قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج15
ولازلنا نستكمل قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) بكل أحداثها الشيقة والموجعة للقلوب أيضا، قصة تجسد لنا واقعا مريرا لبعض من حولنا.
قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج15
عمر بغضب: “والحقيقة أن أسلوب تعاملك معي لا يصلح على الإطلاق”.
منى بجدية: “اتفقنا، طبعا أنت ترى الوضع الجديد الذي وصلنا أنا وأنت إليه؛ وهذا الوضع لا أريده أن يعود على الأولاد بأي ضرر، فأريد أن أسألك عن مصير الأولاد، سيأتون إلي أم أنهم سيبقون معك؟!”
عمر: “ولكنكِ تغافلتِ عن أهم شيء!، منى أنا لن أطلقكِ مهما كلفني الأمر”!
منى وقد استشاطت غضبا من كلامه، ولكنها تظاهرت بالثبات أمامه واللامبالاة: “على فكرة يا عمر أمر طلاقي ليس بمزاجك، أما عن الأولاد فهم ليسوا بصغار، علاوة على كوني مطمئنة عليهم لأبعد الحدود، إننا نتكلم يوميا، وأمر آخر إن زوجتك المصون لا تضايقهم في أي شيء، وهذا ليس لطفا منها ولكنها لا تملك الوقت لفعل ذلك بسبب خروجها كل يوم خارج المنزل طوال النهار، الله يعينها على أمرها”.
عمر باستغراب: “خارج المنزل طوال النهار، ماذا تقصدين يا منى؟!”
منى بضحكة عالية: “أتسألني أنا؟!، عموما أنا يجب علي الرحيل الآن، ولكني أملك لك مفاجئتين الأسبوع القادم، وكل مفاجأة منهما تزيد عن الأخرى في الجمال”.
عمر: “ممكن يا منى تسمعيني في كل ما سأقوله لك؟!”
منى: “بكل تأكيد يسرني أن أسمع كل ما ستقول”.
عمر: “منى… إنني أحبكِ من كل قلبي، ولازلت أحبكِ؛ منى.. إنني عاجز كليا عن تخيل عدم وجودكِ بحياتي
منى… أريدكِ أن تعلمين شيئا واحدا، أن زواجي من سارة لا يعني أنني لم أعد أحبكِ يا حبيبتي”.
منى بتعجب من أمره: “وماذا أفهم من كلامك؟!”
عمر: “كلامي يعني أنني أحببتكِ، وأحببتها؛ وأعلمتكِ بزواجي بها لأنه شرع الله، وشرع الله لا يمكننا أن ننكره أو نستحي من فعله، أو حتى نخبيه عن عباده؛ ولو أن شرع الله هذا فيه أذى لأحد لما أجازه الله لنا يا منى، أتفهمين قصدي؟!”
منى: “وطالما تعي أنه شرع الله، ولا يمكنك أن تستحي من إظهاره، ومعرفة كل الناس بفعلك بما أجاز الله لك، لماذا خبئت عني وعن الناس طوال هذه المدة؟!
أتعتقد أنني بلهاء لهذه الدرجة يا عمر؟!
عمر إنك تعرفت على “سارة” منذ خمس سنوات، وتزوجت بها منذ ثلاث سنوات، كنت تجبرها على تناول حبوب منع الحمل، وعندما صممت هي الأخرى على الحمل، وحملت بالفعل قدمت بها حتى منزلي لتعرفها بي؛ أتعلم شيئا عندما سقط حمل زوجتك أنا من عانيت لأوصلها للمستشفى لإنقاذها وإنقاذ ما بداخل أحشائها؛ وماذا كان منك في المقابل عندما صارحتك بكل ما حدث؟!
لقد كذبتني!، وجعلت مني امرأة مجنونة؛ ولكن الآن حصص الحق يا عمر، إن زوجتك هي الكاذبة، ورائدة في صناعة الحوارات والأفلام أيضا؛ أتعلم أيضا حينها كنت على قدرة تامة بالمدافعة عن نفسي وإظهار حقيقة كل كلمة تحدثت بها.
