إن الأخلاق والفضائل هي القيم التي يمتلكها كل إنسان منا، لقد حثنا ديننا الحنيف الإسلام أن نتمسك بطيب الأخلاق والفضائل طوال ما بقينا أحياء، وأن الإنسان مهما عاش من العمر ففي النهاية لن يكون إلا مجر د ذكرى يزينها بمدى أخلاقه التي كان يتعامل بها.
القصـــــــــــــــــــــــــــة الأولى:
قصة في غاية الجمال لسيدنا “علي بن أبي طالب”..
كان رضي الله عنه وأرضاه حينها أميرا للمؤمنين، وجاءه في زيارة بعض من أصدقائه، فأراد كرم الله وجهه أن يقدم إليهم الضافة، فنادى على غلامه مرة وثانية وثالثة، وعندما لم تأته إجابة من غلامه اعتقد أنه خارج المنزل، فدخل ليتفقد الوضع.
وعندما سار للداخل وجد منظرا أدهشه حقا، لقد وجد غلامه نائما على ظهره، وواضعا إحدى قدميه على الأخرى ويغني!
ذهل سيدنا “علي بن أبي طالب” كرم اله وجهه مما رآه، فسأل غلامه قائلا: “يا غلام أما سمعتني عندما ناديت عليك؟!”
فرد عليه الغلام قائلا: “بلى، لقد سمعتك ومن أول مرة”!
فسأله سيدنا علي قائلا: “ولم لم تجبني إذا؟!”
فأخبره الغلام قائلا: “لم أجبك لأنني قد أمنت غضبك”.
خرج سيدنا “علي بن أبي طالب” لضيوفه ضاحكا، مما جعلهم يسألونه: “ما الذي يضحكك يا أمير المؤمنين؟!”
فأجابهم قائلا: “لقد رأيت العجب”.
فسألوه: “وما هو؟!”
فقال لهم: “لقد رأيتموني أمامكم أنادي على الغلام، والغريب أنني عندما دخلت وجدته نائما على ظهره وقد وضع قدما على الأخرى ويغني، وعندما سألته ألم تسمعني، أجابني قائلا لقد سمعتك ومن أول مرة، فسألته إذا لماذا لم تجبني، فقال لي لقد أمنت غضبك”.
فطلب منه أصدقائه أن يبيع غلامه، فقال لهم سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه: “لا أبيعه فإنني أتعلم عليه الصبر”.
القصـــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــــــــــــة:
أمير المؤمنين “عبد الملك بن مروان” بينما كان جالس في مجلسه بدمشق، نادى على غلامه حيث أنه كان لديه غلاما أسود اللون، وبينما كن جالسا إذا بعبد أسود يخرج ويعلو صوته على أمير المؤمنين أمام الحشود..
العبد: “أكلما أردنا أن نستريح ناديت يا غلام..
أكلما أردنا أن نأكل ناديت يا غلام..
ألا يستريح الغلام؟!”
فأطرق “عبد الملك بن مروان” رأسه بصورة جعلت جميع من حوله يظن أنه حينما يرفع رأسه سيأمر بقطع رأس ذلك الغلام الذي نسي نفسه وتعدى على ملكه أمير المؤمنين.
ولكنه عندما رفع رأسه قال: “إذا حسنت أخلاقنا ساءت أخلاق الخدم، وإن ساءت أخلاقنا حسنت أخلاق الخدم، ولا يمكن لنا أن نسيء أخلاقنا لتحسن أخلاق الخدم”.
القصـــــــــــــــــــــــــة الثالثــــــــــــــــــــة:
شاب بمقتبل عمره، بأولى سنوات دراسته الجامعية، أحب والده بدرجة تفوق حبه لنفسه وتتغلب عليها.
أحبه بشدة واعتبره قدوته بالحياة، كان ليفعل أي شيء بالحياة مقابل نظرة رضا وسعادة واحدة ترسم على وجهه، والسبب يكون ورائها هو.
ولكن والده كان من ضمن الأشخاص الذين لا يمكنك إثارة إعجابهم بسهولة، إنسان صعب الإرضاء.
وبالسنة الجامعية الأولى له، اجتهد كثيرا وقاوم كل رغباته من أجل الحصول على أعلى معدلات الارتفاع، وبالفعل نجح في تحقيق ذلك، اتصل على والده ليهنئه بخبر نجاحه، ويبشره ويرسم الابتسامة على وجهه ويجعل الفرحة في قلبه.
قال الشاب في نفسه: “وأخيرا حصلت على ما سيجعل والدي يشعر بالفخر تجاهي”.
التقط هاتفه واتصل بوالده: “أبي لقد حصلت على أعلى الدرجات هل تشعر بالفخر تجاهي، أرجوك أبي أخبرين بأنك فخورا بي”.
فرد عليه والده ردا، كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير: “انظر بني إنني الآن مشغولا للغاية، ولا يمكنني التحدث إليك”.
شرع الشاب في جعل كل شيء بحياته خلف ظهره، بدأ بالتدخين واتجه بعدها لتعاطي المخدرات، تعرف على أصدقاء السوء وأناس سيئين.
تقرب إليه أصدقائه الحقيقيون في محاولات كثيرة لإرجاعه من طريق الفساد التي انتهجها مؤخرا، وكانوا كلما سألوه: “لماذا تخليت عن حياتك بهذه الطريقة وبهذه الكيفية؟!”
كانت إجابته: “إذا كان أكثر شخص أهتم بحياتي لأجله لا يهتم، فلماذا إذا لا أتخلى؟!”
وذات يوم من الأيام اجتمع كل أصدقائه المقربون بإحدى المستشفيات بغرفة الطوارئ، لقد كان صديقهم يصارع من أجل البقاء، لقد كان بين الحياة والموت بسبب جرعة زائدة من المخدرات التي يتعاطها.
لقد انتهت حياة الشاب كاملة، انطوت بسبب كلمة واحدة من والده الذي آثر عمله وبقائه مشغولا عن كلمة بسيطة يشعر فيها ابنه الوحيد بأنه أكثر شخص فخور به وسعيد لما يفعله لأجله.
اقرأ أيضا:
قصص واقعية راتب النابلسي عن المعنى الحقيقي لتقوى الله سبحانه وتعالى
5 قصص قصيرة عن الأنبياء باختصار مفيد للإفادة
قصص قصيرة نبيل العوضي بعنوان قصة وعبرة ونهاية غير متوقعة!