جميعنا يعرف المعنى الحقيقي وراء التضحية، وطوال حياتنا دائما نخير في أمور كثيرة إما أن نضحي وإما أن يضحى بنا، فعلى مدار حياتنا الطويلة دوما نتعثر بالمعنى الحقيقي وراء التضحية.
والإنسان المحظوظ منا من يجد من يضحي بكل شيء لأجله، وخاصة عندما تكون هذه التضحية بدافع الحب، فذاك الإنسان يكن لمن يضحي لأجله حب لو قسم على سائر المخلوقات لاستفاض من قلبه بعد كل ذلك.
الحبيب الحقيقي من يحب بصدق يضحي بنفسه ويجعلها فداء لمن أحب، يؤثر أن يكون أملا مضيئا في حياة حبيبه حتى ولو كان ذلك الأمر على حساب بقائه بكل الحياة، يؤثر موته ومفارقته للحياة على أن يكون سببا في ألم وتعاسة حبيبه ولو للحظة واحدة.
يقول شاعر الحبيب “خليل جبران” في التضحية في الحب:
إنما الزهرة خلق عجب
فطرة سمحاء تسمو الفطرا.
خلقت للخير خلقا صافيا
جاوز الضيم وفاق الغيرا.
شأنها تضحية النفس ولا شيء
غير النفع تبغي وطرا.
“من الأفضل لها أن تتخلى عني”! الجزء الثاني والأخير
سالت الدموع من عيني صديقه والذي كان يدعي القوة أمام صديقه المريض حتى يقوى به: “إياك تنسى لا تقنطوا من رحمة الله، وبعدين لو هي إللي اتصابت بكدة لا قدر الله كنت هتسيبها وتتخلى عنها زي ما إنت عايزها تعمل كدة معاك؟!”
الشاب: “أبدا والله العظيم، كنت هكم لمعاها الطريق للنهاية”.
صديقه: “أومال إيه بس؟!”
الشاب: “أنا راجل هقدر أشتغل شغلانة واتنين وتلاتة كمان، لكن هي أكيد هتتبهدل، وبعدين الحمل تقيل قوي يا صاحبي، ربك كريم، يعلم ربنا أنا بدعي لها إزاي في صلاتي وقيامي إن ربنا يكرمها بابن الحلال اللي يعوضها عن كل حاجة”.
وبعد مرور عام يتقابل صديق الشاب صدفة في المطار ويرى فتاة صديقه صدفة، هي من تتقدم تجاهه ومعها رجل وسيم يبدو عليه الثراء الفاحش….
الفتاة: “إزيك عامل إيه؟!”
الصديق: “الحمد لله، أنا هنا بستقبل واحد صاحبي جاي من بلاد برة”.
الفتاة: “ذكرت اسم الشاب الذي كانت حبيبته وكادا يتزوجان؟!”
الصديق وقد بدا عليه الحزن والأسى: “إنتي ما سمعتيش؟!”
الفتاة: “بإيه؟!”
الصديق: “البقية في حياتك، مات بعد آخر مكالمة اتكلمتوا فيها مع بعض، و…”، ولم يتجرأ على تكملة حديثه حيث أنها خشي من الرجل الذي معها، لقد كان فطنا فاستشف بفطنته وذكائه أنه زوجها؛ أما عن الفتاة فشعرت بذلك وهمست بأذن زوجها وكأنها أرادت منه شيئا، . في محاولة منها لإسكات فضولها الذي كاد يقتلها من كثرة التفكير في الأسباب، والآن علمت السبب الحقيقي وهو رحيله عن الحياة بأكملها، وما إن هم الزوج بالرحيل حتى شرعت في أسئلتها.
الفتاة: “وكيف توفي أنا مسمعتش والله العظيم إلا دلوقتي منك أنت”.
الصديق وقد اغرورقت عينيه بالدموع: “كان عنده سرطان في مرحلة متأخرة جدا، واكتشف كدة بعد ما حدد ميعاد الفرح مع أخوكِ الكبير، ولكا عرف اتغير معاكي في المعاملة علشان تكرهيه”.
الفتاة وقد سالت دموعها: “أنا كنت متأكدة من كدة، أنا لحد دلوقتي مش قادرة أنساه، مش قادرة أخلي نفسي ميفكرش فيه، ولا قلبي ميحنش إليه، مهما عملت ومهما شغلت نفسي ومهما سافرت، عاجزة تماما إني انساه، وياما منعت نفسي من الاتصال والسؤال عنه، وفي الآخر يكون راح عند اللي خلقه، أكيد ربنا أحن عليه مننا كلنا، بس هو ما قاليش ليه، وإنت مادتنيش علم خبر ليه، أنا عمري ما كنت هسيبه والله العظيم، أنا كان نفسي بس أكون على ذمته زوجته على سنة الله ورسوله، حتى يكون لي حق فيه يوم القيامة، هو عمل في كدة ليه؟!”، اختنق صوتها من كثرة الحزن والبكاء والانفعال أيضا، فعجزت عن مواصلة حديثها واكتفت بالبكاء.
صديقه: “ما تزعليش لأن كانت آخر دعواته لربه إنك تكوني سعيدة في كل حياتك وإن ربنا يوفقك بكل خير”.
تطايرت الدموع من عينيها، حيث أن الفتاة بالفعل تزوجت رجل ثري وفاحش الثراء، وتعيش خارج البلاد، وحامل بالشهور الأخيرة أيضا في ولد، نوت أن تسميه على اسم حبيبها والتي كانت تخاف الله كثيرا لأنها عاجزة على نسيانه وتخشى الله في زوجها!
عاد زوجها وسألها عما يبكيها فأجابته قائلة: “مات شخص عزيز على قلبي من عام وماعرفتش إلا دلوقتي”.
استأذن الصديق في الرحيل، وهو متعجب على حال كلا الحبيبين.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص رومانسية بالعامية المصرية بعنوان “من الأفضل لها أن تتخلى عني”! ج1
قصص حب غريبة واقعية بعنوان حب طفولي
قصص حب فراق حزينة بعنوان الحبيبة الخائنة
قصص حب دامت سنوات بعنوان “سلم قلبك ويداك”