عمر… كل همسة خرجت من زوجتك، وكل كلمة تفوهت بها قد سجلتها على هاتفي، كما أنني قد قمت بنقلها على هذه الفلاشة، (أخرجت الفلاشة من حقيبتها)، ها هي حلال فيك!
بالمناسبة، عندما تكتشف حقيقتها ستدري وتوقن حينها من منا العاقل ومن منا المجنون!
أتعلم يا عمر، كان يمكنني أن أغفر لك وأسامحك على فعلتك في حالة واحدة، أنك كنت معترفا بالخطأ الذي ارتكبته في حقي، وحق الحب الذي وهبتك إياه؛ ولكنك بكل بجاحة ووقاحة منك تأتي بها عندي وتعرفها علي بأنني أم الأولاد!
تعرفني عليها بأنها زوجتك الثانية، تذبحني دون أن تطيب بخاطري، دون أن تراضي قلبي الحزين المفجوع، قلبي الذي عاش طوال عمره لا يعرف حبا إلا لك لوحدك!
قلبي الذي بكى لأجلك بدلا من الدموع دماء!، تأتي الآن وتخبرني بأنه شرع الله؟!
إن الله سبحانه وتعالى لم يشرع الظلم يا عمر، ولم يبيح القهر للنفوس، ألم يأمرك شرع الله بأن تخبرني قبل زواجك وأنا أقرر أأكمل معك الطريق أم أفارق؟!
عمر أنت من الآن خارج قلبي، ولست ندمانة على شيء، عمر لقد وفية لك لآخر لحظة، ولن أكون نادمة في أي لحظة من لحظات عمري القادمة”.
كانت “منى” تشعر بأن سائر جسدها يرتجف، غادرت المكان مسرعة للغاية؛ كانت يداها ترتعشان، ولا تدري ماذا ترى أمامها، كان الرؤية ضبابية أمامها وعقلها مشوش بالكامل.
لم تكن تتمنى في هذه اللحظة من خالقها سبحانه وتعالى إلا شيئا واحدا، وهو أن تنشق الأرض من تحتها وتبتلعها وبالكامل!
كانت تتمنى الموت أن يريحها من كل السوء الذي باتت تشعر به؛ ولكنها وفي آخر لحظة تذكرت أنه لا!، عليها أن تكمل طريقها من أجل أولادها، يجب عليها أن تحيا لأجلهم.
حمدت الله على بكائها والدموع المنهمرة المتناثرة من عينيها، قالت في نفسها: “الحمد لله على بكائي، والحمد لله على عجزي عن التوقف عنه، فكل دمعة تسقط من عيني أشعر وكأن حبه يتساقط معها”!
كانت تحاول أن تتماسك، ولكنها فجأة شعرت بدوار يجتاح جسدها الذي باتت تملأه الأحزان؛ كانت تشعر بأنها لا ترى أمامها من كثرة الدموع…
وإذا فجأة بسيارة مسرعة تظهر أمامها في طريقها، تصفها منى بأنها عمياء كقلب عمر، مجنونة هوجاء كزوجته سارة، وقاسية القلب كالحياة!
صدمتها السيارة فسقطت على الأرض قاطعة الأنفاس…
أحد المارة: “لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أيعرفها أحد هنا؟!”رد آخر: “إنني قد سجلت رقم السيارة التي صدمتها”!
وصرخت إحداهن قائلة: “أحد يطلب سيارة الإسعاف، يبدو أنها فارقت الحياة”!
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
وتزداد الأحداث إثارة وتشويق بين الثنائي الجميل، هل تعرف أحدا مر بمثل هذه التجربة الواقعية؟! شاركنا بها.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج14
و….قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج13
وأيضا…. قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج12
و….. قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج11