من الضروري أن نلتزم بقراءة القصص ولا سيما الهادفة والمفيدة منها لصغارنا وخلق أجواء ممتعة وشيقة ومسلية أثناء ذلك لتتشكل كل هذه اللحظات التي نصنعها بأيدينا بداخل ذكرياتهم، لا يمكننا نحن كآباء أن نغفل عن مدى
صغر سنهم ونشأتهم الأولى، الفطن منا من لا يغفل عن فوائدها وتأثيرها عليهم صغارا وحتى كبارا
القصـــــــــــــــــــة الأولى:
من أجمل قصص أطفال مكتوبة قصيرة…
يحكى أنه بإحدى القرى ذهب شيخ متخفيا إليها، وقد كان يضمر في نفسه أن يقتص خبر طفل صغير قد ذاع صيته مؤخرا بأنه يتمتع بالذكاء ومخافة الله سبحانه وتعالى في كل أفعاله وأقواله؛ وكان برفقة هذا الشيخ طفلان آخران.
وعندما وصل الشيخ مع الطفلين إلى القرية سأل عن الطفل فأخبروه بأنه ذهب إلى المسجد ليؤدي الصلاة فانتظره الشيخ حتى يفرغ من صلاته ويعود، وعندما أتى الطفل بعد الانتهاء من صلاته وجد الشيخ أمامه منتظرا ليخبره عن مسابقة سيجريها لثلاثتهم، وأن من سيتغلب بالمسابقة فوز بها سيكون هو الأذكى من بينهم جميعا.
فقام الشيخ الحكيم بإعطاء كل واحد من الثلاثة أطفال تفاحة سليمة زاهية الألوان ويبدو عليه شهية المذاق، وطلب منهم أن يأكلوها، وقد وضع لهم شرطا واحدا لا غير، وهو ألا يراهم أحد أثناء أكل هذه التفاحة!
قام الطفل الأول والثاني معا بأكل التفاحة، وأتيا إلى الشيخ بعد قليل من الوقت، جاءا إلى الشيخ بعدما قاما بأكل التفاحة ولكن طفل القرية الطفل الثالث استغرق الكثير من الوقت، وفي النهاية عاد والتفاحة لا تزال في يده ممسكا بها.
وما إن وصل إلى الشيخ سأله عن سبب عدم تنفيذه لطلبه، فأرد عليه الطفل قائلا: “أيها الشيخ لقد بحثت طويلا لتحقيق الشرط الذي وضعته لتنفيذ طلبك، ولكني لم أجدا مكانا لآكل فيه التفاحة دون أن يراني فيه الله، فالله يراني في كل مكان وفي كل زمان”.
أيقن الشيخ الحكيم بمدى ذكاء وفطنة وورع هذا الطفل الصغير وتنبأ له بمستقبل باهر وحال أروع مع الله سبحانه وتعالى.
ما نتعلمه يا صغاري من قصتنا:
ولا أجمل من هذا الحديث أن نعلمكم إياه يا صغارنا الأعزاء بعد هذه القصة الغاية في الروعة…
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: (يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي (حديث حسن صحيح).
الخلاصة أن نتعلم يا صغارنا أن: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
اقرأ أيضا/ 3 قصص أطفال مكتوبة قصيرة هادفة للغاية لأجل صغارنا
القصـــــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــة:
من أجمل قصص أطفال مكتوبة قصيرة…
يحكى أنه كان هناك رجل، وقد قيل أنه من أهل اليمن، وكان يملك بستاناً فيه ألواناً شتى من الثمار، وقد عرف عن هذا الرجل أنه كان في موسم الحصاد لا يأكل شيئاً من محصوله إطلاقا قبل أن يوزع جزءاً منه على الفقراء والمساكين والمحتاجين وكان يعتبرها أنها صدقة عن ماله.
وبسبب فعلته كان ينعم ببركة صدقاته والخير الذي يقدمه للناس، ويراه بأم عينيه، وطوال حياته لم يتخلف ولا مرة واحدة عما كان يفعله، وحينما حضرته الوفاة أوصى أولاده جميعا بعد أن اجتمع بهم وهو على فراش الموت، أوصاهم بأن يستمروا في إعطاء الصدقات للفقراء والمساكين، وبين أن كل البركة التي ينعمون فيها ودوامها ما أتت إليهم إلا من هذه الأعمال.
وبعد وفاة الرجل كريم الأخلاق وبعد وصيته لأبنائه جميعا إلا إنهم لم يفعلوا وصية والدهم للأسف الشديد، بل وإنهم أيضا اجتمعوا واتفقوا سويا على منع الفقراء من الصدقات، ظناً منهم أن التصدق على الفقراء وإطعامهم تنقص من المحصول وأنهم هم من يتعبون بالزراعة والحصاد، بينما هؤلاء الفقراء لا يعملون معهم شيئاً ويأتون بنهاية الموسم يأخذون من الحصاد دون وجه حق.
استنتجوا من تلقاء أنفسهم أن الفقراء لا يستحقون شيئاً من المحصول، وفي ليلة الحصاد وبعد أن بيتوا النية لحصاد المحاصيل قبل أن يأتي إليهم الفقراء لكيلا لا يعطونهم شيئاً، استيقظوا يهرعون إلى البستان ليقوموا بحصاده والانتهاء منه قبل أن يأتي إليهم من اعتادوا على ذلك من فقراء ومساكين، وإذا بهم يصعقوا بأن وجدوا بستانهم وكأن ناراً أحرقته فلم تبقي منه شيئاً ولم تذر، فعلموا أن ذلك عذاباً من الله سبحانه وتعالى لأنهم أرادوا منع الفقراء من نصيبهم في مال الله الذي أعطاهم إياه، فتابوا إلى الله جميعاً وعاهدوه على عدم العودة إلى هذا الفعل، وأن يتبعوا نصح أباهم وقوموا بتنفيذ وصيته.
اقرأ أيضا/ قصص أطفال مكتوبة قصيرة من أجمل ما ستقرأ يوما لصغارك
القصـــــــــــــــــــــــة الثالثــــــــــــــــة:
يروى أنه في عهد الخليفة أمير المؤمنين “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه وأرضاه، كان أمير المؤمنين قد نهى عن خلط اللبن بالماء نهائيا، وكان رضي الله عنه وأرضاه قد اعتاد على تفقد أحوال رعيته، وبينما كان يجوب بالمدينة في الليل سمع امرأةً تقول لابنتها اخلطي اللبن في الماء فلا يعلم أمير المؤمنين ما نفعله الآن!
فقالت لها ابنتها: “يا أماه إن كان عمر لا يعلم ما نفعله الآن، فإن رب عمر يعلم ما نفعل ويراه”.
فأعجب سيدنا “عمر” بهذه الفتاة وبأخلاقها، ثم ذهب إلى بيته وأخبر ابنه عاصم عن تلك الفتاة ونصحه بخطبتها في الحال وإن لم يفعل أخذها لنفسه، فذهب إليها وتزوجها فأنجبت له أم عاصم، ثم تزوج عبد العزيز بن مروان أم عاصم وأنجبا الخليفة عمر بن عبد العزيز، وكان هو نسل هذه الفتاة العظيمة.
اقرأ أيضا/ 3 قصص أطفال مكتوبة قصيرة تعم بالفائدة