قصص وعبر

قصص وعبر بعنوان لا شيء يؤلم كدموع القهر!

قالت بينها وبين نفسها يوما: “ما عدت أتفقد قلبي لأدرك أي شعور يسكنه الآن!

أعتقد أن ذلك يكفي لأعلم أنني لست بخير!”

قالتها وانهارت في بركان من الدموع التي لم تجف ولم يدري عنها أحد!

القصــــــــــــــــــــــــــة:

بإحدى المحاضرات التي تتم بهدف معالجة مشكلات العلاقات الزوجية والتي تتم بين مجموعة من الرجال والنساء الذين يرغبون في حل المشكلات الزوجية للوصول للاستقرار والدفء الأسري…

الطبيب بدأ محاضرته بسؤال الموجودين سؤالا بعدما نهض من مقعده قائلا: “لو أحزنت زوجتك بيوم من الأيام ماذا ستفعل لاسترضائها ومصالحتها؟”

بدأ الأزواج بكتابة إجابات مختلفة كليا، فكانت إجابة الزوج الأول: “سأتحدث إليها وأشرح لها وجهة نظري كاملة وأعلمها أنها لم تخطيء بشيء والحق كله علي”.

أما الثاني فقد كانت إجابته: “أذكر لها بعضا من مواقفنا الجميلة معا وبعضا من ذكرياتنا التي لا تنسى، أعلمها بمدى حبي لها وأنني لا يمكنني الاستغناء عنها”.

وإجابة الثالث كانت: “أذهب إليها بمقر عملها وبيدي الورود الحمراء التي تعشقها، وأقترب منها وأهمس في أّنها بالأغنية المفضلة لديها، وأشدها من يدها وأذهب معها للمطعم الذي تحب وأطلب لها الطعام الذي تحب وأقضي برفقتها اليوم بأكمله، أعطيها كامل الإحساس بأنني تركت الكون بأكمله لأعبر لها عن مدى أسفي واعتذاري لها”.

وكانت إجابة الزوج الرابع: “أحضر لها هدية باهظة الثمن، وأتعمد زخرفتها بشكل مبالغ فيه، وأدعها تلتقط الكثير من الصور لها مع هديتها، وربما كان فيديو لتجعله على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، وتنال بذلك الكثير من الإعجاب من قبل متابعيها وبذلك ستشعر بالفرح والسعادة وتصالحني بعدها”.

كان الطبيب يقرأ الإجابات جميعها وسط ابتسامات خافتة من الأزواج وتنهدات من النساء، ولازال يقرأ ويستمتع بالإجابات حتى وصل لإجابة زوج في الثلاثينات من عمره، وجد ورقته فارغة خالية من أي شيء سوى اسمه والعمر الذي يبلغه!

سأله الطبيب متعجبا من أمره: “لماذا لم تجب على السؤال؟!، ألا تريد أن تفعل شيئا لاسترضاء زوجتك ومصالحتها؟!”

وسؤال الطبيب جعل جميع النساء يرمقن الشاب بنظرات ثاقبة، لقد باتت النساء حانقات عليه؛ أما عن الرجال فقد وقع بقلوبهم الخوف من إجابته فخشوا أن يقول أنه لا يريد استرضائها ولا كسب استعطافها وأنها ستحزن قليلا وتهجره ثم تعود إليه، وبالتالي يظهروا في صورة الرومانسيين، على عكس بعض النساء الاتي كن يترقبن إجابة خاطئة منه بحق زوجته لتنهلن عليه بأقذر الكلمات وينلن بذلك حق زوجته المظلومة!

ساد الصمت قليلا على وجه الزوج الشاب ثم قال في حزن شديد: “أتعلم إنني لطالما أحببت زوجتي، لقد أحببتها أكثر من حبي لنفسي ولكني لم أعلم يوما كيفية مصالحتها ولا استرضائها”!

