3 قصص وعبر من أجمل ما ستقرأ يوما
إن حياتنا قديما وحديثا مليئة بالقصص التي تعج بالعبر المفيدة والقيمة للغاية، عبر لا يمكننا تمريرها دون أخذ الفائدة منها، ومن المهم للغاية لكل منا ألا يفوت يوما دون قراءة ولو بالشيء اليسير، ولكن الأهم من ذلك أيضا أن تكون قراءته ذات فائدة.
علينا دوما الحرص على أخذ الخبرة وعصارة تجارب من سبقونا، فالتجارب نتاج حياتهم والتي استمرت لسنوات طوال، من خلال نقل أُرهم يمكننا أخذها والاستفادة منها بمجرد علمها والعمل بما جاء بها من عبرة.
القصـــــــــــــة الأولى:
كم باتت حياتنا الآن حزينة…
في الماضي… كان الاقتراب من الهاتف الأرضي للمنزل محظورا على الجميع إلا على الوالدين، وإذا رن صدفة كنا نسمع تعالي الأصوات الآمرة بألا يجيب عليه منا أحد!
في الماضي… كان الوالد عملاقا ضخما للغاية، فنظرة من عينيه كانت كفيلة بأن تخرسنا، وأما ضحكة من قلبه فكانت كفيلة بأن تقلب أجواء المنزل بأكمله لعيدا؛ كانت أصوات خطواته تجاه غرفة نومنا كفيلة بأن توقظنا من سبات عميق!
في الماضي… كانت للوالدة سلطة وللوالد سلطة وقوى، وللمعلم سلطة وقدر ومكانة عالية بين الجميع، كما أن للعصا كانت لها سلطة لدرجة أننا كنا نبلع أمامها ريقنا حتى وإن كانت تؤلمنا لكنها كانت سببا في حفظنا جزء عم وتبارك وقد سمع، كما أنها كانت سببا في حفظنا لجداول الضرب وأصول الكتابة والقراءة وكتابة الخط العربي ونحن لم نكن قد تجاوزت أعمارنا الثامنة بعد!
في الماضي… كانت مدرستنا على قدر بعدها عن منازلنا كيلومترات إلا إننا كنا نسير إليها كل صباح ونعود منها كل ظهيرة، ولم نكن في حاجة لحافلات مكيفة ولم نكن نخشى على أنفسنا من شيء ونحن نتجول بالحارات والشوارع.
في الماضي… لم نكن نعلم شيئا بوجود الجراثيم على عربات السوق، ولم نكن نعرف لها وجود بأرضيات منازلنا، لم نسمع عنها ولو مرة واحدة بوسائل الإعلام من مذياع وتلفاز، ولم نكن نحتاج لسائل معقم نضعه بأيدينا كل ساعتين، ورغم كل ذلك لم نكن نمرض!
في الماضي… كان ابن الجيران يطرق الباب بخفة ظل ويقول أمي تسلم عليكم وتقول هل عندكم بصل وطماطم .. ثوم بعض النعناع لكوب من الشاي، كنا إخوانا في الجوار والجدار نتشارك كل شيء حتى اللقمة!
في الماضي… كانت الشوارع فارغة بعد الساعة العاشرة مساءًا، ولكن كان الستر موجودا والطيبة في القلوب الباسمة، كانت أبواب المنازل مشرعة للجيران، والترحيب يمكنك سماعه من أقصى مكان، والأطباق من كثرة تبادلها ننسى أصحابها الحقيقين.
بتنا الآن نتبادل الشكوى وسوء الظن ببعضنا البعض، لقد بدلوا زماننا بزمن أسموه بالحضارة، نعم إنها الحضارة التي أعمت القلوب والأبصار!
واقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر من خلال: قصص وعبر قصيرة تويتر قصة الشاب الصالح وتاجر المخدرات وقصة المزارع الكسول
القصــــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــة:
بينما كان يمر بالطريق وجد شابا في مقتبل العمر مهموما لدرجة أنه لا يقوى على السير، تابع نظرات عينيه ورأى هلاكا لنفسه وزوال عما قريب، فاقترب منه وربت على كتفه قائلا: “وطن نفسك بهذه الحياة على أن كل شيء إلى زوال، حتى الحياة نفسها إلى زوال، فأنت في النهاية لا تعلم موعد الأجل فكل شيء هالك إلا وجهه سبحانه وتعالى؛ ومن هانت عليه الدنيا حفظ نفسه من الذل والهوان، وحفظ قلبه من الجزع واستقبل كل أقدار الله بالتسليم والرضا).
إن المصائب التي نلاقيها بحياتنا كبيرة على من يظن في نفسه أنها نهاية الملك بأكمله، أما من يؤمن بخالقه وبقدر خالقه ويرضا بخيره وشره، قلا يكون بقلبه مكان إلا للرضا بجميع أقدار الله سبحانه وتعالى حتى مصيبة الموت وما أعظمها من مصيبة، فحين يفقد من يحب يصبر على ذلك لأن الموت مآل كل حي، أما المصيبة الأكبر فهي المصيبة في الدين!
واقرأ أيضا: قصص وعبر للشيخ محمد الصاوي قصة تاجر المخدرات الذي مات وهو ساجد
القصـــــــــــــــــــــــــــــة الثالثـــــــــــة:
من أجمل قصص وعبر على الإطلاق….
عثر على لوحة لرجل أمريكي والذي يسمى “هنري براون”، وهذا الرجل الأمريكي استطاع أن يهرب من رق العبودية في عام 1849 ميلاديا حيث أنه قام بإرسال نفسه بالبريد إلى ولاية أخرى من ولايات المتحدة الأمريكية وكان منقولا بصندوق خشبي والذي كانت مساحته 81×61×91 سنتيمتر، والرحلة نفسها استغرقت 27 ساعة كاملة، كان على “هنري” أن ينطوي على نفسه في وضعية تشبه وضعية الجنين.
لم يكن كل هذا العناء وحسب، بل توجب على “هنري” أن يحرق يده بالكامل باستخدام ماء النار حتى يتمكن من الحصول على إجازة في هذا اليوم الذي سيتم فيه نقله، فحرق يده لدرجة أن عظام يده باتت ظاهرة عندما ذاب عنها الجلد، وكان يتوجب عليه أيضا أن يدفع مبلغا من المال قدره 86 دولارا فيما يعادل 2500 دولارا اليوم، وهذا المبلغ الضخم لم يكن بالسهل اليسير على عبد، ولكنه تمكن من جمعه من خلال تأدية بعض المهام والأعمال الجانبية للجيران مقابل مبلغ مادي ضئيل على مدار سنوات طوال!
وأخيرا نجح في الفرار من رق العبودية، وبعد نجاحه حاول أن يطوف البلاد بأكملها لينشر عن أهوال العبودية ومدى فظاعتها، ولكنه بات في خطر داهم خطر حقيقي بعدما تمكنوا من تمرير قانون والذي سمي بقانون العبد الشارد، والذي يسمح بالقبض على أي عبد هارب وإعادته لمالكه في مقابل مكافأة مالية لمن يجده ويقبض عليه.
لم يستسلم “هنري براون” وسافر لبريطانيا وعمل بالاستعراض وألعاب خفة اليد، ولكن الأهم من ذلك كله أنه أصبح من أبرز المتحدثين المناهضين للعبودية هناك.
وما يمكننا أن نتعلمه من هذ القصة والعبرة منها أن الحرية لا يمكن لها أن تقدر بثمن على الإطلاق.
ولأجمل قصص وعبر على الإطلاق يمكننا من خلال: 3 قصص وعبر في القران الكريم من أجمل القصص للعبرة والعظة