لا تحقرن من المعروف شيئا، كل معروف تعرفه افعله مهما صغر، وجدت علبة بالطريق من المحتمل أنها ستؤذي الناس أمطها عن الطريق…
وجدت شخصا كبيرا في السن يحتاج أحدا أن يوصله، أوصله وربما تكون سببا في نجاتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وجدت شخصا مكروبا في أمس الحاجة لمن يفرج عنه كربه، فرج عنه كربه وربما تكون المنجية.
وجدت إنسان لا يريد منك إلا ابتسامة، ابتسم.
وجدت شخصا يريد أن تشفع له عند أحدهم، افعلها ولا تتردد.
ركعتي الضحى لا تحسبنها عند الله بهينة، لا تحقرن من المعروف شيئا اجعلها منهج حياة من الآن فصاعدا.
افعل كل معروف تعلمه فإنك لا تعلم بأي معروف سيغفر لك ما تقدم من ذنبك، ويكون سببا في دخولك الجنة.
القصـــــة الأولى (معروف زبيدة زوجة هارون الرشيد):
زبيدة زوجة هارون الرشيد قامت بعمل رائع للغاية، لقد أسقت الحجيج بمنا حيث أنها لم يكن بها سقيا، فعهدت إلى عمل عين طويلة وكبيرة يُسقى منها الحجاج، سُميت فيما بعد بعين “زبيدة”.
وعندما وافتها المنية، رُئيت بالمنام رحمة الله عليها، وعندما سئلت: “ماذا فعل الله بكِ؟!”
قالت زبيدة: “لقد غفر الله لي”.
فقيل لها: “بالعين التي عملتها لسقيا الحجاج؟”
فقالت: “لا والله، ليس بالعين وما العين؟!، إنما غفر لي بركعتين كنت أحافظ عليهما بجوف كل ليل”.
القصــــــة الثانيـــــــــة (معروف داعية إسلامي):
أحد دعاة الإسلام رؤي بالمنام بعد موته، وقد كان معروفا بين الكثيرين من الناس بسبب أنه داعية..
فسئل: “ماذا فعل الله بك؟!”
فقال: “فوق… فوق.. فوق”.
فقيل له: “أبدعاءٍ دعيت به في الحياة الدنيا؟!”
فقال: “لا والله، بل بصدقاتٍ تصدقت بها ببضعة ريالات غفر الله لي وعفا عني”.
القصـــــــة الثالثــــة (صنائع المعروف تقي مصارع السوء):
قصة حقيقية حدثت بأراضي الحرم…
يروي صاحب القصة قائلا: “بيوم من الأيام كنت مسافرا من الطائف إلى الرياض، كنت أسافر بالسيارة مع كل أسرتي، وبينما كنا بطريق سفرنا تعطلت بنا السيارة، يقول كان معي كل أولادي وعائلتي والجو كان شديد الحرارة.
توقفت بالسيارة بإحدى المحطات ونزلت منها لأعرف المشكلة وأجد لها، ولكنني وجدتها مشكلة كبيرة بمحرك السيارة، وأنه صعب علي حلها، فقد كانت مشكلة تحتاج لحلها إما الطائف أو الرياض، وقد كنت بمنتصف المسافة بينهما.
وقفت بالشمس بمنتصف الطريق وأولادي بالسيارة، كنت أفكر في الحل للخروج من هذه المعضلة، ماذا أفعل بزوجتي وأولادي وبهذه السيارة التي خربت؟!
وإذا برجل يخرج من المحطة التي كنت أقف أمامها، لم أكن أعرفه من قلب، كانت هذه المرة الأولى التي أراه بها…
الرجل: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ماذا بك يا أخي؟!”
فقلت له: “وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لقد تعطلت بنا السيارة”.
فقال لي: “إن عندي بعض الخبرة بالسيارات، فهل توافق على أن أعطي عليها نظرة وأرى ما بها”.
فأجبته: “سيكون هذا من دواعي سروري إن فعلت ذلك”.
فاقترب منها ورأى ما بها، وقال حزينا: “للأسف عطلها كبير ولن أتمكن من إصلاحه، يلزمها النقل لخبير مختص بأعطال الموتور”.
فقلت له: “هذا ما أخبرت به نفسي”.
فقال لي الرجل: “أنت برفقتك أبنائك وعائلتك والجو حار للغاية، خذ سيارتي وأوصل بها أهلك قبل أن يأتيك الليل”.
