الموت هو المصير الاخير لكل منا ، فالجميع سوف يموت ليبعث من جديد يوم القيامة ، و لكن الاهم من الموت هو ما فعلته من اجل ذلك اليوم الذي ستفارق فيه الحياة و ستغادر من تحبهم و يحبونك ، فالعبد المسلم عليه ان يستعد لمثل هذا اليوم بالعمل الصالح ، لان العمل هو الشيء الوحيد الذي سيبقى معك بعد موتك و دفنك تحت التراب ، فالجميع سوف يرحل عنك و يتركونك وحيدا لتواجه مصيرك فاذا كان عملك صالح فقد فزت واذا لم يكن عملك صالح فقد خسرت اشد خسارة ، و اليوم نقدم لكم من خلال موقع قصص واقعية واحدة من القصص المؤثرة جدا و التي تصف لنا كيف يجب ان تكون الخاتمة ، فنتمنى ان تستفيدوا من هذه القصة و نتمنى ان تنال اعجابكم.
قصة معبرة عن حسن الخاتمة
تدور احداث هذه القصة في المملكة العربية السعودية حيث كان هناك شاب يسمى سالم يعيش في مدينة الرياض ، و كان سالم شاب في مقتبل العمر معروف عنه انه شاب صالح و يحب كثيرا قراءة القرآن و القيام بمختلف الاعمال الصالحة من التصدق على الفقراء و رعاية الايتام والاهتمام بمتطلبات كبار السن وغيرها من الاعمال التي تدل على انه شاب متدين و محب للخير و لهذا السبب كان الجميع يحبه.
اقرأ ايضا : قصص وعبر في الظلم قصة نهاية الظلم ودعوة الصياد المظلوم
و في يوم من الايام كان سالم يسير بسيارته على الطريق السريع وفجأة لاحظ سالم ان الاطار الخلفي للسيارة في حاجة الى ان يتغير فقد اوشك ان ينفجر و لحسن حظه ان سالم لاحظ ذلك قبل وقوع الكارثة ، فتوقف سالم بسيارته على جانب الطريق و قرر ان يقوم بتغيير الاطار بنفسه و عدم انتظار اي مساعدة من اي احد ، و عندما اتجه الشاب الصالح الى صندوق السيارة من الخلف ليحضر الاطار الجديد حدثت المفاجأة الكبرى.
تفاجأ سالم بسيارة مسرعة لم يتحكم صاحبها بها جيدا فارتطمت به ليصاب سالم بجروح و كسورة كثيرة وكان الدم يغطي ثيابه ، و في خلال لحظات معدودة حضرت سيارة الاسعاف لتأخذ سالم الى المستشفى لمحاولة انقاذه ، و بينما كان المسعفان في سيارة الاسعاف محاولين انقاذ سالم و ابقاءه على قيد الحياة حتى الوصول الى المستشفى سمعوا صوتا غريبا يصدر من سالم فاقتربا منه وعندها سمعوا صوت سالم وهو يقرأ القرآن الكريم وكان صوت سالم جميل جدا حتى ان الرجلان المسعفان تأثرا كثيرا بهذا الصوت.
و يمكنكم ايضا قراءة : قصص وعبر وسيم يوسف قصة توضح لنا حال الدنيا
واستمر سالم يرتل القرآن و كانت الدهشة واضحة على ملامح المسعفين و بينما كان المسعفين يحاولان انقاذ سالم و تضميد جراحه ومحاولة وقف نزيف الدماء توقف سالم فجأة عن قراءة القرأن وعندما نظر اليه المسعفان وجداه قد رفع اصبعه ونطق الشهادتين ليموت حينها فجأة ، و هنا لم يتمالك المسعفان الموقف و اخذا يبكيان بحرقة وكأن سالم احد اقاربهما و لكن كان للموقف تأثيره الكبير على المسعفين ، و بعد دقائق معدودة وصلت سيارة الاسعاف الى المستشفى.
اخذ احد المسعفين هاتف سالم واتصل منه على رقم اخوه الذي تلقى صدمة كبيرة بوفاة شقيقه الاصغر ، وعندما حكى المسعف لشقيق سالم ماحدث في سيارة الاسعاف اخبره شقيق سالم بان سالم كان هو الوحيد من اخوته الذي يذهب لزيارة جدته في احدى القرى المجاورة لمدينة الرياض وأنه كان يحمل معه الكثير من الطعام من ارز و خضروات وحتى الحلوى للاطفال ، فقد كان سالم مهتم كثيرا بفعل الخير وكان الجميع في القرية يحبونه كثيرا ، كما انه كان يلبي احتياجات الايتام و يزورهم باستمرار و يساعد المحتاج ولا يبخل علي اي احد باي شيء يحتاج اليه.
لم يتمالك المسعف نفسه مرة اخرى و طلب من شقيق سالم ان يخبرنا عن المكان الذي سيشهد جنازة سالم لكي يحضر و بالفعل كانت جنازة الشاب الصالح سالم مشهدا مهيبا يدل على مدى سمعة هذا الشاب الذي اتى الى جنازته الكثير و الكثير من الاشخاص الذين ساعدهم ، و عندها قرر اخوة سالم ان يكملوا ما كان سالم يقوم به من افعال الخير نحو الفقراء و المحتاجين حتى يشعر سالم بالسعادة وهو في قبره ، واخيرا قام الجميع بدفن سالم ودفنه ورحلوا عن القبر تاركين هذا القلب الابيض الذي حزن الجميع لوفاته.
و للمزيد يمكنكم قراءة : قصص وعبر كله خير مليئة بالعبرة والموعظة لمن يريد!
من القصة السابقة نتعلم ان الانسان في النهاية لا يبقى معه الا عمله الصالح و من الواجب علينا ان نهتم بالافعال الصالحة فحتى الافعال الصالحة الصغيرة تكون كبيرة عند الله عز وجل ويكافئك عليها بالحسنات التي تدخلك في الآخرة جنات النعيم ، فدخول الجنة هو الهدف الذي نرغب جميعا في الوصول اليه و بالتالي يجب علينا بالعمل الصالح تجهيزا ليوم نُدفن فيه تحت التراب ونبقى بدون رفيق او صاحب.