من أجمل العبارات على الإطلاق والتي تصف الفساد وصفاً دقيقا شاملا، هي أن الفساد يطول عمره كلما انسحب الشرفاء من الميادين، فآثروا السلامة وتخاذلوا.
والثائر الحق هو من يثور ليهدم الفساد والفاسدين، ومن بعدها يهدأ ليبني الأمجاد.
القصـــــــــة الأولى:
جاء في الذكر قديما أنه كان هناك رجلاً فاسداً دفن كلبه الذي كان عزيزاً على قلبه بمدافن أهل القرية، فثاروا جميعا من فعلته ولم يجعلوها تمر مرار الكرام.
فذهبوا للقاضي واشتكوا له ما فعله ذلك الرجل، فاستدعاه القاضي في الحال، وسأله عن فعلته، فرد عليه الرجل قائلا: “ولماذا هم منزعجون لهذا الحد؟!، إنها وصية كلبي يا سيادة القاضي، وكل ما فعلته أنا أنني نفذت وصيته”!
فقال القاضي غاضبا: “أتسخر مني أيها المعتوه؟!”
فقال الرجل: “معاذ الله يا سيادة القاضي، ولكن كلبي أوصاني بأن أدفنه بمقابر القرية وأن أعطيك ألف درهم”.
وهنا استهل وجه القاضي فرحا وسرورا وقال: “كم نظلم كثيرا بسبب تسرعنا، رحم الله الكلب الفقير”!
ازداد أهل القرية غضبا وحنقا على القاضي، فقال هم القاضي: “تمهلوا قليلا، ومن أخبركم أنني لم أتحرى عن الموضوع، لقد سألت وبحثت كثيرا واتضح لي أنه كلب ليس مثله أي كلب، إنه من سلالة كلب أصحاب الكهف”.
قيلت القصة أمام كثيرين، فقال من بينهم شخص بيأس شديد: “في أيامنا هذه لا تبحث عن محامٍ يعرف القانون، بل ابحث عن محامٍ يعرف القاضي”.
القصــــــــــة الثانيــــــــــــة:
كان هناك مديراً لمدرسة ما، تزوج شقيقة بواب المدرسة التي يعمل بها، وكان بحكم النسب الذي بينهما يحسن معاملته، فكان كلما تأخر معلم أو تغيب عن المدرسة يطلب مدير المدرسة من نسيبه أن يعطي للطلاب الحصة بدلا من المعلم الغائب، ويقول له مستهزئاً: “إذا كنت لا تغرب في تعليمهم شيئا، فيكفيك أن تتعلم أنت فيهم”!
ومرت الأيام وقام مدير المدرسة بتعيين نسيبه البواب معلما بالمدرسة، وانفرجت الدنيا في وجه مدير المدرسة فعين مديرا للتعليم، وأول ما فعله قام بتعيين نسيبه من معلم لمدير للمدرسة.
وعندما تم تعيين مدير التعليم وزيراً للتربية والتعليم قام بتعيين نسيبه مديراً للتعليم نفس المنصب الذي كان يشغله.
وفي يوم من الأيام قرأ نسيبه شقيق زوجته قراراً قد صدر منه، إطلاق لجنة من المختصين في الأرجاء لإعادة تقييم شهادات الموظفين بالقطاع التعليمي، فاتصل على زوج شقيقته يرتجف مرعوبا: “وكيف يعقل هذا؟!، أما علمت أنني لا أملك أي شهادات؟!”
فقال له نسيبه وزير التربية والتعليم: “ابتهج يا نسيبي ولا تقلق، فقد عينتك مديرا على لجنة التقييم”.
إن الفاسد يتمادى في فساده طالما أمن العقاب، يسئ الأدب طالما استسهل الحساب، يضع بواباً (مع كل الاحترام والتقدير للبواب الشريف النزيه) على رقاب العباد.
الفاسد يبني أمجاده على أنقاض الآخرين غيره، يبني غناه على إفقارهم وإذلالهم، وسعادته على تعاستهم.
القصـــــــــــة الثالثـــــــــــة:
في زمن قريب ليس ببعيد، كان هناك مالكاً لعبارة يعمل على نقل الناس بين ضفتي النهر، كان ذلك الرجل عبارته تتسع لمائة شخص ليس أكثر، وكان بكل يوم ينقل الناس ذهاباً وإياباً ويجني من ذلك ربحاً طائلا مقارنة بغيره.
وبيوم من الأيام أقنعه أحد الرجال الفاسدين أن يحمل مائتي شخص بالدور الواحد، ويقطع المسافة نفسها بضعف الأجر بدلا من ذهابه وإيابه مرتين.
وبسبب طمع مالك العبارة أخذ بنصيحة الفاسد، ولكنه لم يستطع عبور النهار للضفة الأخرى ولا لمرة واحدة، فقد استقرت عبارته وعليها أرواح مائتي إنسان في قاع النهر.
عزيزنا إذا استطعت أن تقنع الذباب أن الورود والزهور أفضل من القمامة، حينها يمكنك إقناع الفاسدين أن أرواح الناس أغلى من المال؛ وأما قمة الفساد فهو في فساد القمة نفسها.
القصــــة الرابعــــــــة:
بيوم من الأيام أراد رجل رشوة مسئول مهم، وكان ذلك الرجل يملك معرضا كبيرا للسيارات، فقدم الرجل للمسئول سيارة فاخرة قيمتها تقدر بأكثر من 100000 دولار، ولكن المسئول أبى أن يأخذ السيارة دون أن يدفع ثمنها، حيث أنه لا يقبل هدية من أحد حتى لا يتحدث الناس عنه ويعتقدون بأن رشوة.
فاقترح الرجل حلا ليرضيه ويرضي المسئول به في نفس الوقت، فأخبره أن يعطه 100 دولار ثمنا لسيارته وهو راضٍ عن ذلك، فأعطاه المسئول 300 دولار ثمناً لثلاثة سيارات مثيلات بها!
إن الفساد يغير كل المفاهيم ويقلب الأخلاق رأساً على عقب.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص وعبر في الظلم قصة نهاية الظلم ودعوة الصياد المظلوم
3 قصص وعبر طريق الإسلام عن الظلم وعواقبه الوخيمة
3 قصص قصيرة عن الاخلاق والفضائل
ممكن اخد من قصصكم وانشره في اليوتيوب
نعم
قصص وحشه
ممكن المرجع حتى أوثق القصة وشكرا ريم