يقول أحدهم أن زوجة الأب بإمكانها أن تكون صاحبة إحدى الوجهين، إما طيبة القلب وتقية وعلى دراية بكل حدود الله سبحانه وتعالى وتضع خالقها أمام عينيها وبقلبها طوال الوقت، فتعدل في كل صغيرة وكبيرة؛ وإما امرأة ظالمة قاسية القلب وشاية، أكبر طموحاتها فرض السيطرة لكاملة على الزوج والتخلص من أبنائه للتمرغ في كامل اهتمامه وعنايته.
قصــــــــة عن ظلم زوجة الأب
توفيت زوجته وتركت له ابنتهما الوحيدة التي تبلغ من العمر ثمانية أعوام، وهي على فراش الموت أمنته على ابنتهما بأن يرعاها وألا يفرط فيها مهما كلفه الأمر، وعلى الرغم من تباطأ أنفاسها الأخيرة وتساقط الدمعات من عينيها إلا أنها لم تكف عن وصيتها إلا بعدما عاهد الله سبحانه وتعالى بأن يرعى ابنتهما ويحقق لها وصيتها وكل ما طلبت منه.
فارقت روح الأم الحياة بعدما اطمئن قلبها على صغيرتها الوحيدة، كان والد الابنة يحبها كثيرا وبعدما توفيت والدتها ازداد بها حبا وتعلقا، فكان يعمل دوما على تأمين حياة أفضل لها، يطمح لسعادتها وإدخال السرور لقلبها بشتى الطرق، وبنفس الوقت لا يهمل تربيتها فيحفظها القرآن ويعلمها الصلاة ويحببها فيها.
ودائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، تتوفى والدة الزوج (جدة الابنة الصغيرة) والتي كانت تعمل على رعايتها والاهتمام بكافة أمورها، فيضطر الوالد للزواج من امرأة أخرى لتساعده في تربية ابنته، وعندما قام باختيار زوجة له لم يختارها إلا على أساس واحد وهو الاعتناء بابنته الصغيرة، وبالفعل اختار فتاة لم يسبق لها الزواج على الرغم من مقاربة عمرها من الأربعين عاما.
ومن أول يوم معها ذكرها بأهمية ابنته في حياته، وأنه لا يرغب منها إلا بالاهتمام بابنته حتى وإن قصرت في حقه شخصيا فهو عنها راضي، وعدها بأنه سيساعدها بكافة أمور ابنته أيضا، وأنهما سيعملان سويا ولن يخيب أبدا ظنها؛ ذكرها بحديث رسول الله صل الله عليه وسلم، (عن أبي أمامة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وفرَّق بين أصبعيه السبابة والوسطى”.
وذكرها بآيات اله سبحانه وتعالى: “فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ” صدق الله العظيم؛ وعدته وأقسمت بأنها ستعاملها كابنتها التي لم تلدها، وبعد مرور أول شهر من زواجهما طلبت من زوجها الذهاب للطبيب للاطمئنان على سبب تأخر إنجابها، وعندما ذهبت أخبرها الطبيب بالسبب وكان كالصاعقة على مسامعها وعلى نفسها، لقد أخبرها الطبيب بأنها عاقر لا يمكنها الإنجاب ويرجع ذلك لعدة أسباب من أهمها كبر سنها.
واساها زوجها وأخبرها أنها وابنته لديه بالدنيا وما حوت من متاع، ولكن الزوجة أخرجت كل قساوة قلبها على الصغيرة، فبدلا من أن تصبح عوضا عن والدتها المتوفاة، والابنة تصبح عوضا لها عن أبنائها الذين حرمت منهم، شرعت في تعذيبها بشتى الطرق، كانت تضربها وتسبها وتهينيها، وتهددها قبل مجيء والدها إن فتحت فمهما بكلمة واحدة لوالدها ستقيدها وتحرق جسدها بالنيران.
لاحظ والدها تغيرا طارئا طغى على شخصية ابنته المرحة التي كانت لا تكف عن اللعب واللهو والضحكات المتعالية الصوت، لاحظ عليها أيضا أنها كلما صرخت عليها زوجة أبيها وضعت الابنة يديها على أذنيها وشرعت في الصراخ دون أن تنطق بالسبب وراء كل ذلك؛ اقترح الأب الذهاب بها للطبيب للاطمئنان عليها، ولكن زوجته أخبرته بأنه لا داعي لذلك وأن الأطفال جميعهم يتصرفون بهذه الغرابة بهذه السن.
وبيوم من الأيام أخبر الزوج زوجته أن شقيقة زوجته الراحلة تريد الابنة لقضاء يوم عندها لربما تريح أعصابها، أخذها والدها ولكنه ذهب بها للطبيب، قام الطبيب بعمل الفحوصات اللازمة، ووجد شيئا عجيبا للغاية، لقد وجد رأس الطفلة الصغيرة مليء بالنمل!
وعندما سئلا الطفلة أخبرتهما قائلة: “إن زوجة أبي تقيدني وتضع السكر عند أنفي وأذني وتحضر النمل الكثير”!
أجرى الطبيب عملية جراحية للطفلة الصغيرة للتخلص من النمل الذي بداخل رأسها، ومن بعدها قام الزوج بجمع كافة الأدلة التي تدين زوجته، وطلقها وقدمها للقضاء بعدما كان ينوي ضربها لما فعلته بصغيرتها لولا منع جيرانه له.
سجنت زوجة الأب لفعلتها، وعادت السعادة والفرحة تملأ حياة الطفلة الصغيرة من جديد.
اقرأ أيضا عزبزنا القارئ:
قصص واقعية عن الظلم احذر عواقبه
قصص واقعية حقيقية مؤثرة بعنوان الجزاء من جنس العمل الجزء الأول
قصص واقعية حقيقية مؤثرة بعنوان الجزاء من جنس العمل الجزء الثاني والأخير