إن الحياة مليئة بقصص تروي لنا تجارب الآخرين، وكل تجربة من هذه التجارب مليئة بالعبر والحكمة علاوة على الأمثال الشهيرة التي معظمنا يقتاد بها، الحكيم من لا يقع في أخطاء غيره وخاصة إن كان على علم بها.
القصـــــــة الأولى:
أغنى رجل في الصين “Jack Ma” والذي تقدر ثروته بما يتعدى 39 مليار دولار ويفوقها بمراحل كثيرة، له مقولة شهيرة للغاية…
لو وضع أمام القرود موزا ونقودا لاختاروا بكل تأكيد وسرور الموز، وذلك لأنهم لا يعلمون أن النقود بإمكانها شراء العديد والعديد من الموز، ونفس الأمر لو وضع أمام الناس الوظيفة ومشروع وطلب منهم أن يختاروا بين الاثنين لاختار أغلبهم الوظيفة، وذلك يرجع لعوامل عديدة، يرجع إلى أن جميعنا تعلمنا وكبرنا على مفهوم الوظيفة وعلى مفهوم العمل عند الغير، أغلبنا لا يعلم أن المشاريع تجلب الغنى، وأنهم جميعا يعتقدون أن الوظيفة براتب شهري يضمن لهم الابتعاد كليا عن الفقر، ولا يعلمون أن الراتب الشهري يبعدهم كليا عن الغنى أيضا، طوال حياتي لم أرى موظفا يعمل من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الثالثة عصرا وأصبح غنيا إلا إذا كان فاسدا!
القصـــة الثانيــــة:
كان عيد الأضحى قد قرب فأراد أحد المحسنين أن يدخل سرورا على قلب أحد الفقراء، فقام بشراء كبش أضحية كبير وسمين للغاية، وقام بتقديمه للرجل الفقير بطريقة لا تمكن أحد من معرفة هويته الحقيقية، لم يتبق على العيد سوى ثلاثة أيام، وأثناء سير الرجل الغني في أحد الأسواق وجد نفس الرجل الفقير الذي تصدق عليه وبجواره نفس كبش الأضحية الذي أعطاه إياه، أثار فضوله فذهب إليه وسأله: “لماذا تبيعه يا أخي، ألا تريد أن تضحي به؟!”
الرجل الفقير: “إن هذا الكبش قد تصدق به علي أحد الأثرياء المحسنين، ولي جار يتمنى يوما أن يفيد بكبش في عيد الأضحى ولكنه فقير ولا يقدر، ففكرت أن أبيع هذا الكبش كما ترى فهو كبير وسمين للغاية، وأشتري بثمنه كبشين صغيرين آخذ أحدهما وأعطي جاري الآخر”.
إن هؤلاء الأناس من صدق فيهم قول الخالق عز وجل: “وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.
القصـــــــــة الثالثــــــــــة:
بيوم من الأيام عادت ابنة للمنزل حزينة وغارقة في دموعها، شعرت الأم بصغيرتها فسألتها عن سبب أحزانها، فأجابتها بانتها قائلة: “لماذا الحياة صعبة وقاسية لهذا الحد، لقد تعبت طوال العام ولم أدخر من وقتي ولا طاقتي شيئا وها أنا اليوم أخسر المسابقة لسبب ما لا يعلمه إلا الله، وتذهب الجائزة لفتاة لا تستحقها كليا؛ علاوة على حازم الطفل الصغير الذي تعودت يوميا الذهاب لدار الأيتام للعب معه ونسيان العالم بأسره قد ابتلاه الله سبحانه وتعالى بمرض خطير واحتجزوه لتلقي علاج الكيماوي، إنها حقا حياة صعبة للغاية ولا أطيق عليها صبرا ولا جلدا”.
وكسائر الأمهات أرادت الأم أن تسعد ابنتها وتعلمها درسا عن الحياة وأحوالها فقالت: “أعلم أنكِ تحبين الكعكة اللذيذة التي أصنعها خصيصا من أجلكِ، هلا ساعدتني في تحضيرها يا بنيتي؟!
وافقت الفتاة واتجهتا للمطبخ لتحضير ألذ كعكة، وهناك سألتها والدتها بعدما قامت بتجهيز كافة مكونات الكعكة اللازمة: “أيمكنكِ يا ابنتي أكل حفنة صغيرة من الدقيق؟!”
تعجبت الفتاة من أمر والدتها وقالت: “ولكنه لا يؤكل بهذا الشكل أبدا يا أمي”.
فأمسكت بالفانيلا وقالت: “إذا يمكنكِ شرب القليل من هذه؟!”.
ردت الفتاة: “بالتأكيد لا يا أمي لا يمكنني شربها ولا أي أحد يمكنه فعل ذلك أيضا”.
قالت الأم: “إذا ما رأيكِ أن تشربي القليل من الزيت؟!”
الابنة: “أمي ما خطبكِ، بالتأكيد لن ينفعني كل هذا بل ضرره سيؤثر على جسدي”.
قالت الأم: “وما يحدث معكِ هكذا بالضبط، إن الحياة يجب أن تكون مليئة بالمعاناة، فنحن مازلنا على الأرض ولم نصعد بعد للسماء ولجنة خالقنا بإذن الله، ولقد أخبرنا خالقنا أننا في كبد ليوم قيام الساعة، وكل ما أنتِ فيه إنما تحدي من أجل شيء سترضين به بكل تأكيد، ها أنتِ ذا رفضتِ أكل الدقيق والفانيلا وتقريبا كل مكونات الكعكة ولكنكِ بالتأكيد ستأكلين الكعكة المصنوعة من كل المكونات التي رفضتها علاوة على أن الكعكة ستدخل الفرن تحت حرارة مرتفعة، اصبري على الابتلاءات وفوضي كل أمركِ لله سبحانه وتعالى، وهو وحده سيرضيكِ بما تحبين وبطريقة ستجعلكِ تتعجبين لها”.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص وعبر قصيرة إسلامية عن توبة رجل اهتدى بسبب ابنته التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها بعد
قصص وعبر حقيقية مؤثرة قصة السيدة زينب وزوجها أبي العاص بن الربيع الجزء الأول
قصص وعبر حقيقية مؤثرة قصة السيدة زينب وزوجها أبي العاص بن الربيع الجزء الثاني والأخير
قصاص راءعين جدا