فقلت له متعجبا: “كيف تخبرني بذلك وأنت لا تعرفني، وأول مرة تراني فيها الآن؟!”
فقال لي: “ألسنا نحن إخوة في الإسلام؟!، وثانية أنا لوحدي ليس علي قلق بأي حال، سأدخل المحطة أتناول الغداء وأشرب القهوة، وأنت توصل أهلك وترسل لي في الصباح بسيارة تحملني وتحمل سيارتك المتعطلة”.
وصلت الرياض قريب العشاء، فأوصلت أهلي المنزل وبعدها انطلقت أبحث عن سيارة كبيرة لتحمل سيارتي المعطلة والرجل الذي فك كربي دون أن يعرفني.
وعندما وصلت إليه السيارة كان الليل بأكمله قد انقضى، وما جاءوني إلا قريب الظهر، أعطيته سيارته وقلت حرجا من نفسي: “والله لا أعلم كيف أكافئك ولا كيف أجازيك على ما فعلته معي وقدمته لي”.
وكانت إجابته لي صادمة حيث قال لي: “وما الذي فعلته لك يا أخي؟!، لقد أخذت سيارتي ولكنك تركت لي سيارتك، والآن أرجعتها لي، أما عن بقائي بالمحطة فقد تناولت طعامي وأديت فروضي ونغمت بنوم هادئ، فلا عليك إذاً”
أبى أن يطلب مني أي شيء، ولكني استطعت أن أحصل على رقم هاتفه، وأعطيته رقم هاتفي، ونسيت الأمر بيني وبين نفسي حتى جاء اليوم الذي كنا فيه بمجلس ذكر ونذكر المواقف وصنائع المعروف التي حدثت معنا، ذكرت الموقف الذي فعله معي وأنه لو كان أخي من أبي وأمي لتردد في فعل ما فعله معي.
تذكرته حينها واتصلت عليه لأطمئن عليه وعلى أحواله، ولكن ردت زوجته على هاتفه، وعندما سألتها عنه قالت: “لقد سُجن أهذا ما كنتم تريدونه، إن كان لك أموال عليه فاذهب وخذها منه بالسجن”!
فسألتها: “ولماذا سجن؟!”
فقالت لي: “في الآونة الأخيرة زادت الاتصالات عليه وفجأة وجدتهم يأخذونه للسجن”.
فسألتها: “وهو في أي سجن”، فأعطتني اسم السجن، أيقنت حينها في صميمي أنه آن الآن موعد رد الدين، وبصباح اليوم التالي باكرا أخذت مائة ألف ريال سعودي كنت قد جهزتها وذهبت للسجن.
وهناك طلبت منهم أن يسددوا له الدين ويطلقوا سراحه، وألا يخبروه شيئا عن هويتي، وأن الفاعل فاعل خير وحسب.
أتوا به وأخبروه عن فاعل الخير الذي ترك له مائة ألف ريال، ولكنه أخبرهم بأنه مدين بثلاثة مليون ريال، وأن هذا المبلغ لن يفعل له شيئا، طلب منهم أن يأتوا بالأناس الذين عليهم ديناً خفيفا وأن يفك سجنهم، وبالفعل تمكن من تحرير أكثر من سبعة سجناء بالمال.
وبعد فترة قليلة اتصلت عليه لأطمئن، ولكن زوجته أخبرتني أنه لا يزال بالسجن، ذهبت للسجن مجددا وكنت غاضبا ولكنهم أخبروني بما حدث معه، وتعجبوا منه ومني ومن أفعالنا، كما أنني تعجبت من أمره ومدى الإحسان الذي به، لم يفكر في أهله عندما حصل على المال ولكنه فكر في تحرير رقاب في سبيل الله.
أعطوني أوراقا بقيمة الأموال التي عليه، وكنت على صلة وثيقة بالأمراء، فذهبت إليهم جميعا وفي غضون الثلاثة شهور كنت جمعت المبلغ وذهبت للسجن وطلبتم منهم أن يحرروه دون أن يخبروه أيضا.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
3 قصص وعبر في ذكر الله والاستغفار والدعاء قيمة للغاية
3 قصص وعبر في القران الكريم من أجمل القصص للعبرة والعظة
قصص وعبر للاطفال من القران قصة النبي شعيب و اصحاب الايكة