متى يحين الأوان لنفهم مدى عظمة معية الله سبحانه وتعالى، ونفهم أن كل يوم جديد تشرق فيه الشمس ونكون به أحياء هو هدية في حد ذاتها من الله سبحانه وتعالى، فلا نحتاج لنرهق أنفسنا بالتفكير حول المستقبل وما يحمله لنا، فنجد أنفسنا ضيعنا يومنا في القلق بالتفكير بالمستقبل والحسرة والندم على الماضي.
ويجب أن تنضج عقولنا وتعي أن الله سبحانه وتعالى لا يعطي أقوى معاركه وأكثرها صعوبة إلا لأقوى جنوده في الأرض، فالابتلاء بحد ذاته هو هدية الله لعباده الأقرباء إليه، فلا تيأس ولا تقنط من رحمة خالقك، وكن دوما في معيته تحلو لك كل الحياة.
علينا التذكر دوما أن حياتنا ليست تعيسة بل أًبحنا نحن بكثرة البعد عن الله سبحانه وتعالى نحمل كل معاني الكآبة والضيق والضنك.
القصــــــــــــــــــــــــة الأولى
شاب عربي في مقتبل العمر وسيم للغاية ومثقف ثقافة عالية، لديه دكتوراه في دراسة الإليكترونيات، يعمل مدرسا بإحدى جامعات فرنسا، وبيوم من الأيام عاد لبلاده العربية وتحديدا “دمشق” وبعد الدرس الديني بعد الصلاة خرج من المسجد وتبع الإمام بخطى ثابتة يريد أن يسأله عن مسألة شخصية، فقبله الإمام وذهب به لمنزله والذي يقرب كثيرا من المسجد.
صارحه الشاب بحقيقة حياته سابقا وكيف أن الله سبحانه وتعالى أنار وأضاء له طريق حياته واصطفاه دونا عن عباد كثيرين غيره؛ أخبره بمدى ترف الحياة الذي منعم به، وأنه استغل كل هذه المقومات فلم يترك ذنبا ولا إثما إلا وأتاه وجاهر بالذنوب والمعاصي في بلاد لا يوجد بها للحرام مكان ولا للعيب؛ وفجأة اختل توازنه فأصبح لا يسير على الأرض إلا باستخدام كرسي متحرك أو باستخدام العكازين، علاوة على كونه يرى الأشياء من حوله غير مستقرة في مكانها فتارة تعلو قرابة العشرين سنتيمتر عن موضعها الطبيعي وتارة تهبط، بالمعنى أنه أصيب باختلال في بصره أيضا، وبذلك فقد كثير من نعم الله سبحانه وتعالى عليه.
لم يترك باب طبيب إلا وطرقه يريد شفائه من كل الأسقام والأوجاع التي أصابت قلبه قبل أن تصيب جسده، فبعدما كان وسيما للغاية والجميع يريدون قربه أصبح منبوذا من قبل الموجودين حوله، حمل نفسه وعاد لبلاده بعدما نصحوه أطباء الغرب بالذهاب للهند والقيام باليوجا أملا في الشفاء، وأن حالته بالنسبة إليهم جميعا ميؤوس منها.
عاد لبلاده الحقيقية وبجانب منزله كان يوجد مسجد، ولأول مرة بكل حياته يستمع حديثا عن الدين، ولأول مرة بكل حياته يصلي لله سبحانه وتعالى ويلجأ إليه، ودرسا بعد درس وصلاة بعد صلاة ومرة واحدة عادت إليه رؤيته السليمة كما كانت عليه من قبل، فأصبح قادرا على رؤية الأشياء بمواضعها الطبيعية بشكل طبيعي للغاية ودون اللجوء لطبيب واحد على الإطلاق، ويومها استطاع أيضا أن يمشي على قدميه من جديد، فبرح من مقعده وكأنه لم يصب يوما بداء.
عاد لفرنسا من جديد والكل تعجب من الحال التي بات عليها من صحة وعافية وجسد ممشوق القوام ووسامة ازدادت إنارة بالقرب من ربه، وتغير حاله لزواج واستقرار وصلاة وقيام وصيام.
اقرأ أيضا: قصص وعبر دينية مكتوبة قصة ذبيح الله اسماعيل عليه السلام
وأيضا: قصص وعبر دينية facebook قصة حج في السماء قبل الأرض
القصــــــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــــــة
تسعة أصدقاء من الشباب بمصر، كانوا متخرجين لتوهم من كلية الهندسة الزراعية، قرروا إنشاء مشروع حيث أنهم جميعا كانوا يعانون من الفقر الشديد، فقسموا المبلغ المطلوب عليهم فأصبح على كل منهم دفع ألف جنيه مصري للقيام بإنشاء مشروع تربية الدواجن، ولكن تبقى على المشروع ألف جنيه، انتظروا طويلا لإيجاد شريكهم العاشر ولكنهم عندما طال عليهم الأمر اقترح أحدهم أن يكون شريكهم العاشر هو الله سبحانه وتعالى.
نجح مشروعهم الصغير وحقق مكاسب طائلة، وبالعام الثاني جعلوا لله سبحانه وتعالى حصتين، فأخذ بأيديهم وكبر مشروعهم أكثر فأكثر، وبالعام الذي يليه جعلوا المشروع كله لله سبحانه وتعالى فحققوا الكثير من المبالغ الهائلة، فقاموا بإنشاء معاهد دينية وجامعة خاصة لتعليم من لا يقوون على مصاريف التعليم، وقاموا بإنشاء سكة حديدية على حسابهم الخاص توسعا في مشروعاتهم.
وعندما توفي من اقترح شراكة الله سبحانه وتعالى سار من خلفه بجنازته مليوني شخص، وكانت أكبر جنازة شهدتها البلاد آنذاك.
واقرأ أيضا: قصص وعبر دينية للاطفال قصة غلام الأخدود