3 قصص أطفال بسيطة لتعليم القيم الأخلاقية
أيها السادة…
جميعنا نتفق على أن أهم شيء ليدنا بهذه الحياة والأغلى على الإطلاق هم أبنائنا، لذا علينا دوما التأكد من تقديم الأفضل بالنسبة إليهم من تربية وتنشئة وغرس للأخلاق القيمة؛ ومن الطرق الفعالة في تعليم صغارنا هذه الأخلاق الطيبة هي سرد قصص أطفال بسيطة نمجد فيها ما نريد غرسه ونحقر فيها ما نريد أن نستأصله.
القصــــة الأولى لتعليم خلق الصدق من قصص أطفال بسيطة:
في الإجازة الصيفية بينما كان الكثير من الأشخاص على الشاطئ والبعض منهم في المياه يستمتع بها، إذا بطفل يصرخ ويستنجد بالجميع من وسط المياه والأمواج العالية، فهبوا جميعا لإنقاذه، وما إن وصلوا إليه حتى بات يضحك بصوت عالٍ ظنا منه بأنه قد انتصر عليهم لأنهم صدقوا الحيلة التي أفلح فيها وانطوت عليهم جميعا بأنه كان يغرق.
ومن جديد جدد حيلته وكذبه وانطوى كذبه على البعض منهم، ومن جديد صار يضحك على الذين هبوا لإنقاذه وشعروا بالخوف الشديد والقلق عليه وعلى حياته، فكررها للمرة الثالثة ولم يأتي أحد لنجدته، والمصيبة الكبرى أنها كانت حقيقة في هذه المرة، بات يغرق الطفل حقيقة وصار يصرخ ويصرخ بأعلى صوته، والطامة الكبرى أنه كاد يدفع حياته ثمنا لكذبه، بالفعل نزل للمياه ولم يصعد هذه المرة مثلما كان يفعل في كل حيله السابقة.
لاحظه رجل كان يسبح بالقرب منه، فهم لإنقاذه وبالفعل استطاع من ذلك، وأخرجه على الشاطئ، وأجرى له تنفس صناعي، وبالكاد استعاد الطفل وعيه وحياته من جديد، شكر الرجل الذي أنقذ حياته وطلب السماح من الجميع على كذبه عليهم، والذي كان من الممكن أن يفقد حياته بسببه.
الخلق القيم الذي نتعلمه من القصــــــة:
علينا أن نعلم أبنائنا منذ صغرهم ضرورة الصدق وأن الصدق ينجي من كل المهالك على عكس الكذب والذي على الدوام سببا في كل الكوارث؛ نضع أيدينا على نقطة هامة للغاية أن الكذب لم يجعل له الله سبحانه وتعالى عقوبة كبقية الذنوب وذلك لعظمه وعظم مساوئه، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا) متفق عليه.
القصــة الثانيــة لتعليم خلق الأمانة من قصص أطفال بسيطة:
في يوم من الأيام خرجت “أميرة” من المدرسة في وقت متأخر لتأخرها في نقل ما كتب على السبورة حينها، وإذا بها تجد عشرين جنيها ملقاة على الأرض بداخل الفصل، كان حينها لم يتبقى بالفصل غيرها من زملائها، وضعت المال الذي وجدته في حقيبتها وفرحت بذلك كثيرا.
عادت للمنزل وقصت على والدتها ما حدث معها، وأخبرت والدتها بأنها ستشتري بالعشرين جنيها لعبة تلعب بها في وقت فراغها، في هذه اللحظة استمعت لها والدتها بإمعان وأرادت أن تعلم ابنتها الصغيرة درسا قيما في الأمانة.
الأم: “يا ابنتي هل تعلمين ما كان لقب رسولنا الكريم قبل بعثته وإرساله بالدعوة لقومه بمكة؟!”
فأجابتها الابنة: “نعم يا أمي، لقد كان الكفار يلقبونه صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين”.
