قصص واقعية من الحياة قصة الفتاة السورية و الهرب من المصير المحتوم
الحياة دائما مليئة بالقصص و التجارب ، قد يكون البعض منها غير منطقي ولا يمكن تصديقه ولكنها قصص حدثت بالفعل ، ليس من المشترط ان تكون هذه القصص التي لا يمكن تصديقها قصص رعب بل قصص حقيقية يحكيها لنا من عاشوا احداثها وكل لحظة بها ، واليوم ومن خلال موقع قصص واقعية يسعدنا ان نقدم لكم قصص واقعية من الحياة ، قصة الفتاة السورية و الهرب من المصير المحتوم ، وهي قصة حقيقة حدثت بالفعل ترويها لنا صاحبة القصة بالتفصيل ، فنتمنى ان تستمتعوا بقراءة هذه القصة و نتمنى ان تنال اعجابكم.
قصة الفتاة السورية والهرب من المصير المحتوم
هذه القصة نرويها على لسان صاحبتها وهي شابة سورية تعيش ويلات الحرب ، انا شابة من سوريا اعيش مع اسرتي في منزلنا ، منزلنا يقع في العاصمة دمشق ولذلك كنا في امان ولو حتى لفترة من الوقت كان القصف و الحرب دائرة في المحافظات المجاورة وفي كل ربوع سوريا ما عدا في العاصمة ، كنت انا وعائلتي نظن بان الحرب لا يمكن لها ان تصل الى هنا ، على الرغم من اننا كنا في مأمن من القصف الا ان قلوبنا كانت تتمزق و نحن نرى ما يحدث في المحافظات الاخرى ، بسبب الحرب كانت البلاد في حالة مادية سيئة جدا.
اقرأ ايضا : قصص حقيقية من الواقع
فقد والدي عمله واصبحت الاموال معنا قليلة جدا ولم نكن ندري ماذا نفعل ، كانت لي صديقة تعيش في بلد آخر ، تواصلت معها ، عرضت علي صديقتي ان آتي اليها من اجل العيش معها وفي نفس الوقت من اجل البحث عن عمل ، في الحقيقة وافقت على هذا العرض ليس من اجلي انا ولكن كان هدفي هو مساعدة اسرتي وتوفير المال لهم من اجل عيش حياة كريمة ، كانت المشكلة الوحيدة التي سوف تقابلني هي اقناع والدي و والدتي بالسفر ، خاصة اني لم اسافر من قبل في رحلة بمفردي لان عائلتي كانت تخاف جدا علي.
تحدثت مع ابي وامي عن السفر ، في البداية رفضوا ان اسافر بمفردي فهم كانوا خائفين من ان اتعرض للاذى وانا بمفردي في بلد غريب ، ولكن في الحقيقة لم تكن عائلتي تمتلك خيارا اخر ، في النهاية اقنعت ابي بالسفر واخبرته باني سوف اتحدث اليهم كل يوم من اجل الاطمئنان عليهم ، ومع اقرب فرصة سوف ابعث بالاموال اليهم ، كانت عائلتي حزينة جدا لاني ساسافر ولكن لم يكن هناك اي خيار آخر ، سافرت و قابلت صديقتي ، رحبت جدا بي وذهبنا الى منزلها الذي كان جميلا جدا ، الحي الذي تسكن به ايضا جميل جدا.
و يمكنكم ايضا قراءة : قصص من الواقع عن الصدق أروع 3 قصص حقيقية
كنت في كل مساء اتحدث مع امي عبر الهاتف ، وبعد مرور 5 ايام اتصلت بها فلم تجب ، ظننت انها ربما تكون مشغولة بامر ما ، اتصلت بها مرة اخرى في اليوم التالي فلم تجب ، اتصلت بوالدي فلم يجب هو ايضا ، دب الرعب في قلبي ولم اكن ادري ماذا افعل ، اتصلت بعمتي وعندما سألتها عن عائلتي بدأت تبكي ، قلت لها : ماذا حدث يا عمتي ؟ ، قالت عمتي : لقد تم قصف الحي الخاص بكم و هناك قذيفة سقطت على منزلك يا بنيتي و ماتت عائلتك باكملها ، عندما سمعت هذه الكلمات شعرت بان حياتي الآن لا قيمة لها.
اصبت بحالة من الاكتئاب الشديد ، مرت 3 اشهر وانا حزينة ولكن صديقتي كانت تساندني بقوة ، في النهاية قررت ان ابحث مع صديقتي عن شقة لي لاني اقمت بمنزلها طويلا ، في البداية رفضت صديقتي ان اغادر ولكني كنت مصرة ، وجدنا شقة سعرها مناسب وبدأت رحلة البحث عن عمل ، واجهتني صعوبات كبيرة اثناء بحثي عن وظيفة ملائمة ، لم اكن ادري لماذا يتم رفضي فقط لاني من سوريا ، مر الشهر الاول في الشقة ولم اجد بعد عمل مناسب ، بدأ صاحب الشقة يطالبني بالايجار اعتذرت له جدا واخبرته بان يمهلني 15 يوم فقط.
وافق صاحب الشقة على طلبي ، ولكني ايضا لم اتمكن من الحصول على وظيفة ، حينها عاد الي مالك الشقة الذي كان ينظر الي نظرات مريبة ، اخبرني مالك الشقة بانه علي ان اختار اما ان آتي معه الى منزله واما ان اترك الشقة خلال يومين فقط ، اغلقت الباب في وجهه وبدأت ابكي ، ذهبت الى صديقتي فلم يكن لدي اي احد آخر اذهب اليه ، اخبرت صديقتي بكل ما حدث ، اقنعتني صديقتي بان اعيش معها خاصة انها تعيش مع والدتها وشقيقها دائما في رحلات سفر لخارج البلاد ، في اليوم التالي ذهبت انا ومعي صديقتي الى الشقة الخاصة بي.
وللمزيد يمكنكم ايضا قراءة : قصص حقيقية مؤثرة
اخذت كل اغراضي واعطيت المفتاح لمالك الشقة وانصرفت ، بعد عدة ايام حصلت على وظيفة مناسبة ، بدأت حالتي النفسية تستقر اكثر فاكثر ، بعد عملي بثلاث سنوات فوجئت بمالك الشركة يطلب يدي للزواج ، في الواقع مالك الشركة كان رجلا خلوقا جدا ولم اجد سبب يمنعني من الموافقة على الزواج به ، انا الآن متزوجة من هذا الرجل ومعي من الاطفال ثلاثة فتيات جميلات ، واليوم احمد الله ان عوضني عن عائلتي التي فقدتها في سوريا ، عائلتي التي كنت احبهم جدا والتي لا يمكن لي ان انساها ابدا.