تعب الطريق”.
الحارس: “لقد مُنعنا من هذا، فتفضل خارجا”.
فحاول الإمام “أحمد بن حنبل” إقناعه ولكن الحارس لم يوافق إذ لم يكن يعرفه، ولو كان الإمام ذكر نفسه لكان سمح له بالنوم، ولكن الإمام لم يكن يستخدم اسمه في منافع شخصية.
جفاء الحارس:
خرج الإمام من المسجد ولكنه كان متعب للغاية، فوضع رأسه على عتبة المسجد، ولكن الحارس لم يرحمه فجره جرا حتى وصل به إلى قارعة الطريق؛ حينها رآه خباز يسهر ليله ليعد الخبز لأهل البلدة فعرض عليه أن يذهب معه حيث الدفء والراحة وبإمكانه أن ينام ولن يزعجه أحد هناك.
تعجب ودهشة:
فوافق الإمام “أحمد بن حنبل” بعرض الرجل وذهب معه، وهناك هيأ له الرجل مكانا لنومه وسارع في الشروع في عمله، وكان الرجل بكل عجنة يقول: “أستغفر الله” مما أصاب الإمام بالتعجب، ودعاه فضول نفسه لسؤال الرجل….
الإمام “أحمد بن حنبل”: “منذ متى وأنت على هذا الحال، تستغفر الله بهذه الطريقة؟”
الرجل: “منذ زمن بعيد”.
الإمام “أحمد بن حنبل”: ” وهل وجدت لاستغفارك هذا ثمرة؟!”
فأجاب الرجل بكل رضا: “نعم، لم أرفع يدي إلى السماء بدعاء إلا وقد استجابه الله لي، غير أني طلبت رؤية الإمام “أحمد بن حنبل” ولم يوفقني الله بعد”.
الإمام “أحمد بن حنبل”: “قد استجاب الله دعائك، وأنا الإمام “أحمد بن حنبل” قد جرني الله إليك جرا”.
القصة الثانية:
يحكي شيخ علامة أنه بيوم من الأيام أتاه شاب ليروي له قصته مع الاستغفار…
كنت بآخر سنة دراسية بجامعة هندسة البترول وقد أنعم الله علي كثيرا بنعم الذكاء والهمة والاجتهاد فكنت من بداية حياتي الدراسية وأنا الأول دائما على دفعتي، ولكن شاءت الأقدار ولم أكمل السنة الأخيرة، فضاقت علي الأرض بما رحبت وضاق علي صدري وأوجعتني نفسي، فها هم كل زملائي قد مكن الله لهم في الأرض، فمنهم من أصبح رئيسا لشركة أرامكو، ومنهم من أصبح مرشحا لمنصب وزير، فاهتممت ولم تعد عندي طاقة لفعل شيء بالحياة.
تغيير مسار:
وبيوم من الأيام ذهبت لأداء فريضة الصلاة بالمسجد، لم أكن متدينا كفاية ولكني بفضل الله كنت محافظا على فروض وأوامر الله بقدر المستطاع؛ وبعد الانتهاء من الصلاة قام الإمام ليلقي كلمة عن فضائل الاستغفار فهممت بالخروج من المسجد، ولكني عندما سمعت منه كلماته عن فوائد الاستغفار شعرت وكأن شيئا ما ألم بي لأستمع إليه، ولكنني استحييت أن أعود ثانية إلى المسجد فانتبهت لكلماته وأنا أقف خارج المسجد؛ لقد كانت كلمات انتهى منها الإمام في قرابة الربع ساعة من الزمن، ولكنها كانت لي بمثابة نقطة تحول في حياتي وسببا رئيسيا في كل النعم التي أنعم الله علي بها.
قرار مصيري:
ومن يومها لازمت الاستغفار في كل لحظات عمري، ففتح الله علي فتوح العارفين وسكنت نفسي واطمأن قلبي، وهيأ الله سبحانه وتعالى لي أسباب الرزق فبداية دخلت في مشروع لا أمتلك فيه سوى نعمة الذكاء والهمة، وبارك الله لي والحمد لله أملك الآن من الأموال ما يعجز عن العقل تصديقه بأعداد فلكية؛ وبفضل الله سبحانه وتعالى أصبحت أفضل من زملائي جميعهم.
من اي كتاب أخذت قصة إستغفار الخباز و الإمام أحمد بن حنبل…..
وانا افرح فرحا عظيما إن أوضحت القصص من أي كتاب أخذت مع مؤلفه