3 قصص وعبر ذات دروس قيمة للغاية
بكل يوم جديد نتعلم العبر والجديد خلال الحياة، وأجمل أنواع القصص والعبر تلك العبر الدينية التي نأخذ منها دروسا وعبرا سامية بديننا الحنيف.
كل قصة تحمل عبرا خالدا بخلود الزمن مجملة وبها عبرا لا تعد ولا تحصى، لذا من الضروري تدوينها لتكون مرجعا للراغبين في أخذ العبر والقيم والمعاني.
القصــــــــــــة الأولى:
تعتبر من أشهر قصص وعبر، في أحد الأزمنة البعيدة كان هناك بائع وكان يمتلك حمارا يحمل عليه أكياس الملح من منزله وحتى السوق كل يوم ذهابا وإيابا يحمل الحمار مالكه ليعودا للمنزل.
وبيوم من الأيام اضطر البائع لتغيير الطريق لأسباب ولظروف ما، وكان عليهما أن يعبرا خلال نهر صغير ليصلا للسوق، وبينما كان الحمار يسير في المياه تعثرت قدماه وإذا به يقع في المياه، وبالتالي ذابت كمية كبيرة من الملح الذي يحمله على ظهره، وباتت الأحمال خفيفة كثيرا فسعد الحمار وتهللت أساريره بذلك ففطن لما حدث!
وما إن فطن الحمار للموقف الذي حدث وبات يكرر حيلته مرارا وتكرارا، والبائع يتكبد الخسائر اليوم تلو الآخر، ولكن البائع أيضا فطن للحيلة التي ينتهجها حماره اللئيم ولكن بعد مدة زمنية، فقرر أن يلقنه درسا قاسيا نظير كل ما فعله معه، وباليوم التالي ملأ الأكياس بالقطن عوضا عن الملح الذي يتاجر فيه، ووضح الحمولة كاملة على الحمار والذي اندهش من أمر خفة الحمولة بذاك اليوم، وسارا في طريقهما للسوق.
وما إن وصل الحمار للنهر الصغير قام بفعل نفس الحيلة التي اعتاد عليها على الرغم من خفة الوزن والحمولة للغاية على غير العادة، وما إن يقط في المياه حتى ازداد الثقل على ظهره بطريقة قسمته قسما، لقد باتت الحمولة أضعاف مضاعفة من وزنها من ذي قبل، فقد تشرب القطن بالمياه وازداد وزنه بخلاف الملح الذي كان يذوب وينقص من وزنه، أما عن الحمار المسكين فبالكاد كان يستطيع أن يرفع قدما ويضع الأخرى، ومر عليه أصعب وقت مر عليه طوال حياته، تعلم الحمار الدرس وكان البائع شديد الفرح ومعتزا بنفسه وبذكائه الفج، فالحمال مهما واجه من صعوبات بالمياه استحال عليه السقوط مرة أخرى!
اقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر من خلال: قصص وعبر بعنوان ومن عرف الله لم يبق له رغبة فيما سواه
القصــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــة:
من أجمل قصص وعبر لما بها من عبر مستفادة عظمى…
بيوم من الأيام وبإحدى الغابات الجميلة كان ملك الغابة يشعر بالجوع المميت، وعلى خلاف الأيام الأخرى كان هذا اليوم شديد الحرارة، فكان يشعر بالجوع والعطش وفتور عظيم، كان لا يقوى على الخروج من عرينه للاصطياد ولكن الجوع كافر مثلما يقال، فاضطر الأسد للخروج في الحر الشديد للاصطياد.
وبعد رحلة من البحث في كل الأنحاء لم يجد الأسد سوى أرنبا صغيرا وهزيلا، استسلم الأسد للأمر الواقع وطارد الأرنب المسكين واستطاع الإمساك به وبكل سهولة، وما إن بات الأرنب الضعيف في قبضة يده سأل نفسه سؤالا: “ولكن أهذا الأرنب الصغير وبحجمه الضئيل سيملأ معدتي التي تتلوى من شدة الجوع؟!”
وقبيل أن ينهي جملته وسؤاله لنفسه إذا به يجد أمام عينيه غزالا، يكاد يحلق من شدة فرحه ويتأرجح على أقدامه الطويلة الجميلة، فقرر الأسد في الحال في جشع منه أن يترك الأرنب الهزيل ويطارد الغزال شهي مذاق كثير اللحم، قال في نفسه مجددا: “بكل تأكيد يمكنني استبدال هذا الأرنب الهزيل المثير للشفقة بهذا الغزال وألتهم وجبة دسمة بجماله”.
حصل الأرنب الضعيف سعيد الحظ على حريته من بين براثن الأسد الجشع، ولكن الغزال المسكين بات مطاردا من قبل هذا الطماع البائس، لم يضيع الأسد وقتا فانطلق بأقصى سرعته تجاه الغزال، ولكن الغزال كان ذكيا وفطنا فاختفى من أنظار الأسد في لمح البصر؛ أخذ يقلب الأسد بعينيه يمينا ويسارا على أمل أن يلمح ولو طيفا للغزال فيكمل مطاردته ولكن دون جدوى، فأصابته مرارة الندم والأسى، لقد ندم ندما شديدا على تركه للأرنب وركضه خلف الغزال، ففي نهاية الأمر كان جائعا وقد اشتد عليه الجوع أكثر من ذي قبل.
اقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر من خلال: قصص وعبر بعنوان لا شيء يؤلم كدموع القهر!
القصـــــــــــــــــــــة الثالثــــــــــــة:
تعتبر من أجمل قصص وعبر أيضا، اكتشف بنفسك العبرة منها…
في زمن ما كان هناك صديقان مقربان من بعضهما البعض للغاية، وفي يوم من الأيام قررا هذا الصديقان أن يقضيان العطلة سويا ويستمتعان لأقصى حد ممكن، لذا قررا الذهاب للتخييم بإحدى الغابات الجميلة حيث الطبيعة الخلابة والحيوانات بأشكالها المختلفة المتعددة والهدوء والسكينة.
وبينما كانا يسيران في الغابة بحثا عن المكان المناسب للتخييم إذا بهما يتفاجأن بدب عملاق يتوجه إليهما، أيقنا قرب النهاية وباتا على يقين بأن نهاية حتاهما حتمية لا محالة على بعد لحظات وحسب!
كان أحدهما والده مزارعا فكان على دراية تامة بالزرع والشجر، فقرر في الحال تسلق أحد الأشجار العالية من حوله هربا من الدب، فعل ما فعله دون أن يلفت انتباه صديقه، والذي تركه فريسة سهلة بين يدي الدب العملاق المفترس؛ أما عن صديقه فكان والده معلما لمادة العلوم فتذكر مرة حينما أخبره والده بأن الحيوانات المفترسة يستحيل أن تأكل جيفة!
فاستلقى في الأرض متظاهرا بالموت، كتم أنفاسه وتحكم في ضبط نفسه، وبالفعل اقترب منه الدب وأخذ يشمه ويقلبه يمينا ويسارا، ومن ثم تركه وغادر!
تدلى صديقه من أعلى الشجرة واقترب منه في ذهول وسأله ممازحا إياه: “بماذا همس لك الدب حينما اقترب منك؟!”
فقال له: “لقد أسدى لي أثمن نصيحة بالكون، لقد نصحني بأن أبتعد عن أمثالك”!
اقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر من خلال: 3 قصص وعبر من زمن الرسول والصحابة