قصص وعبر من أجمل ما ستقرأ يوما اغتنمها الآن
أتعجب تماما و أندهش من ناس يجمعون و يكنزون و يبنون و يرفعون البناء و ينفقون على أبهة السكن و رفاهية المقام وكأنما هو مقام أبدي! وأقول لنفسي أنسوا أنهم في مرور؟! ألم يذكر أحدهم أنه حمل نعش أبيه و غدا يحمل ابنه نعشه إلى حفرة يستوي فيها الكل؟!
وهل يحتاج المسافر لأكثر من سرير سفري، و هل يحتاج الجوال لأكثر من خيمة متنقلة؟! ولم كل هذه الأبهة الفارغة ولمن؟! ولم كل هذا الترف ونحن عنه راحلون؟! هل نحن أغبياء إلى هذه الدرجة؟!، أم أنها غواشي الغرور والغفلة والطمع وعمى الشهوات وسعار الرغبات وسباق الأوهام؟! وكل ما نفوز به في هذه الدنيا وهمي، وكل ما نمسك به ينفلت مع الريح. هذه الكلمات العبقات من كتاب (الشيطان يحكم) للدكتور “مصطفى محمود” رحمه الله رحمة واسعة.
القصـــــــــــــــــــة الأولى:
من أجمل قصص وعبر على الإطلاق، تقولُ إحداهن…
علمت أن إحدى الفتيات الشهيرات على وسائل التواصل الاجتماعي يبلغ وردها للقرآن الكريم عشرة أجزاء يوميًا، قلتُ في نفسي والله لو استلفتُ ساعات من الناس لما قرأت هذا الكم في النهار على الإطلاق!
كنت أحسب نفسي حينها على خير، فإنني أقرأُ قرابة الجزء والحمد لله، كنت على الدوام أتفحص حال تلك الفتاة فوجدتها تنشط كثيرًا على تلك الوسائل، كما أنها تعمل أيضًا في مجال تحفيظ القرآن ، فسألت نفسي متى تتفرغ لكل ذلك؟!
بدأ الورد يقل وفي أيام ينعدم من الأساس، حتى أتتني المصائب بجلل، كنتُ في مواجهة أشياء مخيفة وحدي، استغنيت عن الإنترنت لأقل من شهر، عكفت على القرآن الكريم في البداية ٣ أجزاء في اليوم أربعة أجزاء ثمَّ خمسة أجزاء، ثمَّ عشرة أجزاء!
واكتشفت أن العشرة أجزاء تأخذ وقتا يقارب الأربعة ساعات وهو نفسه الوقت الذي يسرقه الإنترنت مني كل يوم، جعلت من المصحف أفضل صديق لي، لم أعد أستطيع تركه وأنا أعمل وأنا أتكلم مع أحد، بت أترك المحادثة وأستجمع روحي وأقرأ نصف صفحة وأعود؛ صارت سور القرآن الكريم كل كعائلتي وأهلي، صرت أعرف الطويلة منها والتي تذكر قصص الأنبياء.
لقد علمني القرآن حقوق العباد، ولاسيما حق والدي، لقد رققَ قلبي جدًا عليهُما..
وأجمل نصيحة مني إليكم… “اطمعوا في هذا الدين، فهو معقدُ الآمال، خيرٌ من المال والبنين”.
اقرأ أيضا ولن تندم مطلقا: قصص وعبر بعنوان ومن عرف الله لم يبق له رغبة فيما سواه
وأيضا/ قصص وعبر قصيرة تويتر
القصـــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــــة:
من قصص وعبر، هذه القصة موجهة لكل أم نسيت نفسها من أجل زوجها وأولادها وبيتها…
كانت والدتي تعاني من الكثير من المشاكل، تلك المشاكل التي لا تنتهي، فكانت تعاني من الأرق الشديد، وتشعر كثيرًا بالإرهاق، لديها عصبية حادة فعلى الدوام غاضبة وحادة الطباع، على الدوام مريضة، حتى تغيرت فجأة بيوم من الأيام، لقد كان وضع بيتنا نفسه، نفس المشاكل لم يتغير بداخله أي شيء ولكن أمي هي من تغيرت!
أذكر ذات صبيحة قال لها أبي: “عزيزتي ، لقد بحثت جاهدا عن وظيفة طيلة الثلاثة أشهر الماضية ولكني لم أجد شيئًا، سأخرج لأبدٌل مزاجي مع أصدقائي خارجا”.
فردت أمي: “حسنًا” وحسب!
وبيوم قال لها أخي: “أمي ، أنني متعثر في جميع مواد الجامعة، ولم أعد أتحمل أكثر من ذلك”.
فردت عليه أمي قائلة: ” سيتحسن مستواك العلمي، وإذا لم يتحسن فستعيد العام الدراسي بأكمله، ولكن عليك أن تتذكر أنك ستدفع الرسوم الدراسية من مالك الخاص”!
وذات مرة قالت لها أختي: “لقد صدمت سيارتي”!
فأجابت والدتي: “الحمد لله أنكِ بخير سالمة، اصطحبيها إلى الورشة ، وفكري في كيفية دفع مصاريف إصلاحها، وريثما يتم إصلاحها استعملي مترو الأنفاق”!
وبيوم من الأيام اتصلت عليها زوجة أخي: “سوف آتي وأبقى معكِ لبضعة أشهر”.
فقالت والدتي: “لا بأس بذلك، ولكنكِ ستنامين على الأريكة، وعندما تصلين للمنزل، ابحثي على بعض المفروشات في الخزانة”.
وعندما وجدنا جمعينا تغير والدتي المفاجئ قلقنا عليها كثيرا، طوال عمرها لم نعدها هكذا، فاجتمعنا جميعًا في منزل والدتي، قلقين من أجل هذا التغيير المفاجئ في ردود أفعالها، وتعمدها البرود التام.
كنا نوقن في أنها ذهبت إلى الطبيب ووصف لها دواءً أثر بالسلب عليها وعلينا جميعا، وربما كانت قد تناولت جرعة زائدة من دوائه، أمي لم تكن لا تبالي بأي من أمور حياتنا جميعا من حولها، فماذا حل لها؟!
لكن المفاجأة كانت عندما اجتمعنا جميعًا وشرحت لنا أمي:
“لقد استغرق الأمر مني وقتًا طويلاً لأدرك أن كل شخص مسؤول عن حياته، لقد استغرق الأمر مني أعوامًا كاملة لأكتشف أن معاناتي واضطرابي النفسي على الدوام بسبب كثرة مشاكلكم الحياتية لم يحلوا شيئا، وما زادوني إلا أمراضا وقلقا وأرقا وإرهاقا؛ ولكني وأخيرا فهمت أنني لا يجب أن أحمل هموم العالم على كاهلي وألا أكون مسئولة عن أفعال الآخرين، لأني في الواقع فقط مسئولة عن ردود أفعالي أنا وحسب”!
وقفت أمي أمامنا جميعا وابتسمت ابتسامة رضا وقالت في هدوء تام وسكينة: من الآن فصاعداً أعلن لكم جميعاً أنكم بالغين مستقلين معتمدين على أنفسكم، وأنا أثق بكم”.
منذ ذلك اليوم ، بدأت عائلتنا في العمل بشكل أفضل ، لأن كل فرد في المنزل بات مسئولاً عن نفسه ويعرف تماما ما عليه القيام به.
اقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر من خلال: قصص وعبر بدروس قيمة لن تندم على اغتنامها
وأيضا لا يمكننا ألا نزكي هذه القصص: 3 قصص وعبر ملهمة بتجارب مختلفة