نحكي لكم اليوم في هذه المقالة عبر موقعنا قصص واقعية قصة جديدة معبرة ومفيدة تحمل معاني وقيم دينية اسلامية مؤثرة وجميلة نعرفها من احداث القصة التي دارت بين سعيد بن جبير والحجاج بن يوسف الثقفي، وهذه القصة تحكي عن مقتل سعيد بن جبير علي يد الحجاج، تعرف معنا الآن علي القصة واستمتع بقراءتها في هذا الموضوع بعنوان قصص وعبر دينية مؤثرة .
مقتل سعيد بن جيبر
في يوم من الايام ذهب سعيد بن جبير الي الحجاج بن يوسف الثقفي، فقال له الحجاج : انت شقي بن كثير ؟ ( عكس اسمه بدلاً من ان يناديه بسعيد بن كثير ( فرد عليه سعيد قائلاً : أمي أعلم بأسمي حين أسمتني، فقال له الحجاج : شقيت وشقيت امك، فرد سعيد : إنما الشقي هو الذي يكون من اهل النار، فهل اطلعت علي الغيب لتتهمنا بذلك ؟ قال الحجاج وقد ازداد تبجحاً : لأبدلنك بدنياك نارا” تلظي، قال سعيد : والله لو أعلم ان هذا بيدك لاتخذتك إلهاً اعبده من دون الله، فسأله الحجاج : ما رأيك في ؟ قال سعيد : ظالم تقابل الله عز وجل يوم القيامة بدماء المسلمين، فقال الحجاج : اختر لنفسك قتلة يا سعيد ( اي انه قد نوي وحكم بالفعل بقتله ) !
قال سعيد في ثبات وبساطة : بل أختر لنفسك أنت! فما قتلتني بقتلة الا قتلك الله بها، رد عليه الحجاج : سوف اقتلك قتلة ما قتلتها لأحد قبلك ابداً، ولن اقتل بها احداً بعدك، فقال سعيد: أذا” تفسد علي دنياي وافسد عليك آخرتك .. لم يعد الحجاج بن يوسف الثقفي قادراً علي تحمل ثبات سعيد امامه وعدم خوفه منه فنادي علي الحراس وقال : جروه فأقتلوه، فاخذ سعيد يضحك ومضي مع قاتله في بساطة دون اي مقاومة، ناداه الحجاج وقد ازداد غيظاً : ما الذي يضحكك ؟ قال له سعيد : أضحك من جرأتك علي الله ، وحلم الله عليك، فاشتغل الحجاج غيظاً وغضباً ونادي علي الحراس : اذبحوه، فقال سعيد: وجهوني الي القبلة ثم وضعوا السيف علي رقبته، فقال سعيد : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين .
ومن شدة غيظ الحجاج وغضبه منه أمر الحراس ان يغيروا وجهه عن القبلة، فما كان من سعيد إلا ان قال : ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله، فقال الحجاج : كبوه علي وجهه، فرد سعيد : منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخري. فنادي الحجاج: أذبحوه ! ما أسرع لسانك بالقرآن يا جبير!. فقال سعيد: لا إله الا الله محمدا” رسول الله .. خذها مني يا حجاج حتي ألقاك بها يوم القيامة . ثم دعا قائلا” : اللهم لا تسلطه علي أحد بعدي. وقتل سعيد بن جبير .
والعجيب في هذه القصة انه بعد موت سعيد بن جبير كان الناس يسمعون الحجاج يصرخ كل ليلة قائلاً : مالي ولسعيد بن جبير، كلما اردت النوم اخذ برجلي ! وبعد مرور 15 يوماً فقط مات الحجاج واستجاب الله عز وجل لدعوة سعيد فلم يسلط عليه احد من بعده .. رحمك الله يا بن جبير، اين نحن من ثباتك وقوة حجتك وسلامة أيمانك. اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا .