هل تعلمون أن التسامح من أفضل وأجمل صور الحب، فكما يستلزم الأمر منا قوة لتقديم اعتذار لشخص عزيز على قلوبنا من أجل ألا نخسره يستلزم أيضا شخصا أقوى ليقبل اعتذارنا ويسامح، فالمتسامحون هم أقوى الشخصيات وأكثر القلوب طهرا ونقاءاً، هم أناس عرفوا حقيقة الدنيا الزائلة فاستحقروا أخطاءنا؛ فصفة التسامح هي برد للقلوب وجبر لها كما أنه خلق الإسلام.
القصـــــــــــــــــة الأولى
طلب أحد الصالحين من خاده بعض الماء لكي يتوضأ به، وعندما أتاه خادمه بالماء وقد كان ساخنا للغاية وقع منه بعض الماء على سيده، فاشتد غضب سيده وهم واقفا يريد معاقبته على فعلته، هنا قال الخادم: “يا خير الناس ارجع إلى ما قاله الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز”.
السيد: “وماذا قال رب العالمين؟”
الخادم: “والكاظمين الغيظ”.
السيد: “كظمت غيظي”.
واصل الخادم: “والعافين عن الناس”.
السيد: “وعفوت عنك”.
ومازال مكملا: “والله يحب المحسنين”.
السيد: “أعتقتك لوجه الله تعالى”.
القصــــــــة الثانية
قصة حدثت ببداية عصر التابعين، بيوم كان رجلا أعرابيا قادما من البادية بناقته، وكان منهكا للغاية من شدة تعب الطريق، فربط ناقته خارج بستان ونام ليريح جسده.
فقامت ناقته من شدة الجوع الذي ألم بها بقطع حبلها مما رأته من خضرة وأعشاب بالستان الذي يبعد عنها بقليل، وصاحبها نائم، فدخلت الناقة الجائعة إلى البستان وأتت فيه الفساد تأكل من هنا وتخرب هنا وهكذا إلى أن جاء صاحب البستان فوجدها، فضربها من شدة غضبه وحزنه على بستانه وما حدث فيه بسببها ليخرجها، ولكن كانت الضربة على رأسها فماتت الناقة.
استيقظ صاحب الناقة على صوت ناقته النافقة، فتصارع مع صاحب البستان وكان صاحب الناقة قوي البدنية، وأثناء الشجار القائم بينهما ضرب صاحب الناقة صاحب البستان على رأسه فمات، اجتمع الناس وهموا بصاحب الناقة إلى القاضي لينظر في أمره فقد أصبح قاتلا.
قال الأعرابي للناس من حوله: “دعوني أولا أعود إلى أهلي أوصي وأرجع لكم لينظر في أمري القاضي”.
اعترضوا على طلبه ولكن من حسن حظه أنه كان سيدنا “أبو هريرة” يمر أمامهم في هذه الآونة ويضمنه ليعود إلى أهله يوصيهم ويرد الأمانات إلى أصحابها؛ غاب الأعرابي شهر وورائه شهر آخر فذهب أهل القتيل إلى الضامن “أبي هريرة” فسألوه: “كيف تضمن امرئ لا تعلم عنه شيئا؟”.
فأجابهم قائلا: “حتى لا يقال قد ذهبت المروءة من أمة محمد”، وما هي إلا لحظات حتى جاء الأعرابي فسألوه: “ما الذي أتى بك يا رجل؟”، فأجابهم: “حتى لا يقال قد ذهب الوفاء بالعهد من أمة محمد”، فعفا عنه أهل القتيل قائلين: “حتى لا يقال قد ذهب العفو من أمة محمد”.
القصــــة الثالثة
قصة تهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم عند سماع نهايتها على الرغم من حزنه الشديد في بدايتها…
جثا رجلان على ركبهما يوم القيامة عند رب العباد سبحانه وتعالى، قال أحدهما: “يا ربي إنه قد ظلمني في الدنيا، خذ بحقي منه يا ربي”.
فيقول الله سبحانه وتعالى: “أعطه من حسناتك”.
الآخر: “لقد فنيت جميع حسناتي يا ربي”.
فيقول الأول: “فليأخذ من سيئاتي يا ربي”.
هنا يحزن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا بسبب دخول أحد من أمته النار بظلم لأخيه في الدنيا…
فيقول الله سبحانه وتعالى للمظلوم الذي يريد أن يأخذ بحقه من أخيه: “انظر إلى الجنة”، فتنكشف له الجنة بما فيها من قصور وأنهار ومناظر بديعية، فيسأل الرجل ربه: “يا ربي لمن هذه القصور، لأي نبي أو لأي صديق أو لأي شهيد؟”
فيجيبه خالقه: “كل هذا لمن أعطى ثمنه”.
فيسأله الرجل: “يا ربي ومن يملك ثمنها؟”
فيجيبه رب العباد: “أنت تملك الثمن”.
قال: “وما ثمنها يا ربي؟”
قال سبحانه وتعالى: “العفو عن أخيك”، فقال: “لقد عفوت عنه يا ربي”.
فيقول رب العباد: “خذ بيد أخيك وادخلا الجنة”، وهنا ضحك النبي صلى الله عليه وسلم بفرحة.
قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بسورة آل عمران الآية 134: ” الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” صدق اللـــــــــــه العظيم.
اقرأ أيضا:
قصص من الواقع عن التسامح قصة الصديقان
قصص واقعية عن الأم ” أم خلد التاريخ اسمها “
قصص واقعية دينية للعبرة هادفة وذات قيمة عالية
احب هذه القصص كثيراً والله والشاهد على كل شيء قدير
اجل انها قصص جميل
احب كل هذه القصص
مريم