قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) الجزء العاشر
ولازلنا نستكمل قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) بكل أحداثها الشيقة والموجعة للقلوب أيضا، قصة تجسد لنا واقعا مريرا لبعض من حولنا.
قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) الجزء العاشر
سارة: ” أبي وأمي حينها غادرا المنزل حينما أتاهما اتصال من البلدة حيث كان خالي في حالة يرثى لها، آثرت البقاء في المنزل، وظللت وحيدة وإذ فجأة سمعت صوتا غريبا قادما من الصالون، كذبت أذناي واعتقدت أنني اتوهم سماع ذلك الصوت المخيف، ولكن سرعان ما شرع الصوت في الازدياد، فأسرعت لأكتشف الحقيقة ولما وصلت وجدتها هي!
منى: “ومن هي؟!”
ساره: “إنها أنا! لقد رأيت فتاة تشبهني تماما، إنها أنا!، إنها قرينتي!”
منى بهلع شديد: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ماذا تقولين لي؟!”
سارة: “أتعلمين يا منى، هذه القرينة اقتربت مني بشعرها الأسود الطويل، إن شعري طويل وشديد السواد كما ترين، ولكن شعرها أشد سوادا من شعري، وكان جميعه غير مرتبا، وعينيها كانت حمراء كقطع من الجمر الملتهبة، وهذا الشكل من المؤكد أنكِ سترينني به ساعات، وربما تكوني قد رأيتني مسبقا بالفعل، منى إنها ليست أنا إنها هي!
يا مني إنها تظهر بالليل، وعندما أكون وحيدة بأي مكان، أعجز عن التحكم بها على الإطلاق، ولكنها هي من تتحكم بي كليا، وهي من كانت السبب وراء زواجي بعمر، من البداية لم أكن أرتضيه زوجا لي، إنني في يوم وليلة واحدة وجدت نفسي زوجته، وها أنا الآن حامل منه، لذلك تجديني عندما أفوق من سيطرتها على عقلي ولو لجزء بسيط للغاية أشرع في بكاء مرير وصراخ بصوت عالٍ.
أتدرين يا منى أنني عندما اكتشفت موضوع حملي، قررت في الحال إجهاض الجنين والتخلص منه، أنا أعلم جيدا أنني كذبت عليكِ، أنا من تخلصت من الجنين بنفسي لأنني لا أريده من الأساس، أنا لا أرغب في عمر زوجا لي، أرجوكِ أتوسل إليكِ يا منى أن تساعديني في أمري”.
منى وقد تشوشت كل أفكارها: “أنا لم أفهم شيئا من كل ما ذكرتيه، وكيف لي أن أساعدكِ؟1”
سارة: “يا منى إنني أشعر وكأنها تحبسني هنا، ولا تريد لي الخروج من هنا بأي حالٍ من الأحوال، كل ما أريده منكِ أن تخرجيني من هنا بأي طريقة ممكنة وغير ممكنة أيضا، بإمكانكِ طردي وجري للخارج، بإمكانك حتى أن تضربيني، كل ما أريده منكِ أن تساعديني حتى أتغلب عليها، ولا أكون إلا نفسي التي تأبى التواجد هنا أكثر من ذلك”.
وإذا بسارة فجأة تنظر لمنى نظرات حادة مخيفة ومفزعة، وصوتها يعلو من جديد وتشرع في الصراخ بشكل هيستيري، ركضت تجاه خزانة ملابسها وأخذت تلتقط ملابسها وتمزقها بكل جنون، وفجأة ركضت تجاه منى وبيدها سكين قد أخرجتها من خزانتها، ولكن “منى” تفادتها بأن صرخت لا إراديا وهرولت خارج الشقة، كادت أن تخرج للشارع هربا منها، ولكنها في اللحظات الأخيرة تذكرت أنها ترتدي ملابس نوم لا يمكنها الخروج بها، وجدت نفسها وقد تسمرت قدماها على السلم، وكانت الدموع تسيل من عينيها ولا تدري ماذا تفعل حيال ذلك؛ وإذا بسارة تظهر من جديد وهذه المرة تبكي بشدة، حاولت منى تهدئتها ولكنها هي الأخرى كان جسدها بالكامل يرتجف من هول ما رأت منها.
سارة: “أستحلفكِ بالله أن تساعديني، لازما تجبريني على الخروج من هذا المنزل، جرجريني من هنا للخارج، أنا لازما أمشي من هنا يا منى”.
منى: “والله أنا نفسي عاجزة عن معرفة طريقة مساعدتكِ، ولكن أخبريني بعدما تخرجي من هنا إلى أين ستذهبين؟!”
سارة: “أنا عارفة شيخ يقدر يعالجني ويخلصني من معاناتي، اعتبريني أختك وما تتخلي عني، وأنا أوعدك إني سأترك زوجك عمر، وسأخرج من حياتكما ولن تري وجهي مجددا”.
وفجأة شرعت في الصراخ من جديد، أيقنت “منى” ألا ملجأ لها ولا فرار من مساعدتها، جمدت قلبها وعزمت كل عزمها أن تكون قوية وألا تتراجع عن مساعدتها كما طلبت منها، أمسكت منى بيد سارة والأخرى كانت تقاوم، وإذا بها تقع أرضا ومنى تصر على إخراجها ولو بالقوة تنفيذا لكلامها، فصارت تسحبها من على الأرض حتى تجعلها خارج المنزل.
عمر بصوت عالي: “ماذا يحدث هنا؟!”
سارة وقد اختنق صوتها: “عمر… حبيبي… الحمد لله إنك جئت في الوقت المناسب لترى كل ما تفعله زوجتك بي بأم عينيك، أترى ما تفعله بي زوجتك؟!، لقد ضربتني وأوجعتني ومزقت كل ملابسي، لقد طردتني من منزلك وأرادت أن تلقي بي من على السلالم لألقى حتفي!
للكاتبة الجميلة ياسمين مصطفى
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) الجزء السابع
وأيضا: قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) الجزء السادس
وأيضا: قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) ج5