في هذه اللحظة كانت إجابته لا تنال استحسان الموجودين، وشرعوا في همزاتهم ولمزاتهم حتى أن الطبيب أراد أن يسأله عن سبب مجيئه للمحاضرات من الأساس، ولكن سبقه الشاب وأكمل حديثه قائلا: “إن زوجتي قبل زواجي بها كانت أجمل حلم بحياتي بأكملها، في كل يوم كنت أحلم بالوصول إليها، وحينما أرسلت إليها بطلب الزواج بها ولاقيت موافقة شعرت حينها وكأني ملكت الدنيا بما حوت، ويوم خطبتنا شعرت وكأن قلبي كاد أن يقف مكانه من شدة السعادة التي شعرت بها حينها، أما عن يوم زفافنا كانت أجمل فتاة بالكون وكنت أوقن حينها أن الجميع يحسدونني عليها وعلى حبها لي؛ وبعد الزفاف بعدة شهور قليلة بدأنا نختلف كثيرا فيما بيننا ونغضب من بعضنا البعض، زوجتي كانت تتحمل صبورة لأبعد الحدود ومسامحة في حقها، ولكني خذلتها وتخليت عنها ذات مرة ومن يومها كانت تثور وتتغير صفاتها المعهودة بها، صبت جل غضبها في عملها وكأنها أرادت أن تعوض إحساسها بالفشل بحياتنا بنجاحها بعملها..

وفي يوم من الأيام اشتد جدال بيننا واحتدم وجدتها تصرخ في وجهي قائلة: (إنني لم أعد أراك!، إنك لا تشكل فارقا لي!)، وقتها لم أكترث كثيرا لكلامها فطيبت خاطرها بكلمتين وتركتها، وبعدها بفترة حدثت مشكلة كبيرة ولثاني مرة أخذل زوجتي، ولكن هذه المرة لم تثور وتغضب علي، كان رد فعلها غريب للغاية لقد التزمت الصمت كليا لدرجة أنها لم تتحدث معي في أي شيء، وصار التعامل بيننا جامدا يخلو من كل شيء إلا من أمور أولادنا!

بدأت في الابتعاد عني، حينها قلت بيني وبين نفسي إنه أفضل شيء طالما هي لاتزال بالمنزل وأولادي بأفضل حال ولا ينقصهم شيء ووسط أبيهم وأمهم، ففترة وتمر ولن تؤثر علينا في شيء؛ ولكنه أسبوع واحد وحسب مر على هذه المحادثة بيني وبين نفسي، وإذ بي أستيقظ على أحزن يوم بحياتي كلها، زوجتي نائمة بجانبي ليست كعادتها وعندما حاولت إيقاظها وجدتها جامدة درجة حرارة كصقيع الثلج!

لقد فارقت الحياة وهي بجانبي ولم أشعر بها!، مثلما كنت لا أشعر بها عندما كانت تعيش معي، لم أشعر بما تشعر به يوما ولم أحاول حتى فهمها، رحلت عن الحياة ولم أكن أعلم ماذا أحبت وماذا كرهت، ماذا أرادت أن تفعل بحياتها؛ حينما كنت بعزاء زوجتي سمعت ورأيت صديقاتها بالعمل كن يتحدثن عنها أجمل العبارات أيقنت أنني قضيت طوال سنوات زواجي وأنا أغفل عن النعمة التي رزقني إياها ربي، زوجة كانت تتمنى لي الرضا ولكني في كل اختبار حقيقي كنت أخذلها، إنسانة أحبتني بصدق وأحبت أهلي وأولادها مني ولكني كنت أنانيا لم أفكر إلا في نفسي وراحتي النفسية، ربما لو أتعبت نفسي وأجهدتها يوما وحاولت أن أرضيها ما كانت تعبت نفسيا وما كان أصابها اكتئاب وما كانت قهرت، لقد خبأت عن الناس جميعها أنها غير سعيدة بحياتها معي، آه لو كنت فهمتها يوما!

سالت الدموع من عينيه ولكنه استأنف قائلا: “أتدرون لم جئت هنا؟!، لطالما تحايلت علي زوجتي أن آتي هنا معها لنعدل من أسلوب حياتنا، ولكني خذلتها”!!

وللمزيد من قصص وعبر يمكننا من خلال:

3 قصص وعبر من أجمل ما ستقرأ يوما

وأيضا/ 5 قصص وعبر دينية غاية في الروعة

قصص وعبر بعنوان ” وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ”

 

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى