3 قصص وعبر من أجمل ما يكون!
لا شك أن الإنسان بحاجة ماسة إلى أخذ العبرة والاعتبار حتى تستقيم حياته، وتكون العبرة فيها من العظة والتنبيه التي يغنمها من أحداث سابقة أو أمور صالحة للاعتبار.
الفطن من يأخذ بالعبرة في كل موقف من مواقف حياته، وألا ينسى فالمؤمن من إذا ذٌكِّرَ ذَكَرَ!
القصـــــــــــــــــــة الأولى:
من قصص وعبر، قصة عن فضل قيام الليل من تراثنا الإسلامي الزاخر….
أُصيب بالعمى صغيراً، فكانت أمّه تقوم كلّ ليلةٍ تدعو أن يردّ الله سبحانه وتعالى إليه بصره، لم تتخلف ليلة واحدة عن قيام ليلها حتى رأت في منامها نبي الله سيدنا إبراهيم خليل الرّحمن يقولُ لها: “يا هذه قد ردّ اللهُ على ابنكِ بصره لكثرةِ بكائك ولكثرةِ دعائكِ”.
فأيقظته فقام بصيراً، فوهبته للعلم، فكان الإمام البخاري من ملأ الأرض بعلمه حتى يومنا هذا.
إياك أن تعجزك ضخامة الأمنيات فربما سجدةٌ واحدةٌ تدعو الله فيها في قيام الليل تجلبُ لك ما ظننته طوال حياتك بأنه مستحيلا؛ إن الدعاء الذي يشق السماء بصوت منكسر وقلب خاشع، أيقن على الدوام أن له ضجةً ودويًا في السماء.
ربنا سبحانه وتعالى أكرم من أن يرد عبداً قام ليلته بين يدي ربه صادقًا ملتجئاً إليه، فدعا وبكى وشكى وارتجى ولاذ به سبحانه وتعالى؛ في الليل تصعد المناجاة فتنزل الرحمات يرتفع الدعاء فتهبط الإجابة وتحلّ البركات عرش الرحمن يهتز في الأسحار.
قال الشَيخ ابن عثيمين رحمه الله: (لو رأى العبد إنصات الرب له حال دعائه لاستحى أن يظن أنها لن تقبل).
اقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر واغتنم العبر منها من خلال:
قصص وعبر بعنوان تضحيات باءت بتدمير حياة أطيب قلب على الإطلاق
وأيضا/ قصص وعبر بعنوان ومن عرف الله لم يبق له رغبة فيما سواه
القصــــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــة:
من أجمل قصص وعبر، وهي قصة عن حكاية المثل الشهير (القشة التي قصمت ظهر البعير)….
لقد جاءنا في الذكر أنه بيوم من الأيام كان هناك رجلًا يملك جملاً، فأراد أن يسافر إلى بلدة ما، فبات يحمل أمتعة كثيرة فوق ظهر ذلك الجمل، وبات يحمل ويحمل حتى كوم فوق ظهره ما يحمله أربعة من أمثاله، فشرع الجمل يهتز من كثرة الأمتعة الثقيلة حتى بات الناس يصرخون بوجهه محذرين إياه من سوء ما يفعل.
وعلى الرغم من كل التحذيرات إلا أن مالك الجمل لم يهتم بل أخذ حزمة من تبن فجعله فوق ظهر البعير وقال لكل من ننبهه ونهاه عما يفعله: هذه خفيفة وستكون آخر شيء، والحزمة الخفيفة كانت سببا في سقوط الجمل أرضا، فتعجب الناس وقالوا قشة قصمت ظهر البعير!
وفي الأصل أن القشة لم تكن هي التي قصمت ظهره، ولكن كانت الأحمال الثقيلة هي التي قصمت ظهر البعير الذي لم يعد يحتمل الأمر فسقط أرضا، ويوضح المثل بأنه حتى البعير القوي الشديد، القادر على أن يحمل على ظهره قدرًا كبيرًا من الأمتعة الثقيلة يصل حدًا قد تؤدي زيادة قشة واحدة فوق حمله إلى كسر ظهره وربما كانت سببا في هلاكه، ومن هنا علينا ألا نستهين بصغائر الأمور وأبسطها.
اقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر واغتنم العبر منها من خلال:
قصص وعبر بعنوان ” وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ”
أيضا/ قصص وعبر بعنوان لا شيء يؤلم كدموع القهر!
القصـــــــــــــــــــة الثالثــــــــــــــــة:
من قصص وعبر غاية في الروعة والجمال…
تنصح إحدى الفتيات الحكيمات البنات قائلة:
لي صديقة طوال جلوسي معها كانت تتحدث عن أحدث صيحات الملابس والإكسسوار والذهب، البلاد ومدى جمالها وجمال السفر إليها، قدر المشتريات التي تنالها يوميا وأسبوعيا وشهريا وسنويا، من كثرة ما ذكرت شعرت وكأني لا أملك شيئا من متاع الدنيا على خلافها تماما فهي تملك كل شيء!
وبيوم من الأيام تقابلنا صدفة مرة أخرى، ومن جديد كل قصصها عن مشترياتها ومدى اهتمامها المبالغ فيه بمنزلها ونظافته وبتغييرها الدائم لكل أثاثه، طوال تواجدي معها لم تذكر ولو بالشيء اليسير من أمور الآخرة نهائيا، وبعد كثير من التفكير توصلت لقرار شعرت بضيق حينما اتخذته، ولكني أشعر بالنقص كلما جلست معها وتحدثت إليها، بدون الاقتراب منها أشعر بالاكتفاء وألا شيء ينقصني على الإطلاق من هذه الدنيا ومتاعها؛ لذا قررت الابتعاد عنها.
وبينما كنت أقرأ بالقرآن الكريم بسورة الكهف قوله سبحانه وتعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)؛ شعرت بحاجة ماسة في معرفة معنى قوله سبحانه وتعالى (فرطا)، وكان المعنى من ضيع أمر دينه وتهاون فيه وانشغل عن أمر دينه بأمور دنياه حتى أصبح كالعقد الذي انقطع وانفرط، في هذه اللحظة أيقنت بأنني اتخذت القرار السليم بابتعادي عن صديقتي هذه، وبت أفكر في أمر صديقاتي على هذا النحو، الأهم بالنسبة لي أمر الآخرة، إن جعلتِ يوما من صديقاتكِ من تجعل القرآن الكريم أكبر همها وأنها لا تريد شيئا إلا حفظه، ستجدي نفسكِ حفظت القرآن مثلها, صادقي أهل العلم ستكونين مثلهن، صادقي النافعين للناس من يتسابقون لنيل مرضاة الله ستجدي نفسكِ تلقائيا صرتِ واحدة منهن ومثلهن في كل شيء.
إن جالستِ يوما فجالسي الصالحة، وإن اتخذت رأيا ومشورة فلا تأخذينها إلا من عاقلة، وإياكِ ثم وإياكِ من السفهاء من لا يقيمن لآخرتهن وزنا، وإياكِ وأن ترخي لهن سمعا!
صادقي من لا يكون أمرها فرطا وإلا بتِ مثلها!
اقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر واغتنم العبر منها من خلال: قصص وعبر دينية من أجمل ما ستقرأ يوما