[the_ad id="40345"]
قصص وعبر

قصص وعبر بعنوان ذكاء وفطنة وحكم عادل أساس في الملك

علينا أن نوقن جميعا بأن قراءة قصة سواء أكانت قصيرة أو حتى طويلة وربما كانت وسط يساعدنا على الخروج من حياتنا الخاصة والذهاب إلى حياة أشخاص آخرين والغوص بداخلها، ومن أجمل ما قيل في هذه النقطة تحديدا من كلام العقاد رحمه الله تعالى: “أنا أقرأ لأن حياة واحدة لا تكفيني”.

القصـــــــــــــــــــة:

من قصص وعبر مليئة بالحكمة….

في قديم الزمان يحكى أنه كانت هناك مدينة كبيرة ومكتظة بالسكان، ومما عرفت به هذه المدينة العملاقة أنها مدينة عدل ورخاء، أما عن كان حاكم هذه الإمبراطورية فكان يملك من الأبناء الكثير، ولكن كانت لديه ابنة لا تؤمن مطلقات بقدرة والدها الحاكم على حل المشكلات والأشياء الصعبة التي يتغنى بها سكان مملكته في كل الأوقات.

كانت هذه الابنة لديها رغبة شديدة في معرفة حقيقة ما يفعله والدها والنهج التي يطبقها في حل كل هذه المشكلات والمعضلات التي تواجه المملكة أم أنها درب من دروب الأساطير الزائفة!

وبالفعل جعلت ما رغبت به إرادة وعزيمة على أرض الواقع، فتنكرت كخادمة وباتت بين الناس تبحث عن رزق لها في البلاد، وما لبثت إلا ساعات قليلة وبالفعل وجدت عملا بمنزل رجل متزوج، وصارت تعمل بداخله دون أن يعلم أحد من سكان المنزل الكبير أنها ابنة حاكم البلاد بالتأكيد.

مالك المنزل لديه من الأبناء ابن واحد وحسب، وقد كان لايزال صغيرا للغاية، كانت ابنة الحاكم تعمل داخل العائلة في صمت ولكنها اعتادت على مراقبة الوضع وأبسط وأدق التفاصيل في المنزل؛ وفي أحد الأيام قررت زوجة مالك المنزل حياكة مكيدة لوالدة زوجها، وذلك لأنها دوما ما رأيت ترى زوجها يفضل والدته عليها في كافة الأشياء نظرا لتماديه وفرطه في حبها، تجده لا يراها مقارنة بوالدته وينصف والدته في كل مشاكلهم حتى وإن كانت خاطئة، فكانت متأهبة وعلى أتم الاستعداد لأي فرصة سانحة للانتقام منها على كل أفعالها وعلى كل ما رأته بسببها ومنها طيلة السنوات الماضية.

وأخيرا أتتها الفرصة على طبق من ذهب، ففي يوم من الأيام  كانت والدة زوجها في انتظار زيارة ابنتها والتي تحبها حبا شديدا، وما إن جاءت ابنتها نسيت الكون بما حوى، ومن شدة نسيانها لكل من حولها نسيت أنها في رعاية ابن ولدها الوحيد والذي لازال صغيرا لا يعرف شيئا عن الحياة بعد ولا مخاطر الحياة، ولم تكتفي بذلك وحسب بل أيضا نسيت أنها تركته بالشارع خارج المنزل يلعب وحيدا!

أما عن الصغير فواصل اللعب والذي وجد فيه متعة وحلاوة، ولازال يلعب ويلهو حتى وجد نفسه أمام ضفاف النهر، أعجب بمنظر المياه ولونها الجميل، ومن شدة سحر جماله اقترب من النهر يريد أن يعلم ماهية وطبيعة لونه الخلاب الذي جذبه بسهوله له، أراد أن يغمس يديه الصغيرتين في المياه والتي كانت باردة على جلده الجميل، فاقترب أكثر فأكثر ولم يكن يدري لصغر سنه كم المخاطر الذي يحملها النهر في طياته وخفاياه، لم يتدارك خطورة الأمر في النهاية مازال صغيرا، وما إن وضع يده واقترب شيئا بسيطا حتى غطت المياه سائر جسده الصغير وغرق بالمياه التي غمرته ومات!

حينها لم يكن أحد منه يدرك ما يحدث مع الصغير، حتى ابنة الحاكم التي كانت تعمل كخادمة عند والد الصغير، وما هي إلا لحظات قلائل وعلم الجميع  أن الطفل مات غرقا، فذهبوا إلى والدته وأخبرها أحدهم قائلا: “إن والدة زوجكِ هي من قتلت بإهمالها ابنكِ قصدا لتنتقم منكِ وتكوي قلبكِ بفقدانه”.

وعلى الفور ذهبت والدة الصبي إلى والدة زوجها وقالت لزوجها أمامها كل ما حدث، وما كان من الزوج إلا أنه ضرب زوجته ضربا مبرحا كعادته، ومن شدة صرخاتها من وجعها على ابنها ومن الأذى الذي لحق بها إثر ضرب زوجها اجتمع الناس ليروا ماذا يحدث!

أيقنت ابنة الحاكم أن هذا الوقت هو الوقت المثالي لتتأكد من مدى عدل أبيها وقدرته على الحكم بالطرق التي طالما تغنى بها الناس، اقتربت منهم جميعا وطلبت من مالك المنزل أن يترك لها الأمر برمته وأنها تأتيه في الحال بالحل، فقالت لهم أنها ستدلهم على حاكم عادل يحكم بهذا الأمر وأنه لم يظلم من حكمه يوما بسبب شدة عدله، فذهب مالك المنزل إلى الحاكم وقص عليه كل ما حدث، وما كان من الحاكم إلا أن ذهب معه حتى وصلا إلى هناك.

وما إن وصل الحاكم ذهب إلى الزوجة  وسألها بكل ثقة بينها وبينه: ولكن أخبريني لماذا فعلت كل هذا؟!”

فقالت له الزوجة والدموع تجري من عينيها: “ما فعلت كل ما فعلته إلا انتقاما من والدة زوجي لأنها على الدوام تسيء معاملتي أمام الجميع وتقلب علي زوجي، ولا تفوت عليها فرصة إلا وأذلتني”.

فذهب الحاكم إلى الزوج وسرد عليه كل ما فاضت به زوجته، وذهب الحاكم إلى والدة الزوج وسألها عن الأسباب والدوافع وراء فعلها لكل ما أخبرته به زوجة ابنها، فقالت له كل شيء وجادت بكل ما بداخلها، وحقدها جعلها تزيد وتفيض بما تعرفه وما لا تعرفه أيضا!

خرج الحاكم للزوج وأخبره بأن والدته هي المخطئة من البداية، وأن الإنسان منا له قدرة محددة على التحمل، وكل فعل رد فعل؛ وبذلك تمكن الحاكم الحكيم العادل من حل المشكلة.

في هذه اللحظة تأكدت ابنته من أن أباها يحكم بالعدل مثلما يذكر من قبل الجميع، وأن كل ما قيل في حقه ما كان إلا نتيجة لأفعاله وإصراره على تقصي الحقائق والوصول للحكم العادل، وليس ادعاء مثلما كانت تعتقد.

اقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر لأخذ الفائدة منها من خلال:

قصص وعبر تعم بالحكمة والموعظة من أجمل ما ستقرأ يوما

وأيضا/ قصص وعبر من أجمل ما ستقرأ يوما اغتنمها الآن

قصص وعبر بعنوان تضحيات باءت بتدمير حياة أطيب قلب على الإطلاق

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى