أغفر لك الزلة وراء الزلة، وألتمس لك بكل مرة آلاف الأعذار، ولكني لا أقوى على الخيانة والكذب، فباب قلبي أجده موصدا حتى وإن كان بابتعادي عنك سيحترق قلبي نفسه بنيران الاشتياق ولهيب الولع، إلا إنني أًبر على كل شيء ولا أعود لخائن مثلك.
يا أنت لقد بعت الغالي رخيص، وأضعت بحبك كل ما أملك، ولكنك ماذا أعطيتني بالمقابل؟!
لخم تعطني سوى أنين الأوجاع وآهات وندم على ما فعلته معك!
باعني من اشتريته
كانت هناك أسرة صغيرة مكونة من أب وأم وثلاثة أولاد وبنتين، وكان يكبرهم شاباً في بداية العشرين، وكانوا يعيشون حياة سعيدة جداً يملأها التفاؤل والتفاني في العمل، وكان رب الأسرة رجل ذو مكانة عالية بين مجتمعه وأهله وجيرانه، فكان محبوب جداً وله المشورة في كل رأي يقومون به، وكان يحب أولاده ويوفر لهم كل سبل الراحة التي يتمنوها وعلمهم أصول الدين ورباهم على طاعة الله ورسوله والوالدين، ولكن فجأة مرض مرضاً شديداً وحزن على مرضه الجميع وبعد فترة ليست بطويلة مع المرض توفاه الله فحزنت القرية بأكملها على رحيله، وابنه الأكبر حزن حزناً شديداً على فراق والده ولم يستطع الخروج من حالة الحزن هذه إلا بعد فترة طويلة جداً.
حال الأسرة بعد فقد الأب:
فبعد موت رب الأسرة انتقلت إدارة المنزل للأم فهي الشخص الأكبر في الأسرة، ولكن هذا الرجل الذي توفاه الله كان ميسور الحال وترك أموالاً كثيرة وأراضي كثيرة أيضاً مما طمع فيهم الكثير والكثير، فحاول الابن الأكبر أن يمسك ما تركه والده من أموال وأراضي ونجح في ذلك وظل يعمل بجد حتى يعوض مكان أبيه، وظل هذا الحال طويلاً، وكانت محاولات الطمع والتدخل من الكثير مستمرة ولم تهدأ أبداً فما معهم يطمع فيه الكثير ذو النفوس المريضة، فلا يوجد في الأسرة غير الابن الأكبر فقط وباقي أخوته أطفالاً صغار لم يفقهوا شيئاً بعد.
قرار زواج الأم:
ولكن اتخذت الأم قراراً قسم ظهر ابنها الأكبر نصفين وهو بأنها سوف تتزوج من شخص يسكن في نفس القرية، وكان الغريب في هذا الزواج بأن هذا الرجل ليس فيه صفات ترضي الله ولا رسول الله، فكان من الطامعين فيما ترك الأب لهذه الأسرة، لكن الأم هي التي اختارته من بين جميع الناس الذين عرضوا نفس الأمر وهو الزواج منها، ولكن كان الابن يعلم بأن أمه لن ترضى بهذا الأمر بعد وفاة أبيه فمن يعوض ذلك الرجل الحنون الذي كان يرضي الله ورسوله في أهل بيته جميعاً.
معاتبة الابن لأمه:
فجلس الابن مع أمه يعاتبها على قراراها ظناً منه بأنه سوف يستطيع أن يجعلها ترجع عن قراراها، فخطابها وذكرها عن أبيه وعن أفعاله التي لا يستطيع أي شخص أن يفعل مثله وأن يأخذ مكانه، وأن هذا الأمر ليس حراماً بل حلالاً، ولكنه أكد لها بأنه يطمع في ما عندنا من أموال، وظل يحدثها عن كلام الناس المستمر والإحراج الذي تسببت فيه لهم، ولكن كل ذلك دون جدوى فتزوجته وأسكنته في البيت مع أبناءها.
زواج الرجل بثانية:
وبالفعل حدث المتوقع فمسك هذا الرجل الغريب زمام الأمور وكل ما يخصهم من أموال وأراضي، وجلب في بيت زوجته أولاده من زوجته الأولى المتوفية، ولكن حدث شيئا غريباً جداً لم يعهده شخص من قبل وهو زواج هذا الرجل من امرأة أخرى ويسكنها في نفس البيت الذي لا يمتلكه وليس له شأناً فيه، فذلك الأمر أغضب الابن الأكبر غضباً شديداً فذهب لأمه معاتباً “أهذا الرجل هو من أخذ مكان أبي؟!”، ففاضت دموع الندم على ما فعلته بأبنائها.
حيلة التخلص منه:
فجلسا يفكران ماذا يصنعان له كي يتخلصا منه، ففكر الابن بأنه سوف يمسك هو زمام الأمور من أموال وأراضي وأن يشتري من أمه نصيبها في الميراث لكي لا يتبقى لهذا الطماع شيء يصرف منه على أولاده وعلى زوجته، فطلب الابن من هذا الرجل الخروج فوراً من بيت والده ويأخذ من جلبهم معه، وبالفعل خرج وطلق الأم وعادت الحياة كسابق عهدها في هذا المنزل يملأها الحب والحنان والسعادة.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص واقعية نهايتها مضحكة وغير متوقعة على الإطلاق!
قصص واقعية حزينة ومؤثرة لن تندم مطلقا على قراءتها
قصص واقعية حزينة للفتيات مليئة بالمآسي والآلام