نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصص وعبر عن صحابه رسول الله صل الله عليه وسلم ورضي الله عنهم اجمعين ، وفيها نعرض لكم قصة وعبرة من قصص صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم اجمعين.
قصص وعبر عن صحابه رسول الله صل الله عليه وسلم ورضي الله عنهم اجمعين:
أبو ذر والكفالة:
كان عمر بن الخطاب في مجلسه فجاءه شابان ومعهما رجل من سكان البادية، وعندما دخل عليه الشابين قالا لعمر بأن هذا الرجل قتل والدهما، فسأل عمر الرجل عن قتله للرجل فأجاب بنعم قتلته.
سأل عمر الرجل كيف قتلته؟ فقال الرجل بأن أباهم دخل إلى الأرض الخاصة به بجمله فحاول منعه ولم يمتنع فضرب عليه حجر فأصاب رأسه فمات.
أصدر عمر بن الخطاب حكمه بإعدام الرجل، وكان هذا القرار طبقًا للشرع دون محاباة لا للشاكي ولا المشكو في حقه فقط تطبيقًا لشرع الله.
استحلف الرجل عمر بن الخطاب كي يعطيه فرصة ولو ليوم حتى يعود إلى أهل بيته فيخبرهم بما كان، فهم ليس لهم إلا الله ثم هذا الرجل الذي يعولهم.
سأل عمر من يكفل هذا الرجل، ولم يتحرك أحد من الحضور فهذا الرجل مجهول للجميع فلا أحد يعرفه أو يعرف عنه شئ، كما أن الجميع يعرف صرامة عمر فإن ذهب الرجل ولم يعد فإن عمر لن يرحم من كفله ولن يتردد وسيفذ فيه الحكم عوضًا عن الرجل.
عاد عمر إلى الشابين وسألهم هل يعفوان عن الرجل فرفضا وطالبا بالقصاص، فعاد عمر يسأل عمن يكفل الرجل، فقام أبو ذر وقد خط الشيب خطوطه به، فحاول عمر أن يثنيه فقد كان لأبى ذر مكانة كبيرة في قلب عمر، وخاف أن يذهب الرجل ولا يعود ويضطر عمر لتنفيذ الحكم في أبي ذر، فقال هل تعرفه؟ فرد أبا ذر لا، فقال عمر كيف تكفله، فقال تبدو عليه علامات المؤمن لذا فهو لن يكذب وسيعود.
كان الاتفاق أن يذهب الرجل لأسرته على أن يعود بعد ثلاث ليال، ومرت الثلاث ليال وكان ميعاد اللقاء في العصر، فاجتمع الناس على الموعد عمر وأبو ذر والشابان والناس.
جلس عمر وسأل هل حضر الرجل؟ فأجاب أبو ذر إنه لم يحضر، ومر الوقت والجميع يترقب وقبل مغيب الشمس بقليل حضر الرجل فكبر الجميع، وسأل عمر الرجل لما أتيت وكنت تستطيع الهرب ولن نصل إليك فلا أحد يعلم عنك شئ، فأجاب الرجل الله يعلم لذا فقد حضرت تاركًا أولادي بلا عائل أو معين.
نظر عمر إلى الشابين وسألهما ما رأيهما، بكى الشابان مما رأيا وقالا لقد عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه.
كبر عمر بن الخطاب وقال” جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما، وجزاك الله خيراً يا أبا ذر يوم فرجت على هذا الرجل كربته , وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك”.
تحمل تلك القصة عدد من العبر كان أولها العدل في الحكم فالشرع يطبق على الجميع، وكذلك أن يكون العبد في عون أخيه ويفرج كرباته، وهناك فطنة المؤمن، وكذلك أهمية الصدق، و أخيرًا وليس آخرًا مراقبة الله في كل تصرفاتنا لا العباد.