3 قصص وعبر من زمن الرسول والصحابة
ينبغي على كل مسلم ومسلمة العلم بما جاءنا من أثر من سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وأخبار صحابته الكرام والتابعين.
كما ينبغي علينا أن نحمل هم أمتنا الإسلامية وألا نقضي حياتنا كغثاء السيل بلا علم وعمل ينقذ الأمة من الضياع والهوان التي باتت عليه الآن، فاللهم استعملنا ولا تستبدلنا.
القصــــــــــــــــــة الأولى:
من أجمل قصص وعبر على الإطلاق، ما السبب وراء عزل أمير المؤمنين سيدنا “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه وأرضاه سيدنا “خالد بن الوليد”…
لقد كان حينها سيدنا “خالد بن الوليد” رضي الله عنه وأرضاه في أوج انتصاراته، وفجأة وجد أمير المؤمنين “عمر بن الخطاب” يقوم بعزله من منصبه وجعله يعود مقاتلا عاديا بجيوش المسلمين!
لك أن تتخيل أن لواءً في أعظم الجيوش حينها تتم سحب القيادة والريادة منه ليعود جنديا عاديا مثله مثل أي جندي آخر؟!
جاء سيدنا “خالد بن الوليد” إلى أمير المؤمنين سيدنا “عمر بن الخطاب” وسأله قائلا: “يا أمير المؤمنين لم عزلتني؟!”
فأجابه أمير المؤمنين قائلا: “واللهِ إني لأحبك”!
فأعاد عليه سيدنا “خالد بن الوليد” نفس السؤال: “لم عزلتني؟!”
فأجابه سيدنا “عمر بن الخطاب”: “واللهِ إني لأحبك”!
فسأله سيدنا “خالد بن الوليد”: “لم عزلتني؟!”
فأجابه سيدنا “عمر بن الخطاب”: “والله يا ابن الوليد ما عزلتك إلا مخافة من أن يفتتن الناس بك لكثرة ما أبليت في سبيل الله”.
لقد علمنا السبب وراء عزل أمير المؤمنين “عمر بن الخطاب” لسيدنا “خالد بن الوليد”، لقد خشي أن يفتنوا الناس في دينهم بأن يظنوا أن النصر بسبب خالد بن الوليد وما النصر إلا من رب العالمين، فقام بعزل سيدنا “خالد ابن الوليد” وبقي النصر مستمرا.
واقرأ أيضا: 5 قصص وعبر دينية غاية في الروعة
القصــــــــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــــــــــة:
في ظل الأحداث الجارية من مجازر وإبادة جماعية لأحبتنا وإخوتنا بغزة بصفة خاصة وبفلسطين بصفة عامة، فأحداث أواخر عام 2023 وبداية عام 2024 ثقيلة على قلوب كل المسلمين بطريقة لم نعد نتحملها بعد، نسأل الله أن يرزقنا الثبات واليقين وأن ينصر إخواننا، أردنا أن نذكر أنفسنا وإياكم بأصعب المحن التي تعرض لها رسولنا الكريم صلوات ربي وتسليمه عليه والمؤمنين، ألا وهي حصار شعب أبي طالب.
لما حاصرت قريش النبي صلى الله عليه وأصحابه في شعب أبي طالب، واشتد عليهم الحصار وطالت أيامه لدرجة أنهم أكلوا الجلود، وبات الصبيان يتضرعون من شدة الجوع؛ قام رجل من الكفار ولكنه كان شريفا وعزم على نقض صحيفة الحصار.
جمع هذا الرجل سادة قريش وأشرافها وقام بالضغط عليهم بمكة حتى ألجأ أبا جهل لنقض الصحفية وفك الحصار، أما في وقتنا الحالي الذي يصعب على كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر حقا، صار إخواننا في غزة محاصرون.. جوعى.. عطشى كحصار النبي والصحابة الكرام بشعب أبي طالب.
