لقد تميز العرب قديما برجاحة عقولهم والذكاء المطلق، كانوا يتسمون بالسرعة البديهية فأصبحت مواقفهم علوم تدرس لأمثالنا اليوم.
كل ما نرجوه من الله سبحانه وتعالى أن نعود فعيلا ونعتصم بكتابه الكريم وسنة نبيه العظيم صل الله عليه وسلم، حتى نعود لأصول أجدادنا العرب ونحكم العالم بأسره من جديد.
أستشهد بمقولة شهيرة لابن من أبناء الغرب في حق العربي:
موشي ديان: “لا أخاف من العرب مهما جمعوا من سلاح وعتاد، لكني سأرتجف منهم إذا رأيتهم يصطفون بانتظام لركوب الباص”.
القصـــــــــــــــة الأولى
بيوم من الأيام أودع رجل عقده والذي كان ثمينا عند عطار صديق له وقريبا من منزله، وعندما سأله الرجل عن عقده أنكره عليه العطار، فذهب الرجل حزينا لعضد الدولة الخليفة العباسي ليشكو أمر العطار إليه، فطلب من الخليفة قائلا: “اذهب واجلس أمام دكان العطار، ولا تتحدث معه على الإطلاق، وافعل ذلك كل يوم لمدة ثلاثة أيام، وباليوم الرابع سأمر عليك وبعض من رجالي، وسأنزل عن فرسي وأسلم عليك، فتلقى سلامي وأنت جالس ولا تقف، وإذا سألتك سؤالا رد علي بالإجابة ولا زدني القول، وإذا انصرفت ذكر العطار بأمر عقدك الثمين”.
وبالفعل قام الرجل بفعل كل ما أمره به الخليفة، وباليوم الرابع انتظر قدومه مع رجاله، وأول ما جاء الخليفة ومر من أمامه نزل من على حصانه وسلم عليه قائلا: “لم أرك منذ مدة طويلة”.
فرد عليه الرجب بنوع من اللامبالاة المتصنعة: “سأمر عليك قريبا”، بعدها انصرف الخليفة، وما إن انصرف الخليفة حتى نادى العطار على الرجل وشرع في التفتيش بكل دكانه والبحث الدقيق عن العقد بعدما سأل الرجل عن مواصفات عقده، وبالفعل أخرجه العطار وأعطاه للرجل.
ذهب الرجل للخليفة كما اتفقا وأعلمه بكل ما حدث من العطار، فأرسل الخليفة في طلب العطار الخائن وأسقط عليه الحكم ثمنا لخيانته للأمانة.
اقرأ أيضا: قصص العرب روائع من اقدم قصص ذكاء و فطنة العرب روعه بجد
القصـــــــــــة الثانيــــــــــــــة
بيوم من الأيام دخل الشاعر “أبو تمام” على الخليفة “المعتصم”، جاءه بقصيدة يمتدحه فيها، وقد أثنى عليه بأربعة صفات وشبهه بأصحابها، فشبهه بأحد أبيات القصيدة بـ “عمرو بن معد يكرب” وقد اتصف بالشجاعة، وشبهه بـ “حاتم الطائي” وقد اتصف بالكرم، وشبهه بـ “الأحنف بن قيس” وقد اتصف بالحلم، وشبهه بـ “إياس بن معاوية” وقد اشتهر بالذكاء، وكانوا أربعتهم يضرب بهم المثل في الصفات التي اشتهروا واتصفوا بها.
وقد قال “أبو تمام”:
(إقدام عمرو في سماحة حاتم في حلم أحنف في ذكاء إياس).
وقد كان في مجلسهما بعض الحاقدين على “أبي تمام”، وبطبيعتهم أرادوا أن يوقعوا بينه وبين الخليفة، فقالوا: “لقد شبهت أمير المؤمنين بصعاليك العرب؟!”
فقال أبو تمام ردا عليهم جميعا ليسكتهم بحكمته وذكائه وفطنته:
لا تنكروا ضربي له من دونه
مثلا شرودا في الندى والباس.
فالله قد ضرب الأقل لنوره
مثلا من المشكاة والنبراس.
اقرأ أيضا: قصص عربية وحكايات شعبية رائعة ومميزة من روائع القصص
القصـــــــــــة الثالثـــــــــــــــــة
أحد الشعراء ذهب في سفر لبلاد بعيدة لأداء أمانة لصديق ما، وكان لهذا الشاعر من الأبناء ابنتان، فقال لهما قبل سفره ورحيله: “إذا قدر الله سبحانه وتعالى وقتلت بالطريق، فخذا بثأري ممن يأتيكم بالشطر الأول من هذا البيت…
ألا أيها البنتان إن أباكما
قتيل خذا بالثأر ممن يأتيكما.
وبالفعل أثناء مواصلة الشاعر لسفره اعترض طريقه أحد اللصوص، وقام بتهديده لأخذ كل الأموال التي معه، فأخبره الشاعر قائلا: “إن هذه الأموال أمانة، فإن كنت تريد مالا فاذهب لابنتي وقل لهما: ألا أيها البنتان إن أباكما، وسوف يعطيانك ما تريد”.
فغدر به اللص وقتله وأخذ كل ما معه من أموال ومتاع، ولم يكتفي بذلك بل ذهب للبلدة التي أخبره عنها الشاعر والتقي بابنتيه وقال لهما: “إن أباكما يقول لكما (ألا أيها البنتان إن أباكما)، وقبل أن يكمل كلامه صاحتا الابنتان قائلتين: “قتيل خذا بالثأر ممن أتاكما”.
فامتلأ المكان من حوله بالأناس من كل مكان، وأمسكوا به وأبرحوه ضربا، ومن ثم أخذوه للحاكم والذي اقتص منه جزاء ما فعل بالشاعر.
اقرأ أيضا: قصص وعبر مؤثرة جدا بعنوان الملك وبائع الحكمة قصص من ذكاء العرب