3 قصص أطفال اغتنميها لصغاركِ
في عالم القصص بأكمله تتلألأ قصص الأطفال كنجمة ساطعة براقة بمنتصف السماء وتتربع على العرش، إن قصص أطفال هادفة مكتوبة تعتبر الأداة البناءة لشخصية قوية للطفل وعامل محفز لتنمية خياله وإبداعه وتوسيع مداركه.
القصـــــــــــــــــــــــة الأولى:
من أجمل قصص أطفال على الإطلاق لما بها من معاني وقيم سامية…
بيوم من الأيام قرر بعض الأصدقاء أن يجتمعوا سويا، وكان المكان الجامع لهم منزل أستاذهم المقرب إليهم جميعا، كانوا يزورونه بين الحين والآخر، وبينما كانوا يتسامرون فيما بينهم، أخذوا يتذمرون وترتفع أصوات شكواهم من أعمالهم ومن جل حياتهم.
طلب معلمهم أن يصنع لهم بعض القهوة الساخنة، وما هي إلا دقائق معدودة وعاد إليهم يحمل صينية مليئة بأكواب القهوة والتي كانت مختلفة كليا عن بعضها البعض، كان منها ما هو أنيق بطريقة تتوق للإمساك به، ومنها ما كان متواضعا، ومنها ما كان رخيصا للغاية، وضع الصينية على الطاولة وطلب منهم أن يتناولون القهوة الساخنة.
وما إن انتهوا الأصدقاء من تناول القهوة حتى سألهم معلمهم قائلا: “الآن لاحظوا الأكواب الرخيصة التي بقيت على الطاولة، لقد تسارعتم على أخذ الأكواب الفاخرة وتركتم الرخيصة، كل إنسان منا يسعى للوصول إلى أفضل شيء ليناله، ويعتبر هذا هو السبب الرئيسي لخلق المشكلات بحياتنا، ولكني أريد أن أضع أيديكم على شيء غاية في الأهمية، أن الكوب الأغلى سعرا لم يضف للقهوة طعما مميزا، فالقهوة بداخله وداخل الكوب الرخيص كلاهما سواء”.
وجد جميع طلابه مصدومين وينظرون إليه في حالة من الهدوء والسكون، فأردف قائلا: “إن مار رغبتم في تناول القهوة وليس الكوب الذي بداخله القهوة، ومع ذلك جميعكم بلا استثناء أراد وبحث عن الكوب الأفضل بل وقارن أيضا الكوب الذي ناله بأكواب زملائه؛ إن الوظيفة المرموقة التي تعملون بها أو شريك الحياة أو حتى الأهل والأحباب، كل ذلك لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على قيمة الحياة التي تنعمون بها”.
اقرأ أيضا لصغارك: قصص أطفال مترجمة ذات دروس قيمة ومعبرة للغاية
القصــــــــــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــــة:
من أجمل قصص أطفال على الإطلاق لما بها من معاني وقيم سامية…
يحكى أنه بيوم من الأيام كان هناك فلاحا يعشق النوم عشقا لا مثيل له، لم يكن يلوذ بالعمل بحقله وإن فعل ذلك يكون منكدا، كان يقضي سائر أيامه مستلقيا نائما تحت ظل شجرة ضخمة.
وبيوم من الأيام بينما كان يغط في نوم عميق كعادته استيقظ على صوت صاخب، لقد كان هناك ثعلبا يطارد أرنبا ضعيفا، وفجأة سمع صوت اصطدام، لقد اصطدم الأرنب المسكين بجذع شجرة كبير فلقي حتفه في الحال!
هرع المزارع من مكانه وأخذ الأرنب من أمام الثعلب والذي بدا عليه الضيق والضجر، وعاد المزارع لمنزل وأعد وجبة دسمة من الأرنب وباليوم التالي ذهب للسوق وباع فرائه، خطرت بباله فكرة ماذا لو حصل كل يوم على أرنب مثل هذا؟!، إن استطاع فعل ذلك فلن يكون مضطرا للعمل في الحقول بعد اليوم.
