نقدم لكم في هذه المقالة من موقع قصص واقعية قصة معركة ذات الصواري أول معركة بحرية يخوضها المسلمون، والتى أكرمهم الله فيها بالنصر المكلل بهزيمة شنعاء تعرض لها الجيش البيزنطي.
قصة معركة ذات الصواري
دخلت الجيوش الإسلامية الكثير من المعارك القوية من أجل الدفاع عن الإسلام ونشره في جميع الأقطار والأنحاء وحماية جميع حدود الدولة الإسلامية المترامية الأطراف، ومن هذه المعارك معركة ذات الصواري التي دارت أحداثها في عام 655 ميلادي (35 هجري)، أي في عهد الخليفة عثمان بن عفان الملقب بذا النورين رضى الله عنه، وكان أطرافها الجيش الإسلامي وجيش الإمبراطورية البيزنطية.
ولقد تعددت الآراء حول تسمية المعركة بهذا الاسم فقال البعض سميت بذات الصوراي نسبة لكثرة المراكب والسفن فيها فالصاري في اللغة العربية مفرد كلمة صواري والصاري يعني شيء مثل العامود في قلب السفينة يشد عليه البحارة شراع المركب أوالسفينة، وقال البعض الآخر أن سبب تسمية المعركة بهذا الاسم لأن المكان الذي دارت به المعركة قريب من مكان أسمه صواري وهو مكان به الكثير من الأشجار التي يعتمد عليها في صناعة السفن والمراكب.
ولقد كانت معركة ذات الصواري أول معركة بحرية يخوض غمارها المسلمون وأيدهم الله بنصره، وكانت المعركة الورقة الأخيرة في أوراق الامبراطورية البيزنطية التي كانت موجودة على البحر المتوسط، هذا على الرغم من أن قوة الإمبراطورية البيزنطية في هذه المعركة من حيث العدة والعدد تفوق إمكانيات جيش المسلمين.
كانت للإمبراطورية البيزنطية السيطرة الكاملة على البحر المتوسط، فقد كانت الإمبراطورية المسيطرة على كل أنواع التجارة التي تمارس عن طريق البحر المتوسط، وساعدها في ذلك تملكها لكل موانئ البحر المتوسط و لعدد هائل من السفن والمراكب، فأشار والي الشام في حينها وكان معاوية بن ابي سفيان على الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه بتأسيس أسطول بحري للدولة الاسلامية لحماية حدودها البحرية ، لكن بدأت خطوات تأسيسه في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه.
ولما علم قسطنطين الثاني قائد الجيش البيزنطي الذي ورث الحكم من بعد عمه الإمبراطور هرقل ، فأعد ما يقرب من 1000 سفينة ذات شراع وقرر مهاجمة المسلمين، ولما وصل الخبر للخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه أمر بخروج جيش من مصر بقيادة عبد الله بن سعد بن أبي السرح والي مصر وقتها وخروج جيش من بلاد الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان والي الشام ليكونا أسطولا قوامه 200 سفينة ليكون قائد الجيش الإسلامي عبد الله بن سعد بن أبي السرح ولقد أبحر الأسطول الإسلامي من مدينة تسمى فونيكس في الشام.
ولقد بدأت المعركة عندما التقى طرفي المعركة شرق البحر المتوسط وبالتحديد في جنوب شرق آسيا الصغرى التي تعرف حاليا باسم تركيا، فأرسل نصف جيش المسلمين تحت قيادة بسر بن أبي أرطأة لليابسة لاستطلاع الأخبار وقتال جنود الإمبراطورية البيزنطية الموجودون على اليابسة، ثم تبادل الطرفين إطلاق السهام ولم نفذت من كليهما السهام قاموا برمي الأحجار، ولم نفذت عند الطرفين الحجارة اقتربت السفن من بعضها البعض، وقام المسلمون بربط سفنهم بسفن البيزنطيين واستلوا السيوف وحملوا الخناجر وهجموا على الأعداء ولقد نجى قائد المسلمين من محاولة أسره من قبل البيزنطيين .
وكانت المعركة متوهجة من شدتها وقتل الكثير من الطرفين حتى تغيرت زرقة ماء البحر للون الأحمر لون الدماء من كثرة عدد الجثث الملقاة فيه، واستشهد الكثيرون من المسلمين وقتل عدد ضخم من جنود الإمبراطورية البيزنطية، وتعرض قائدهم قسطنطين الثاني لجروح خطيرة إلى جانب الهزيمة المدوية تلك الهزيمة التي جعلته يهرب بعد أن غير ملابسه ليصبح ردائه مثل رداء الجنود هرب بمركب صغير يبحر به لمدينة صقلية التي قام أهلها بقتله لأنه هرب وعرض بلادهم للهزيمة، وقضى المسلمين على الأسطول البيزنطي وغرقت جميع سفنه، ورجع الجيش الإسلامي لمدينة عكا بالنصر وأرسلت البشرى للخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه ففرح بالنصر وفرح بالقضاء على جبروت الإمبراطورية الذي أستمر لسنوات طويلة.