الأم: “أحسنتِ يا ابنتي الصغيرة المدللة، وأنا فخورة بكِ لأنكِ اتصفتِ بصفات الرسول فكنتِ صادقة للغاية وأخبرتني بالقصة كاملة، وسأكون فخورة بكِ أكثر وأكثر إن اتصفتِ بصفة رسولنا الثانية أن تكوني أمينة مثله”.
الابنة: “لقد فهمت ما تريدين أن تخبريني به يا أمي، تريديني أن أرد الأمانة لأصحابها كما كان يفعل سيدنا (محمد) صلى الله عليه وسلم، حسنا يا أمي أعدكِ أن أعطي المال لمعلمتي بالفصل وأجعلها تسأل عن صاحبه وتعطيه إياه”.
ابتسمت الأم واحتضنت ابنتها قائلة: “سيكافئكِ الله يا ابنتي على أمانتكِ، وأما عني فسنذهب الآن لتشتري أجمل لعبة تريدينها مكافئة لكِ على جميل خلقكِ يا حبيبة قلبي”.
الابنة بفرحة: “إنكِ أجمل أم بك الحياة”.
الخلق القيم الذي نتعلمه من القصــــــة:
الأمانة يجب أن نغرسها في صغارنا، فالأمانة إن أحسنا تعلقينها جيدا وغرسها بداخل نفوس صغارنا فقد أفلحنا خير الفلاح، فالأمانة بكل شيء ليس بتأدية الأمانات وحسب، فالأمانة في العهد والميثاق الذي بيننا وبين الله، الأمانة في المعاملة مع الآخرين في حب الوالدين.. في المذاكرة.. الأمانة في كل تعاملات الحياة من حولنا، فإن فهمناها لصغارنا ضمنا بعون الله نشئاً صالحاً.
القصة الثالثـــــة لتعليم خلق الشجاعة من قصص أطفال بسيطة:
كان “أحمد” يلعب بحديقة منزلهم، وكانت والدته تعد طعام الغداء قبل عودة الأب من العمل، وبينما كان يلعب “أحمد” سمع صوت قطة صغيرة لا ينقطع وكأنها تنادي.
فاقترب من مصدر الصوت ليتأكد وإذا به يجدها فوق الشجرة عالقة، لم يتردد “أحمد” ثانية واحدة في مساعدتها، فأحضر سلم الحديقة وصعد عليه، وأمسك بالقطة الصغيرة، والتي من شدة خوفها قامت بخدش ذراعه الذي مده إليها ليساعدها.
أنزلها “أحمد” ببطء شديد من على الشجرة ولكن الخدش كان يؤلمه كثيرا، والألم الأصعب من الخدش الذي شعر به أنه كيف له أن يساعد القطة ويخرجها من مأزقها وفي المقابل تقوم بخدشه؟!
أرادت الأم أن تخفف عنه، فأخبرته أن طبيعته جعلته ينقذ القطة الصغيرة ويفرق بكونها في خطر وألا يتركها مهما كلفه الأمر، وبطبيعة القطة الصغيرة التي خلقها الله سبحانه وتعالى عليها جعلتها تخدش ذراعه ظنا منها بأنه من المحتمل أن يكون خطرا عليها وعلى حياتها.
امتدحت والدته الشجاعة التي تحلى بها، وإصراره على إنقاذ القطة دون طلب مساعدة أحد من حوله.
الخلق القيم الذي نتعلمه من القصــــــة:
الشجاعة.. الشجاعة من شيم الرجال الحقيقين بهذه الحياة، إذا أردت أن تنشأ رجلا بمنزل على الرغم من صغر سنه فعليك بتعليمه خلق الشجاعة، وذلك من خلال مدح أي تصرف يقبل على فعله به ولو رائحة بسيطة من الشجاعة لتحبب الأمر لنفسه، حتى وإن كان قول كلمة حق بسيطة.