إن تلك النوعية من القصص مفيدة جدا، نتعلم منها الكثير عن أمور ديننا وننتهج بها، فتصلنا المعلومة الهادفة بأبسط طريقة ممكنة.
من قصص واقعية دينية للعبرة:
أولا/ حديث النبي مع أصحابه
ذات يوم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، وسأل كل واحد منهم نفس السؤال فبدأ بسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه…
رسول الله: “يا أبا بكر ما الذي تحبه من الدنيا؟”.
فأجاب رضي الله عنه وأرضاه: “يا رسول الله إني أحب من الدنيا ثلاثاً: الجلوس بين يديك، النظر إليك، وإنفاق كل مالي عليك”.
وبعدها سأل صلى الله عليه وسلم نفس السؤال لسيدنا عمر بن الخطاب “الفاروق” رضي الله عنه وأرضاه…
رسول الله: “وأنت يا عمر ما الذي تحبه من الدنيا؟”.
عمر بن الخطاب: ” يا رسول الله إنني أحب من الدنيا ثلاثاً: الأمر بالمعروف ولو كان سراً، النهي عن المنكر ولو كان جهرا، وقول الحق ولو كان مراً”.
وبعدها سأل صلى الله عليه وسلم نفس السؤال لسيدنا عثمان بن عفان “ذو النورين” رضي الله عنه وأرضاه…
رسول الله: “وأنت يا عثمان ما الذي تحبه من الدنيا؟”.
عثمان بن عفان: “يا رسول الله إني أحب من الدنيا ثلاثا: إطعام الطعام، إفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام”.
وبعدها سأل صلى الله عليه وسلم نفس السؤال لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه…
رسول الله: “وأنت يا علي ما الذي تحبه من الدنيا؟”.
علي بن أبي طالب: “يا رسول الله إنني أحب من الدنيا ثلاثا: إكرام الضيف، الصوم بالصيف، وضرب رأس العدو بالسيف”.
وبعدها سأل صلى الله عليه وسلم سيدنا أبي ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه…
رسول الله: “وأنت يا أبا ذر ما الذي تحبه من الدنيا؟”.
فأجابه سيدنا أبي ذر الغفاري: “يا رسول الله إنني أحب أيضا ثلاثا: الجوع، المرض، والموت”.
وسكت، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبب محبته لهؤلاء الثلاثة دونا عن غيرهم…
فأجابه قائلا: “يا رسول الله إنني أحب الجوع ليرق قلبي، وأحب المرض ليخف ذنبي، وأحب الموت لألقى ربي”.
حينها نزل سيدنا جبريل عليه السلام من السماء وأخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه يحب من دنيانا ثلاثا: تبليغ الرسالة، أداء الأمانة، وحب المساكين، وبعدها صعد.
ثم نزل مرة أخرى فأخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن السلام يقرؤه السلام ويخبره بأنه سبحانه وتعالى يحب من الدنيا ثلاثا: لسانا ذاكرا، قلبا خاشعا، وجسدا على البلاء صابرا.
اقرأ أيضا: قصص دينية واقعية مكتوبة قصص القران الكريم
ثانيا/ قصة حقيقة عن عوض الله:
بيوم من الأيام ذهب رجل متوسط الدخل إلى السوق لشراء أضحية عيد الأضحى، وبعدما اشتراها كان لا يملك وقتا كافيا للذهاب بها إلى منزله، فاستعان بأحد أصدقائه بأن يوصلها له، وصديقه أول مرة يذهب إلى منزله فأخطأ المنزل وأعطاها لجيران الرجل، وكانوا فقراء لدرجة أنهم لا يقدرون على شراء كبش الفداء ففرحوا كثيرا إذ أنهم اعتبروه من أحد المحسنين الذي بفضله أخيرا سيتمكنون من ذبح أضحية بالعيد، فرح الأطفال فرحة لا تقدر والزوجة من شدة فرحتها طرقت الباب على جارتها (زوجة الرجل صاحب الكبش الحقيقي) وأخبرتها بالقصة كاملة؛ وبعدما أنهى الرجل عمله عاد إلى منزله ولكنه استغرب من حال زوجته وأولاده إذ أنه لم يرى أي تغير بالمنزل، تعجب وسألهم عن أمر كبش العيد ولكنهم أجابوه بالنفي، وبأن لا أحد جلب لهم أي شيء، ربطت الزوجة الذكية ما حدث مع جارتها بأن صديقه أخطأ المنزل وأعطاه لجيرانهم بدلا منهم؛ فاستحب الرجل الفرحة التي دخلت قلوب جيرانه وأخبر زوجته بألا تخبر أحدا غيره بما حدث ووعدته بذلك، وباليوم التالي ذهب مبكرا إلى السوق ليشتري كبشا آخر وذهب مبكرا أملا في أن يتعاون التجار معه في السعر؛ وعندما وجد أحد التجار دعا الله بأن تكون أسعاره مناسبة له، وأول ما سأله كانت المفاجأة…
ذلك التاجر نجاه الله من حادث أليم بكل ماشيته فوعد الله أن أول مشتري منه سيعطيه أفضل ما لديه لقاء وجه الله سبحانه، وكان أول مشتري صاحبنا، فسبحان الله.
اقرأ أيضا: قصص الانبياء عن التفاؤل من حياة يوسف ويعقوب وأيوب عليهم السلام
وأيضا: قصص واقعية لسورة البقرة قصص حال الناس مع القرآن الكريم