قصص وحكايات واقعية إذا قرأتها ستحفر داخل وجدانك لما بها!
تذكر دوما أنه مهما كانت نعم الله عليك من حولك جميلة ومتعددة، فإنها تظل نعمة الأم هي الأجمل والأفضل على الإطلاق.
وتبقى الأم هي الحب الثابت، والحقيقة التي لا تتغير في زمن كل ما فيه تغير، فطوال حياتي لم أجد قلبا كقلب أمي أبدا، فقلب الأم الوحيد الذي ينسى نفسه ولا ينسى أحدا من أبنائه!
فكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا… (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، مَنْ أحقُّ الناس بِحُسن صَحَابَتِي؟ قال: أمك قال: ثم مَنْ ؟ قال: أمك، قال: ثم مَنْ؟ قال: أمك، قال: ثم مَنْ؟ قال: أبوك)
وبالنسبة للأبناء فعلينا على الدوام أن نتذكر الآية الكريمة والتي بسورة الإسراء: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
قصـــــــــة أكثر من رائعة من قصص وحكايات واقعية:
قصة واقعية تحمل العديد من المعاني السامية، وهي من أجمل قصص وحكايات واقعية على الإطلاق…
أول ما استعادت الأم وعيها إثر عملية جراحية لولادتها طلبت أن ترى وليدها لتقر عينيها برؤيته، لقد كانت تنتظر الشهور الطويلة بفارغ الصبر لتراه، وبالفعل أحضرته لها الممرضة وهمت بالخروج، وما إن رأت الأم وليدها صعقت مما رأت، لقد كان بدون أذنين!
وعلى الرغم من صدمتها إلا إنها احتضنت وليدها إليها، وحمدت خالقها على عطيته، وهمست لصغيرها قائلة: “أنت ابني مهما تكون”!
وكلما مرت الأيام على الطفل كلما تعرض للتنمر والاستهزاء ممن حوله، كان يهرع لوالدته والدموع تقطر من عينيه، ودائما ما كنت تستقبله والدته بابتسامة وتضمه لصدرها وتدعمه وتهون عليه من الصعوبات التي كان يلقاها بسبب مرضى القلوب ممن حوله.
وعلى الرغم من أن المضايقات التي تعرض لها الصغير طوال مراحل حياته كانت لا تعد ولا تحصى إلا أن الأم لم تستطع أن تنسى تلك المرة التي أتاها صغيرها يبكي ويشكو إليها أن صديق له قد نعته بالوحش المخيف!، حينها ضمته لصدرها كعادتها وأخبرته قائلة: “أحبك كما أنت، فلا تكترث أنت هدية الله السامية لي”.
وعلى الرغم من كل معاناته على مدار حياته إلا إنه كان من المتفوقين دراسيا، واستطاع اللحاق بإحدى الجامعات المرموقة ليدرس السياسة والعلاقات الإنسانية، وعلى الرغم من كل جهوده وتفانيه إلا أنه لم يسلم من التنمر أينما حل.
وفي إحدى الأيام تمكن والده من عرض مشكلته على أحد الأطباء المشهورين بمجاله، والذي بشره بدوره بإمكانية إجراء عملية جراحية لأجله يمكنه من خلالها أن يكون شابا طبيعيا ولكنه لابد لهم أن ينتظروا متبرعا لنقل الأذنين إليه؛ وبعد قليل من الوقت اتصل الطبيب على والد الشاب وأخبره بأنه وجد متبرعا ودون أي مقابل باستثناء أنه لا يريد منهم إلا شيئا واحدا أن يكون مجهول الهوية بالنسبة لهم جميعا!
و يا لسعادة الوالد حينها إذ أخذ ابنه في الحال وذهبا لإجراء العملية والتي حققت نجاحا باهرا، وأصبح من كان بالأمس طفلا ينعت بالوحش المخيف الآن شابا وسيما تتهافت الفتيات من حوله للفوز بقلبه، وكانت حياته الجديدة دافعا أقوى بالنسبة له أن يحقق المزيد والمزيد من التفوق، وبالفعل تمكن من أن يصبح سفيرا يمثل بلاده، وكان ناجحا للغاية من عمله الذي يؤديه بكل حب وإتقان، وأجبر حتى أعدائه للإشادة بكل ما يفعله.
وتمكن الشاب من الزواج بالفتاة التي أحبها، ولكنه وكان على الرغم من مرور سنوات على إجراء عمليته إلا إنه لم يستطع نسيان من كان سببا في كل ما هو فيه، ظل التساؤل عن هوية من تبرع له في باله وخاطره على الدوام.
كان يسأل والده على الدوام أن يعرف له المتبرع ليشكره ويحاول أن يرد له جميل صنعه حتى وإن كان في قرارة نفسه يوقن بأنه لن يستطيع فعل ذلك، كان يسميه الشاب بواهب الحياة لأجله، ابتسم حينها والده وقال له: “صدقني حتى وإن علمت هويته فلن تستطيع أن ترد له جميله فدع الأمر كما هو”، وبالفعل اعتقد الابن بكلام والده أن المتبرع من تعداد الموتى فبات يدعو له بالرحمة على الدوام.
وفي يوم من الأيام عاد الابن من سفر دام لفترة طويلة في إحدى البلاد الأجنبية، وقد أتى بالعديد من الهدايا النفيسة لوالديه ومن بينها كان قيراطا ذهبيا، وقد كان الابن في غاية سعادته عندما ارتسمت الابتسامة على ملامح وجه والدته برؤيتها للقيراط وإعجابها به، وتعجب كثيرا عندما رأى إصرارها المستميت بأن زوجته هي أحق بالقيراط منها إذ أنها أكثر جمالا وستزينه بشبابها.
ولكن الابن كان أكثر إصرارا من والدته، وأجبرها ممازحا إياها ليضع لها القيراط بأذنيها، وعندما أزاح شعرها أصابته الصدمة مما رأى!
لقد كانت والدته بلا أذنين!، هنا وفي هذه اللحظة وقع في قلب الابن بأنه كان شديد الغباء طيلة هذه السنوات الماضية، فلا أحد بكل هذا الكون يعطي بلا مقابل إلا الوالدين!
جثا على ركبتيه وقبلهما وأجهش في البكاء، وبالفعل مهما فعل لن يستطيع أن يرد لها جميل صنعها، اقتربت منه والدته ووضعت يديها على وجنتيه قائلة: “ولم البكاء؟!، لا تحزن يا بني، فما فعلته لم يقلل من جمالي شيئا، إنني لم أشعر يوما أنني فقدتهما من الأساس؛ أقسم لك بالله أنك عندما تمشي بقدميك على الأرض إنك تسير على قلبي بخطواتك فأنت هدية ربي السامية لي”.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص وحكايات واقعية معبرة جداً عن معني الحب
وأيضا.. قصص وحكايات من الواقع قصة كما تدين تدان وقصة حذاء غاندي
قصص وحكايات عالمية يوتيوب قصة الراعي الكريم