تدور هذة القصة حول ملك ومراد زوجين في بداية حياتهم ولكن تواجههم مشكلات عديدة ووقعوا في الخطأ المعتاد ببداية الزواج فلم يصارح كل منهم الاخر بما يراه فيه من عيوب أو تصرفات تضايقه.
ملك ومراد وما بعد الحياة الزوجية
فبعد أول سنة زواج وبعد أن قضوها في سعادة وهنا ورزقهم الله بولد وبنت تؤام بدأت المشاكل فكان اهتمام ملك الأول والأخير بأبنائها ونسيت تماماً إنها إمراءة متزوجة من رجل يجب عليها الإهتمام به ورعايته كأحد أولادها فالرجال كثيراً يحتاجون إلى من يعتني بهم كالأطفال حتى تفاصيل حياته لم تعُد مهتمة بها فلم تسمع منه مشكلاته ولم تعد تُقدم له حلولاً أو تشاركه فكره فقط كان شغلها الشاغل هو الأولاد وفي نفس الوقت كان مراد لديه زميلة في العمل لم تكن متزوجة وتمتاز بالجمال في شكلها وطريقة كلامها كانت تجلس معه دائماً في مكتبه على حسب طبيعة عملهم فكانت تجمعهم مشاريع واحدة ومن هنا بدأت الحكاية فوجد مراد نفسه يرتاح إليها في الكلام ويحكي لها مشكلته فتساعده هي بالحلول السريعة فكانت متفرغة له تماماً تهتم لتعبه وتفرح لإنجازاته تسهر معه ليلاً على الهاتف تسمع له وتحكي له عن حياتها وما يحدث فيها فوجد مراد نفسه مُتعلقاً بها لم يكن يعرف متى ولماذا هذا يحدث ولكن كل ما يعرفه هو أنه وجد الراحة أخيراً وجد ماكان يعيش فيه في أول سنة من الزواج شعر مرة أخرى بأهميته وأن هناك من يهمه أمره فلم يكترث لملك مرة أخرى ولم يشغله أفعالها حتى وإن ظلت بالأيام لا تكلمه و لا تسأله عن أحواله فهو يجد الإهتمام الذي تمناه من واحدة أخرى.
فأصبحت ملك الآن هي أماً لأولاده فقط لم تعد زوجته التي أحبها وتزوجها وتمنى أن تكون شريكة حياته وفهمت ملك أن هذا الوضع مريح جداً وأن مراد ليس لديه أي مشاكل فهو لا يتكلم معها في أي شي ولم يخبرها أن هناك شيئاً يزعجه فكانت تظنه مقدراً ماتحمله من أعباء وهموم في تربية الأبناء وظل هذا الوضع عاماً كاملاً حتى صارحته سارة زميلته بأن هناك شاباً يتقدم لخطبتها وأن أهلها يوافقون عليه تمام الموافقة وليس لديها حجة لكي ترفضه ففزع مراد لهذا الخبر كان يظن أن سارة ملكه ولم يتوقع حدوث شئ كهذا فهو نسي أنها ما زالت آنسة و بالتأكيد سيتقدم إليها شاباً في يوم من الأيام فقد بات الأمر جاداً وجلس مراد طوال الليل يفكر في هذا الخبر وماذا سيفعل فهو قد أحبها بالفعل ولم يستطع الإستغناء عنها وفي اليوم التالي حسم الأمر وذهب إليها معلنا لها رغبته في الزواج منها وأن تكون زوجته الثانية لأنه لا يستطيع أن ينفصل عن ملك فهي ما زالت أماً لأولاده وعلى الفور وافقت سارة على طلبه ولكن شرطها،كان واضحاً من البداية فهي لا تستطيع أن تكون زوجة ثانية يجب دائماً أن تكون الأولى والآخيرة فصُدم مراد لهذا الشرط فماذا عليه أن يفعل كيف سيخبر ملك بهذا وفي نفس الوقت لقد وقع في حب سارة تماماً ولا يتخيل حياته بدونها فحسم أمره وفي الصباح ذهب إلى ملك كالعادة كانت مشغولة بالأولاد فقد أتموا عامهم الأول من يومين وأصبحت رعايتهم أشق عليها فطلب منها أن يتحدثوا قليلاً وكالعادة لم تكن متفرغة له فعلى صوته بإسمها وهو في حالة من الغضب.
ملك أنا أريد الإنفصال عنك لم أعد أتحمل أكثر من هذا وسأتزوج قريباً بزميلتي سارة فضحكت ملك ظنا منها أنه يداعبها حتى تنتبه إليه وقالت كُف عن المزاح يا مراد فأنا لدي الكثير من العمل فعلى صوته مرة أخرى .
لهذا السبب يا ملك لهذا السبب فأنا لا أريد الإستمرار في هذا الزواج فأنا أصبحت متزوج دادة للأولاد وليس زوجتي التي أحببتها من ٤ أعوام و اخترتها شريكة لحياتي فوقفت ملك في مكانها مصدومة من هذا القرار الغريب وهنا همس مراد بصوت خافت جهزي نفسك سوف أُحضر المأذون مساءاً وأُنهي كل شئ وبالفعل أتى في ال ٨ مساءاً ومعه المأذون لم تكن تدري أن إهتمامها بأولادها سوف يكون سبباً في طلاقها في يوم من الأيام وبهدوء حملت أولادها و حقيبتها وذهبت إلى بيت والدها ودموعها تتحجر في عينيها لم تستطع إنزالها من الصدمة وفي مساء اليوم الثاني تجهز مراد وأصبح في كامل أناقته فهو على موعد في تلك الليلة مع والد سارة لخطبتها ونزل وركب سيارته. ومن فرحته كان يمشي سريعاً بالسيارة فإذا بتل من الرملة لم يلاحظه فتنقلب به السيارة ولم يشعر بنفسه إلا مُلقى على سرير في أحد المستشفيات وهو يردد سارة سارة ولما استعاد وهعيه وجد إلى جانبه ملك طليقته فقد باتت إلى جانبه طوال الليل تسمعه وهو يردد سارة سارة فعندما اتصل الإسعاف بإسم سارة على الهاتف كان الخط مشغولاً فاضطروا للإتصال بالرقم الذي يليه وكان رقم ملك فأتت مسرعة برغم ماحدث معها في الأمس فعندما استعاد وعيه ونظر إلى ساقيه لم يجد واحدة منهم فقد بُترت حتى ركبتيه فانهار من البكاء وضمته ملك إلى صدرها وهي تبكي بحرقة فلم يستوعب عقله كيف حدث هذا وأمسك بهاتفه ووجد عليه رسالة من سارة فقد أتت في المساء ووجدته في هذة الحالة فوجدها تعتذر له أنها لن تستطيع تحمل مسئولياته وهو عاجز هكذا فنظر إلى زوجته في خجل وكأنه يقول هذا ذنب مافعلته بك فترد هي وتقول أنا بجانبك إلى أن يواري التراب أجسادنا وسأكون عُكازك دائماً فأنا الآن أدركت خطأي وإنشغالي عنك وأعدُك من الآن أن تكون إبني الثالث .
بقلم ابتسام احمد
اقرا ايضاً :
قصص حب انتهت بالموت بعنوان ألم يكن اختيارنا ؟!
قصص حب واقعية قصيرة قصة خديجة ويوسف والنهاية الحزينة
قصص حب أولاد الجيران بعنوان حب ابنة أخي لابن الجيران قصة حقيقية