قصص واقعية حقيقية مؤثرة بعنوان الجزاء من جنس العمل الجزء الثاني والأخير
قصص واقعية حقيقية مؤثرة
من أقوال الإمام “علي بن أب طالب” كرم الله وجهه:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا، فالظلم مرتعه يفضي إلى الندم.
تنام عينيك والمظلوم منتبه، يدعو عليك وعين الله لم تنم.
الجزاء من جنس العمل الجزء الثاني والأخير
وعلى الرغم من صغر سنها فإنها لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها بعد إلا أن والدها تمم لها الزواج.
تزوجت الفتاة وكانت أشبه بالميتة بيوم عرسها، من أول ليلة لها دخلت عليها والدة زوجها لتملي عليها كافة التعليمات، الكثير من الأعمال الشاقة بمواعيد محددة، وما كان من الفتاة التي كتب عليها الشقاء إلا أن وافقت على كل أوامرها دون التفوه بكلمة واحدة إلا بكلمة نعم، عانت الفتاة وذاقت الويل مع والدة زوجها ولكن زوجها كان يحسن إليها، أمامه يراها كيف تقسو عليها والدتها ولكنه كان يعوضها بحنانه، وبعد سنة واحدة وضعت الفتاة أول مولود لها، وقد كان ذكرا وقد أسماه والده على اسم والده (جده) الراحل.
وبالرغم من كل ذلك إلا أن معاملة والدة زوجها لم تتحسن معها ظلت كما هي، ومرت السنوات وأنجبت الزوجة ابنتين أيضا، ولم تتحسن معاملة والدة زوجها إلا بعدما تزوج ابنها الثاني، حاولت الوالدة فرض سيطرتها على زوجته ولكنها فشلت، بل الثانية هي من فرضت سيطرتها على كل من بالمنزل، لقد كان منزل عائلة، كانت الزوجة الجديدة تعشق تدبير المكائد وما شابه ذلك، بكل مرة تظهر بدور البريئة المظلومة لتكسب تعاطف الآخرين.
ومازالت الفتاة تعاني الكثير ولا تقوى على الشكوى، ومرت السنوات على هذه الحال حتى مرضت والدة زوجها، كانت هي الوحيدة من يقوم بالاعتناء بها ورعايتها، كانت تعاملها بلطف وحنية وكأنها والدتها الراحلة لا أم زوجا التي لم تفعل معها شيء إلا أنها تقسو عليها؛ وذات يوم أيقظتها والدة زوجها من النوم لتصلي معها الفجر، وعندما انتهيت من صلاته طلبت من زوجة ابنها أن تسامحها على كل ما فعلته معها.
أخبرتها زوجة ابنها طيبة القلب أنها لم تغضب منها يوما لتسامحها من الأساس، وبنفس اليوم رحلت عن الحياة والدة زوجها، أخذها زوجها وأبنائهما ورحلا عن المنزل بأكمله بعد وفاة والدته، فقد كان يتحمل منزل الهائلة بكل ظلمها حبا لوالدته ووفاءا لكلمته التي عاهد بها والده ألا يترك المنزل.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص من الواقع عن الظلم بعنوان ضياع مستقبل فتاة وهلاكها (ظلم الأهل للفتيات) الجزء الأول
قصص من الواقع عن الظلم بعنوان ضياع مستقبل فتاة وهلاكها (ظلم الأهل للفتيات) الجزء الثاني والأخير
سكن بزوجته وأبنائه الحضر، تعلم ابنه وابنتيه أفضل تعليم، كانت الزوجة بالكاد تستطيع تقرأ وتقرأ ولكنها كانت مصرة على تعليم أبنائها لتضمن لهم مستقبلا مختلفا كل الاختلاف عن ماضيها، وعندما دخل ابنها الأكبر الجامعة أصيب زوجها بنفس مرض والدتها، مرض خطير للغاية وبالرغم من إجراء العملية له إلا أنه لم يكن له مقدر الحياة.
تألمت زوجته لفراقه كثيرا، وأكملت المسيرة بمفردها، أتممت تعليم ابنتيها ودخولهما الجامعة، كان تعليم أبنائها تعليما مرتفعا فثلاثتهم الابن الأكبر دخل هندسة، والابنة الوسطى دخلت صيدلة، أما الابنة الصغرى فالتحقت بكلية الطب وتخصصت بقسم الأمراض الخطيرة (تأثرا بمرض والدها)، لقد كان والدهم حنونا بمعنى الكلمة.
كبرت الأم في السن بعدما أتممت رحلتها، تزوج ابنها بفتاة غاية في الأدب والأخلاق، كانت تعامل والدة زوجها بكل طيبة وحنية، وتزوجت ابنتيها وكانتا بارتين بها كثيرا، حتى أن زوجيهما كانا يزورانها كثيرا بمنزل ابنها الذي استقرت لتعيش به، كانت تعيش مع ابنها وزوجه وأبنائهما، فقد رزقه الله سبحانه وتعالى بابن وابنتين، وحتى أن الابنتين رزقا مثله، فثلاثتهم كان نصيبهم كنصيب والدتهم ووالدهم.
ادخر الله سبحانه وتعالى عمل الفتاة والزوجة الصالحة في أبنائها ومن ثم في أبناء أبنائها أيضا، لقد عاملت الله ولم تعامل خلقه، فأحسنت معاملة خلقه فأحسن الله سبحانه وتعالى معاملتها، فجعلها راضية وفخورة بأبنائها، تجد راحة البال والاطمئنان وسطهم وبحضورهم، إنها مثال رائع في معاملة الظلم بالحسنى، ودائما بكل الأحوال يكون الجزاء من عند الله سبحانه وتعالى من جنس العمل.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص واقعية حقيقية مؤثرة بعنوان الجزاء من جنس العمل الجزء الأول
قصص ظلم الزوجة الأولى بعنوان “دموع أنثى بسبب رجل” الجزء الأول
قصص ظلم الزوجة الأولى بعنوان “دموع أنثى بسبب رجل” الجزء الثاني والأخير