ومازلنا نستكمل مسيرتنا بسرد أحداث فيلم الكرتون الممتع والمعبر بصفة كبيرة للغاية ولا يمكن وصفها بطريقة لائقة بها، لكل من يريد تحقيق حلم حياته، ولكل من يريد التخلص من لحظات الإحباط التي يمر بها أثناء طريقه لتحقيق حلمه، عليه بالاستمتاع بالأحداث التي به ويمكنه حينها نسيان كل ما مر به.
راقصــــــــة الباليه الصغيــرة (الجزء الثاني)
صعدا للأعلى ركضا وخلفهما المسئول، وما إن وصل لخط النهاية حتى فاجئ فيكتور فيليسي بآلته التي اخترعها، وبالفعل نجحت في عملها ولكنها بعد عشرة دقائق سقطت بهما في عربة مليئة بالقش، والمسئول اعتلى دراجته الهوائية ومصر على اللحاق بهما ومعاقبتهما على الهرب من الدار.
ولا يزالان يحاولان الهرب وإلا العواقب ستصبح وخيمة في حالة الفشل، كان لفيليسي صندوق موسيقى ذو قيمة غالية عندها، وأثناء هروبها بقيادة العربة التي سقطا بها، سقط الصندوق منها وفشلت في اللحاق به أثناء محاولات فيكتور لتشتيت انتباه المسئول وإتاحة الفرصة لها.
جازف فيكتور بكل شيء ولم يخف وعاد ليمسك بالصندوق، وبالفعل استطاع وأعطاه لها، ومن بعدها دخلا بالعربة في نفق والمسئول خلفهما مهددا ومتوعدا لهما بيد من حديد، ولكنهما قاما بخدعه بأن نزلا من العربة وجعلاه يلحق بها، وهما كن في طريقهما قريبين للغاية من قطار يحمل بضائع لمدينة باريس.
استطاعت فيليسي من اللحاق بالقطار، وقبل أن يصل فيكتور كان المسئول جاءهما وأمسك بقدم فيكتور في محاولة منه لأخذه، ولكن فيليسي تمسكت به بكل قوتها واستطاعت جذبه لداخل العربة، أما عن المسئول فدخل بدراجته الهوائية بجزع شجرة وانقلب إثره رأسا على عقب.
شعرا بسعادة لا توصف باستطاعتهما النجاح في مخطط هروبهما من دار الأيتام، شعرا أخيرا بالحرية وبتمكنهما أخيرا من تحقيق أحلامهما، شعرا وكأن الحياة أخيرا تفتح لهما ذراعيها بابتسامة لائقة بها وبمحبة كبيرة لهما.
وجدا مصباحا غير مشتعلا بالعربة التي كانت مليئة بالتفاح المستخدم لإطعام الأحصنة، قام فيكتور بإشعاله، أما عن فيليسي فكانت تشعر بالبرد الشديد، لذلك نظرت يمينا ويسارا وإذا بها تجد غطاء فتحضره وتضعه على جسدها، جزء عليها والجزء الآخر على فيكتور؛ والسعادة في عيني فيكتور ولكن فيليسي أمسكت بصندوق الموسيقى خاصتها وقامت بفتحه وإذا بالأشياء التي بداخله تتطاير في وجهها.
رأى فيكتور الحزن بملامح وجهها الملائكي…
فيكتور: “فيليسي لا تحزني بإمكاني إصلاحها”.
وما إن أنهى إصلاحها فيكتور حتى وجد فيليسي وضعت رأسها على كتفه وغاصت في نوم عميق، أطفأ المصباح وغاص في نوم عميق مثلها على نفس حالته؛ وما إن أشرقت الشمس وملأ نورها كل الأرجاء حتى توقف القطار بأن وصل وجهته، فارتطم رأسا الطفلين فاستيقظا، وأول ما قدم الحمال لتفريغ الحمولة من العربة المتواجدين بها الطفلين، ركضا واختبئا داخل صندوق ملئ بالتفاح الخاص بالأحصنة.
كانا بمدينة باريس، وأول ما خرجا من الصندوق ونزلا من على العربة كان هم فيليسي الأول والأخير أن تجد مدرسة الرقص التي صورتها بحوزتهما، وبكل خطوة كانت تسأل نفس السؤال: “فيكتور أليست هذه المدينة بباريس؟!، إذا أين مدرسة الرقص؟!”
وذات مرة أجابها فيكتور قائلا: “فيليسي استرخي واستمتعي بباريس، حاولي أن تتنفسي هوائها، فيليسي إنها باريس مدينة الجمال، مدينة الأحلام، مدينة الرومانسية، مدينة الشهرة والحظ زوتحقيق النجاح الباهر في كل ما ترغبين به”.
فيليسي: “فيكتور أتفهم كل ذلك، ولكن أين هي مدرسة الرقص؟!”
فيكتور بتردد شديد: “في الحقيقة لا أعلم”.
فيليسي: “فيكتور لا تقلق فنحن فريق، وبإمكاننا إيجادها معا”.
وأكملت فيليسي بحزن شديد: “فيكتور أتعتقد أنه كان من الغباء القدوم لباريس وترك الدار؟!”
فيكتور: “لا تقولي ذلك، فالمرء ينبغي أن يسعى وراء تحقيق أحلامه بكل الطرق والوسائل”.
فيليسي حائرة: “فيكتور ولكننا مازلنا أطفال وأيضا ولوحدنا، هل تعتقد أنني كنت حمقاء عندما اعتقدت بأنني سأصبح راقصة؟!”
كان فيكتور أثناء حديثه معها أغضب بعضا من الحمامات، فطاردنه ونظرا لصغر سنه وحجمه سقط من أعلى الكوبري، ولكنه سقط على متن سفينة، حزنت فيليسي لذلك كثيرا فهي تخاف من البقاء وحيدة دونه، توسلت إليه أن يعود، كان يرغب في تحقيق طلبها بشدة ولكنه لا يستطيع السباحة بالنهاية إنه مازال طفلا صغيرا…
فيليسي بحزن وصوت به نغمة البكاء: “فيكتور عد إلي ولا ترحل أتوسل إليك”.
فيكتور: “فيليسي لا تحزني سأقابلك على نفس هذا الجسر بنفس الموعد غدا فلا تحزني، ومهما حدث معي من ظروف قاسية سآتي إليكِ فاطمئني”…..
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
cool
حلوة