إن أعظم شعور يجعل القلب خائرا ومنهكا هو الحزن والأسى، يجعل كل منا لا يتقبل الحياة بسبب كثرة الأحزان التي واجهها بها مسبقا، لذلك على كل منا الحفاظ على قلبه وألا يحمله أكثر ما يطيق فالله سبحانه وتعالى سيحاسبنا على أنفسنا وما فعلناه بها.
القصة الأولى:
يحكي أحد الشباب قصة حياته الواقعية المؤلمة فيقول:
بمرحلة المراهقة تعرفت على بضع من أصدقاء السوء، كنت نادرا ما أعود للمنزل قبل الساعة الواحدة صباحا، وبالكاد كنت أرى أمي، في البداية كانت تتحدث معي طويلا عندما توقظني صباحا عن السبب وراء تغير أحوالي، ولكنني لم أكن أستمع لها، ودائما ما كان صوتي يعلو فوق صوتها.
وبالتدريج أصبحت تتقبل تغيري وتتعامل معه كأنه أمر واقعي قد فرضته عليها، كنت عندما أعود أجدها قد كتبت ورقة على الثلاجة بأماكن الأطعمة والأشياء التي قد أحتاجها، تطورت علاقتنا وأصبحنا نتحدث سويا بواسطة هذه الورقة التي على الثلاجة، كانت دائما ما تنبأني بأن أكتب لها عن مواعيد صحوي ومواعيدي الهامة من أجل أن توقظني لأجلها.
وبيوم من الأيام قد عدت متعبا، ولم أذهب للثلاجة من الأساس، وفي الصبح وجدت والدي يوقظني ويخبرني أن أمي قد فارقتنا وودعت الحياة، تمالكت نفسي بالكاد وبعد أن دفناها وواراها التراب، وأخذنا العزاء عدت للمنزل فشعرت بشيء غريب، وكأن روحي ذهبت معها، تذكرت آخر ورقة كتبتها فهرولت ناحية الثلاجة لأجدها قد كتبت: “بني عندما تعود أيقظني لو وجدتني نائمة لأنني أشعر بتعب غريب، ووددتكَ لو تأخذني للمستشفى!”.
قصص واقعية حزينة للفتيات مليئة بالمآسي والآلام
قصص واقعية طويلة حزينة بعنوان أحببت خائنا
القصة الثانية:
يحكي أحد الشيوخ قصة تبكي الحجر….
يقول أنه بيوم جاءه ميت ليغسله ويكفنه، ولكن كان من الغريب ومما أدهشه الشخص الذي أعرض عن الرحيل، وطلب أن يساعده في كل شيء، يصف الشيخ ويقول أنه كان يحجب صوت قلبه الحزين، واستطاع أن يسكت صوته ولكنه لم يستطع أن يسكت دمعه، فدموعه كانت تجري كالأنهار، تسيل على وجنتيه، كنت تارة أشد عليه بالكلام حتى يهدأ وتارة أذكره بثواب الصابرين وجزائهم، وتارة أجعله يدعو له بالرحمة والمغفرة.
يقول: لقد ظننته في البداية أنه أخا له، ولكنه أفجعني عندما أخبرني أنه صديق طفولته وليس أخاه، الإنسان في أيامنا هذه لا يتأثر كل ذلك التأثر حتى وإن كان أخاه، لقد اعتقدت لوهلة أنه سيهلك بسبب ما بدا عليه من حزن وآلام، واستكمل حديثه ويخالطه البكاء الذي يكتمه غصبا…
“والله يا شيخنا لقد ولدنا معا، وتربينا معا في نفس البيئة ونفس المكان، لقد كان أهلنا جيرانا، ومن ثم لعبنا بنفس الشوارع سويا، وذهبنا لنفس المدرسة بجميع مراحلها، حتى أننا ارتدنا نفس الجامعة، ومن ثم عملنا بنفس الشركة، حتى عند زواجنا تزوجنا من أختين، وسكنا بشقتين متجاورتين، كنا نتشارك نفس السيارة، ونفس الطعام، ولكن عصر اليوم قد…” انقطع صوته وأجهش بالبكاء.
يقول الشيخ: “لقد ربت على كتفه، وأخبرته ادع له”، وما توقف عن قول: “إنا لله وإنا إليه راجعون”؛ وانتهينا من التغسيل وذهبنا للصلاة عليه، واستكملنا حتى وصلنا للمقابر وقد حانت دفنته، وجدت صديق عمره لا يستطيع الصمود ولكنه مصر على دفن وتوديع صديقه، وأول ما وضعناه بالتراب وجدته وكأنه يصارع شيئا ما بداخله، حزنت على حاله كثيرا، وبعدها انصرف الجميع.
في اليوم التالي وجدت جنازة تحتاج التغسيل والتكفين، بادرت بعمل اللازم لأجلها، ولكنني عندما نظرت لوجه صاحبها لا أعلم لماذا شعرت وكأنه وجه مألوف بالنسبة لي، وجدت رجلا كبيرا في السن ويبكي بكاءا شديدا، سألته : “أأنت والده؟!”، قال: “نعم، ألا تتذكره يا شيخ؟!”.
رددت عليه: “في الحقيقة لا أتذكره”، ذهل الرجل وقال: “كيف لا تتذكره وقد كان بالأمس يساعدك ويعطيك المقص والكفن؟!”، أحقا إنه هو؟!، الرجل الذي بكى بكاءا مريرا على صديق طفولته، من عاشا سويا واجتمعا بكل شيء، الآن حتى بالموت يجتمعان سويا ولا يفترقان؟!
مكثت طوال الوقت وأنا أذكر: “سبحان الله”، لقد كان بالأمس يغسل صديقه وها هو اليوم يغسل، لم يحتمل فراق صديقه، سبحان الله اجتمعا سويا في الحياة واليوم يجتمعا سويا في فراقها.
اقرأ أيضا:
قصص حزينة مؤلمة جداً ومبكية لأقصي درجة بعنوان فراق بلا موعد
قصص مؤلمة من عالم المخدرات قصص واقعية للعبرة والعظة تجسد مآسي آخرين
اعجبني رائع قصص مؤلمة جدا
روعة هِرهِتّهِأّهِزِّ أَّّسمَيِّ هِوِةّ ⓓⓞⓗⓐ