ولا يوجد رجل شريف بأمة عددها فاق المليار يسعى لفك هذا الحصار اللعين الغاشم ويجمع الناس من حوله ليصلون لحل فوري لوقف الإبادة الجماعية التي تحدث بحق إخوتنا.
ماذا سنقول لله رب العالمين؟! والحجة علينا بينة، ماذا فعلنا اليوم للإسلام؟!
فلا إجابة تبرد نار قلبي أجدها، اللهم أعز الإسلام والمسلمين واستخدمنا ولا تستبدلنا برحمتك يا أرحم الراحمين فإن فعلت فإنا والله لخاسرون.
واقرأ أيضا: 3 قصص وعبر دينية عن لا تحقرن من المعروف شيء
القصــــــــــــــــــــــة الثالثـــــــــــة:
من أجمل قصص وعبر على الإطلاق، قصة تبين مدى الثبات على الحق…
(من كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي)…
في صباح يوم ما ذهب الخليفة المعتصم للسجن حيث الإمام “أحمد بن حنبل” أثناء الفتنة العظمى خلق القرآن الكريم..
الخليفة المعتصم: “وكيف أًبحت يا أحمد؟!”
فأجاب عليه الإمام: “بخير يا أمر والحمد لله غير أني رأيت رؤية أزعجتني ولا تزال تزعجني”.
فسأله المعتصم عن الرؤيا التي أزعجته، فقال الإمام (أحمد بن حنبل): “لقد رأيت القرآن مسجي قد مات، فغسلته وكفنته وصليت عليه”!
فقال المعتصم بعصبية: “ويحك يا أحمد أيموت القرآن الكريم أم أنك تهزأ بي؟!”
فأجابه الإمام أحمد قائلا: “إنه قولكم أن القرآن الكريم مخلوق، وكل مخلوق يموت”.
وفي الحال نظر الخليفة المعتصم إلى “ابن أبي دؤاد” وقد كان رأسا من رءوس الفتنة وعالم من علماء السلاطين، فقال “ابن أبي دؤاد” للإمام: “يا أحمد لا تقتل نفسك وأجبني بخلق القرآن”.
فقال الإمام أحمد بن حنبل: “آتني بشيء من كتاب الله أو سنة رسوله يقول بما تقول”.
فنظر المعتصم للجلاد قائلا: “شد قطع الله يدك” ومعناه أن أوجعه (أي الإمام أحمد بن حنبل).
وإذا بالجلاد يضرب أول جلدة فيقول الإمام: “بسم الله”، ويضرب الجلاد الثانية فيقول الإمام: “لا حول ولا قوة إلا بالله”، ويضرب الثالثة فيقول الإمام: “القرآن كلام الله غير مخلوق”.
وضرب التي تليها فقال الإمام أحمد: “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”.
فدنا “ابن أبي دؤاد” من الإمام “أحمد بن حنبل” وقال له: (يا أحمد اهمس بأذني بكلمة تنجيك من عذاب الخليفة).
فقال الإمام “أحمد بن حنبل): “بل ادنو أنت واهمس بأذني بكلمة تنجيك من عذاب الله).
فأشار “ابن أبي دؤاد” برأسه للجلاد أن اشدد عليه وأوجعه، فصار الجلاد يضربه ضربا مبرحا حتى أغشي عليه من شدته.
وانقضت هذه المحنة في عهد المتوكل، وقد سقط فيها عدد لا حصر له من العلماء ولم يثبت فيها على الحق إلا الإمام “أحمد بن حنبل”، وحفظ الله سبحانه وتعالى دينه برجل واحد وكان الإمام “أحمد بن حنبل” إمام أهل السنة رضي الله عنه وأرضاه.
فماذا لو لم يبقى لراية الإسلام غيرك؟!
ماذا أنت بفاعل حينها؟!
واقرأ أيضا: قصص وعبر بعنوان ” وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ”