مسابقة الغزل والنسيج قصة جميلة من التراث اليوناني
نقدم لكم هذه القصة من موقع قصص واقعية تحت عنوان مسابقة الغزل والنسيج قصة جميلة من التراث اليوناني، وفيها نحكي قصة عن فتاتين تجريان تحد فيما بينهما في الغزل، القصة بها الكثير من التشويق نرجو ان تنال اعجابكم
مسابقة الغزل
يحكى في التراث اليوناني القديم أن فتاة اسمها ألجنا عاشت في مكان نائي بعيد عن المدينة، وكانت الفتاة تبرع في الغزل، وكان إنتاجها من القماش معروفا ومشهورا لأهل القرية، وأتي الناس من كل البقاع، لكي يشتروا ما تنتجه من قماش.
وكانت الفتاة مخطوبة تستعد للزواج من خطيبها باريوس، وكانت الفتاة تحضر فستان من القماش الذي تصنعه مرسوم عليه زهرة، فأحضر خطيبها الزهرة لكي تستطيع رسم الزهرة على فستان الزفاف، فقد كانت الفتاة وخطيبها يحبان بعضهما جدا، وظن الاثنين أنهما لن يفرق بينهما شئ أبدا، وقال الخطيب لخطيبته أنه لا يوجد أفضل منها في الغزل حتى منرفا، ليست أفضل منها أبدا.
ووصل الحديث الذي دار بين الفتاة وخطيبها لمنرفا، وقال الناس لمنرفا أن الأضواء بدأت تسحب منك بسبب ألجنا، ولن تعود منرفا سيدة الغزل كما تعودت، فالجميع يحب ألجنا الجميلة الرائعة التي تجيد الغزل والنسيج، فغضبت منرفا جدا من أقوال الناس وكلامهم، فقررت منرفا تدبير شئ لخطيب ألجنا.
وفي يوم من الأيام كان باريوس يصطاد غزالا، فوجد فتاة جميلة جدا مغمى عليها في الغابة، فبهر الشاب من جمال الفتاة، فساعد الشاب الفتاة أن تستيقظ فأفاقت، وسألها هل أنتي يخير، فقالت له لقد خفت جدا عندما رأيت السهم متجها نحوي، فاعتذر منها الشاب، وقال لها كنت أصطاد اعذريني فقالت لا داعي للاعتذار.
وقامت منرفا بإغراء باريوس، فإنجذب باريوس لمنرفا شيئا فشيئا، فابتعد عن خطيبته ألجنا وسأم منها، وأصبح باريوس لا يطيق الابتعاد عن منرفا أبدا، ولا يفارقها ليل نهار، وكان باريوس يترجى منرفا دائما ألا تتركه أبدا، ويطلب رضاها الدائم.
وفي يوم عندما كان يتوسل لها ويمسك يدها انسكب الخمر على فستان منرفا فغضبت كثيرا، وتوعدته بالعقاب الشديد، وفي نفس الوقت جرحت يد ألجنا، وسالت الدماء على القماش الذي تغزله، فشعرت بحدوث مكروه لخطيبها وحبيبها، وفعلا حولت منرفا باريوس لتمثال من الحجر، ووضعته في أحد المنحدرات المحيطة بأحد الجبال.
ولما علمت ألجنا بما حدث لخطيبها صممت على مساعدته، فضحكت أمام الناس وقالت التي تستحق الشفقة منرفا ولست أنا، فهي التي حولت باريوس لحجر لأنها تغار جدا مني، وقال الناس لألجنا لو سمعت منرفا كلامك ستغضب منك جدا، فقالت إليجا أنا لا أخاف أبدا منها، وأعلم أنها لا تملك الشجاعة لمنازلتي.
فقبلت منرفا أن تنازل ألجنا في الغزل، وحددت ألجنا مكان النزال في أحد الجبال، وذكرت منرفا ألجنا أن حياتها ستنتهي إذا فازت هي في المسابقة، لكن ألجنا طلبت من منرفا إذا فازت هي أن تعيد باريوس لحالته الأولى، فوافقت منرفا على طلب ألجنا، وبدأت المسابقة.
وبدأت الفتاتين بالغزل بالنول، وعملتا أيام طويلة دون توقف أو راحة، والكل ينظر ويراقب، وبعد أن انتهت الفتاتين من النسيج والغزل، وكان إنتاجهما غاية في الروعة، كان النسيج الذي أنتجه ألجنا ملفتا لأنظار الجميع، وبالفعل فازت ألجنا بالمسابقة.
وتضايقت منرفا من ذلك، وقامت بضرب ألجنا بالسوط وتمنت موتها، وهربت ألجنا من منرفا ووصلت حتى حافة الجبل المطلة على البحر، ولكن منرفا طلبت منها ألا تلقي بنفسها في البحر، لكن ألجنا توسلت من منرفا أن تتركها لتموت وطلبت منها أن تنقذ باريوس، وألقت ألجنا بنفسها في البحر، فماتت، فحزنت منرفا على ما حدث لألجنا على رغم من أنها معروفة بجبروتها، وأعادت منرفا باريوس لحالته الأولى، وحزن باريوس كثيرا لما علم ما حل بخطيبته الحبيبة من أجله، وكيف عانت لكي تعيده لحاله السابق.