إن السحر والخرافة والشعوذة جزء أصيل لا يتجزأ من ثقافة الشعوب العربية ، فالأهتمام بالدجل والشعوذة والسحر لدى الكثيرين وربما لدرجة الجنون والمرض ، استكمل معكم اليوم في موقع قصص واقعية قصة هاشم وجنية البئر من كتاب قسم سليمان للكاتبة د منى حارس محمد ، الرواية صادرة عن دار نون للنشر والتوزيع ، وتتحدث عن كل ما يخص الجن من تحضير والتخلص منه.
هاشم وجنية البئر ج2 من كتاب قسم سليمان
اكملت المرأة وهي تقص قصة ابنها هاشم قائلة :
- النداهةيومها تأخر الوقت بهاشم ومر بجوار البئر القديم ، ولم يجده احد بالقرية لمدة يومان بحثنا عنه في كل مكان حتى وجدوه فاقد الوعي بجوار البئر فلا احد يعرف ماذا حدث له ، وأين كان تلك الفترة التي اختفى فيها ، وبعد أن استفاق هكذا أصبحت حالته لا يدري شيئا عن الدنيا يحيا في عالم أخر ولا يتكلم
- قاطعتها المرأة قائلة: ولماذا لم تذهبوا بيه إلى الطبيب أفضل وتعرفوا ما بيه ؟
- لقد لفينا على الأطباء وقالوا بأنه ليس بيه شيئا ، وجسمه سليم وصحته جيدة وحتى السحرة والشيوخ ذهبنا إليهم ، ولم يستطع أن يفعل احد شيئا لولدي فتركته خطيبته ، وتزوجت وهو على تلك الحالة من سنين ولا اعرف ماذا بيه فيخرج ليلا ليذهب للبئر ويجلس هناك ولا يعود إلا صباحا.
- ولماذا لم تحبسيه بالبيت وتمنعيه ، وهنا ابتسمت بقهر وهي تقول: لقد فعلت يا أختي ولكني كنت أجده عائدا صباحا ، ولا ادري كيف خرج وفك الحبال التي كنت ربطتها بيه وهو نائم ؟
- ربي يشفيه ويزيح عنه يبدوا بأنك عانيت كثيرا يا أختي ..
- عانيت حتى الموت يا أختي ، ولا يعلم احد بحالي غير الله وحدة هو القادر على كل شيء
- هل أدلك على درويشه ستشفي ابنك ، فهي قادرة كأبيها الدرويش فلقد صعب علي حالك يا ام هاشم .
- وهل ستستطيع مساعدتي ؟
- نعم ستساعدك فهي قادرة لقد جعلت ابنتي مجيدة ، تستفيق من غيبوبتها التي كانت فيها لسنين.
- هل تقولين الصدق يا أم مجيدة؟
- نعم يا أختي أقول الصدق فلقد صعب على الفتى ، وحاله وهو في ريعان الشباب.
- وأين هي ومكانها ومهل ستأخذ مني الكثير من الأموال ، فانا لا املك إلا منزلي ومحل البقال التي اعمل فيه مكان هاشم، بعد أن باع أبوه الأرض لنصرفها على علاجه ، ومات زوجي قهرا ولم يشفى ابني هاشم أو يتكلم ، فليس لنا غيرة فهو وحيد على ثلاث فتيات تزوجن جميعا.
- لا تقلقي لن تأخذ منك قرشا واحدا.
- ربي يخليك يا أم مجيدة فلقد أرسلك الله لي نجدة من السماء ، وكان هو يستمع إلى كلامهما فلقد أبعدته أمه ، عنها اليوم فعاد ليتذكرها هي وذلك اليوم الذي تزوجها فيه.
كان يمر يومها بجوار البئر القديم كان الظلام شديد، والليلة شديدة السواد فلم يكن بالسماء نجوم أو قمر لتنير تلك العتمة ، ولقد اتخذ الطريق المختصر ليصل للبيت سريعا ، فلقد فصل شاحنه وكان يريد أن يتحدث مع خطيبته وحبيبته ، فكان يريد الوصول سريعا إلى المنزل .
فسمع من يهمس باسمه هاشم ، ألتفت يمينا ويسارا باحثا عن مصدر الصوت فلم يجد شيئا، فأكمل طريقة عائدا ولكن ضحكة أنثوية عالية جعلته يتوقف وتتسمر قدماه بالأرض ، فمن هي صاحبتها يا ترى؟
اخذ عقلة يتساءل وخرج السؤال إلي لسانه فقال بصوت متوتر مبحوح:من هناك من ينادي؟
- هاشم
لم يسمع إلا صوتها وهي تردد اسمه بهيام ، اخذ يسأل ولكنها لم ترد عليه ، حاول إكمال طريقة دون جدوى فصدى صوتها ظل يتردد بأذنه فجعله يتوقف فقال بتردد: من هناك ومن أنت؟
- أنا قدرك يا هاشم وأنت قدري؟
- ماذا تقصدين ؟
- انك لي ما حييت وأنا لك تعالى يا هاشم أنا هنا انتظرك؟
- كان صوتها عذب وساحر اخذ يسير كالمنوم مغناطيسيا ، لا يدري إلى أين يذهب ولا أين يقوده صوتها ، ولكنه كان متأكد بأنها ستأخذه إلى الجنة .
كان صوتها يقوده إلى البئر القديم وهنا وجد نفسه أمامه وكان صوتها يخرج من داخل البئر نظر بحيرة قائلا: هل أنت هنا بداخل البئر ؟
- نعم هنا تعالى ، لم يتردد أو يفكر لحظة واحدة بل قفز إلى داخل البئر إلى صاحبة أعذب صوت سمعة في حياته إليها هي ، وبعدها لا يتذكر شيء ولا ما حدث هناك ، ولكنه كان يعلم بأنه كان بالجنة والنعيم.
الجزء الثالث. Please