وبالفعل في الصباح الباكر من اليوم التالي ذهب المزارع واستلقى تحت نفس الشجرة في انتظار ثعلب يركض خلف أرنب ليصطدم بجذع شجرة، وخلال اليوم بأكمله رأى العديد والعديد من الأرانب التي تركض حوله، ولكنه كان ينتظر أن ترتطم أحدها كالمرة السابقة!
لم يكن مقتنعا بأن ما حدث معه حدث بالصدفة والتي من الممكن ألا تتكرر طوال حياته بنفس الكيفية، انقضى اليوم لم يحزن الفلاح على الفرص الكثيرة التي ضيعها بل كان يوقن أن الغد سيكون أفضل وسيحصل على فرص مماثلة عديدة كفرصته الذهبية التي نالها.
استمر أياما وتجاوزت الأيام الشهور والفلاح على حاله يستلقي تحت ظل الشجرة في انتظار ارتطام أرنب، وأهمل حقله وعثت الحشائش الضارة بالحقل فسادا، فخرب المحصول بأكمله، خسر الفلاح بسبب كسله الذي لا يمكن تصوره كل شيء! وعلى الرغم من خسارته إلا إنه لم يتعلم الدرس على الإطلاق.
اقرأ لصغارك: قصص اطفال قبل النوم مكتوبة بالعامية امتع القصص المسلية للصغار
القصــــــــــــــــــــــــــــــــــة الثالثــــــــــــــــة:
من أجمل قصص أطفال على الإطلاق لما بها من معاني وقيم سامية…
بيوم من الأيام كان هناك طفل يعيش في قرية صغيرة ويعمل في رعي الأغنام، وفي يوم من الأيام أصابه الملل من مشاهدة أغنام القرية تُحدّق في الأفق بلا جدوى، وإذا به يتخذ قرارا خاطئا للغاية أملا تسلية نفسه، وصاح بصوت صاخب: “ذئب! ذئب! هنا يوجد ذئب يطارد الأغنام!”
وما إن سمع القرويون نداء استغاثة الفتى سارعوا على الفور إلى التلّة بعصيّهم وبنادقهم لقتل الذئب وإغاثة الفتى، ولكنهم لم يعثروا على أي شيء، وما أثار غضبهم وحنقهم أنهم لاحظوا الفتى مستمتعًا برؤية ملامحهم الغاضبة!
كما أنهم أيضا اكتشفوا حيلة الفتى فصاحوا عليه في غضب: “إياك وأن تصرخ محذرا من الذئاب إن لم يكن هنالك ذئب حقًا”!، وعادوا مستأنفين أعمالهم.
بعد مرور بعض الوقت عاد الفتى لفكرته من جديد، فصاح مجدّدًا: “ذئب! هناك ذئب يلاحق خرافي!”
وللمرة الثانية سارع القرويون بأسلحتهم وعتادهم لإنقاذ الخراف، لكنهم في هذه المرة أيضًا لم يعثروا على أي شيء وما وجدوا إلا وجها ضاحكا من الفتى، قاموا بتوبيخه مجددا، بينما كان هو يضحك مُستمتعًا كانوا يستشيطون غضبا من أفعاله التي لا يمكن تقبلها على الإطلاق.
وبيوم من الأيام رأى الفتى ذئبًا حقيقيَّا يقترب من أغنامه أمام عينيه، فانتابه الخوف وأخذ يصيح: “ذئب! هنا ذئب يهاجم خرافي!”
لكن أحدًا من القرويين لم يردّ عليه ولم يأتِ لمساعدته من الأساس، فقد اعتقد القرويون أنَّ الفتى لجأ لحيلته مجددا؛ ومع غروب الشمس لاحظ القرويون غياب الفتى وأغنامه، فصعدوا إلى التلّة ليتفقّدوا أمره، وإذا بهم يجدوه أعلى الشجرة يبكي ويندب حظه العسر على ما أصابه.
اقرأ أيضا لصغارك: قصص اطفال ٣ سنوات قصة سأزرع شجرة وقصة الطائر المغرور