4 قصص قصيرة ذات دروس قيمة ومعبرة
إن القصة في لغتنا العربية تعني الحكاية عن خبر ما في زمن ما ولا يخلو أبدا من العبرة والحكمة في طياته، وأسلوب القصص أسلوب من الأساليب التي جاء بها القرآن الكريم لهداية الناس للطريق القويم وطريق الرشاد. وللقصة بصفة عامة تأثير بالغ في نفوس البشر، تجدهم حينما تقص عليهم قصة يعيرونك كامل انتباههم بعكس أي شيء آخر غير القصة.
القصـــــــــــة الأولى:
من أجمل قصص قصيرة عن بر الوالدين على الإطلاق…
لقد كانت هناك أما تضرب ابنها على الدوام بصفة مستمرة ربما كانت يوميا، وحينما تضربه كانت لا تأبه أكان أمام الناس أجمعين أم في الخفاء لا يشكل ها فارقا هذا الأمر من الأساس.
والعجيب في الأمر أن ابنها لم يكن يبكي يوما ولم يكن يشتكي أو يتذمر من معالمة أمه القاسية، لم يتلفظ يوما بالألفاظ ولم يرفع صوته عليها ولم يحاول حتى الهروب من أمامها، بل كان يقف لها ثابتا حتى تنتهي!
ومرت الأعوام والابن لا يبكي ولا يشتكي من كثرة ضرب والدته، وأصبح الولد الصغير رجلا وبات زوجا منعما بالأولاد، وأمه لاتزال تضربه ربما يوميا وأمام أولاده وحاله يضرب به المثل في الصبر بل والرضا.
وفي يوم من الأيام ضربته والدته وأمام الجميع فبكى الابن بكاءً شديدا حتى ابتلت لحيته بالكامل، وعندما ذهبت أمه بعيدا بعدها سأله من حوله يريدون حدا للحيرة التي أذهبت عقولهم حينها، لماذا بكيت هذا اليوم تحديدا ولم تبكي طوال عمرك، أرادوا معرفة السبب وراء ذلك.
أجابهم الرجل ولازال يبكي: “وكيف لا أبكي وقد شعرت بأن قوة أمي قد خارت، كيف لا أبكي وباب من أبواب الجنة قد اقترب أن يغلق؟!”
اقرأ أيضا: 7 قصص قصيرة جدا عالمية
القصــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــة:
قصة معبرة للغاية من قصص قصيرة تعبر عن حال الدنيا وكيفية التعامل بها للنجاة منها…
بيوم من الأيام سقطت قطرة عسل على الأرض من خلية نحل معلقة، كانت هناك بالصدفة نملة صغيرة، فاقتربت وتذوقت من قطرة العسل، أرادت الذهاب لإكمال طريقها ولكن طعم العسل راق لها فارتشفت القليل منه، ومن جديد أرادت أن ترحل ولكنها عزمت على البقاء والاستمتاع لأطول فترة ممكنة بالعسل الشهي لذيذ المذاق.
وإذا بالنملة الصغيرة تقرر الدخول لقطرة العسل وتتلذذ بها، دخلت النملة وأخذت تستمتع بالعسل ولكنها عجزت عن الخروج منها حينما أرادت، لقد كبلت قوائمها طوعا منها التصقت بالأرض وشلت حركتها بشكل كامل، ولازالت تنازع وتحاول الخروج من قطرة العسل حتى ماتت!
إن الدنيا حالها كحال قطرة العسل، فمن اكتفى برشفة قليلة من عسلها نجا، ومن غرق ببحر ملذاتها هلك.
اقرأ أيضا: 3 قصص قصيرة معبرة لا تمنع نفسك فوائدها!
القصـــــــــــــــــــــــــــــــة الثالثــــــــــــة:
كان هناك شاب طموح للغاية ناجح في حياته العملية والعلمية أيضا، قرر الزواج لينعم بالاستقرار ويذوق نعيم الدنيا، أراد الزواج بفتاة كاملة الأوصاف، أرادها أن تكون لها العديد من المميزات ذات خلق ودين وجمال فائق لا يشوبه أي أخطاء.
اهتدى الشاب لفتاة تحمل الغالبية العظمى من المواصفات التي وضعها، ذهب الشاب وأهله لزيارة الفتاة وأهلها، لرؤيتها وطلب يدها للزواج، وافق أهل العروس على رؤية الشاب لابنتهم وأعدوا أنفسهم لذلك اليوم المبارك.
وأثناء الرؤية الشرعية كان الشاب يتحدث للفتاة، وبعدما انتهى الشاب من الحديث مع الفتاة فجأة وقف من مكانه وقال أمام أهله والفتاة وأهلها: “إنني لا أريدها زوجة لي!”.
فتعجبوا جميعا من موقفه، فسألته الفتاة عن السبب وراء رفضه إياها، فقال على الفور وبلا تردد: “إنكِ لست بمالكة الجمال الفائق الذي أبحث عنه، هناك عيب برسم عينيكِ”.
حقنت الفتاة غضبها الشديد من أفعاله وقالت في هدوء تام: “سأسألك سؤالا واحدا، إذا اشتريت يوما شيئا ولنفترض حاسوبا ووجدت به عيبا وعطلا ما، وقتها هل تلوم الحاسوب أن من قام بصناعة الحاسوب؟!” فأجابها الشاب قائلا: “ألوم من صنع الحاسوب بكل تأكيد، وكيف لي أن ألوم حاسوبا؟!”
فقالت الفتاة بابتسامة رضا: “أنت الآن تلوم الصانع على صنعته، فتلوم ربي الله على صناعته لي بعيب في عيناي”!
أعجب الشاب لأبعد الحدود بالفتاة وبمدى ثقتها بنفسها ومدى تدينها وحلمها الشديد معه ومدى معرفتها بالله سبحانه وتعالى، بأسلوبها الفريد في التحاور وكل شيء، ولكنه صدم صدمة عمره حينما قال لها: “إنني أقبل بكِ زوجة لي وسأتجاوز عن عيب عينيكِ”
فردت عليه الفتاة ردا أفحمه مكانه: “ومن قال لك بأنني سأقبل عرضك بالزواج منك؟!”
(إياك وأن تجرح أحدا، لديك حق الاختيار الكامل ولكن إياك ثم إياك حينها وكسر الخواطر”!
اقرأ أيضا: قصص قصيرة مضحكة
القصـــــــــــــــــــة الرابعـــــــــــــــــة:
بيوم من الأيام اتصلت امرأة ما على شيخ ببرنامجه الديني…
المرأة: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”
الشيخ: “وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته”
المرأة: “يا شيخ إنني منذ خمسة عشر عاما لم يمسسني أي سوء حتى أن البعوضة لم تقرصني يوما، وزوجي أحواله ميسورة للغاية وأبنائي مستواهم التعليمي والأكاديمي على أفضل حياة، أنعم بحياة يتمنى أي أحد ولو شيء يسير منها”. وقبل أن تكمل سؤالها سألها الشيخ في صدمة منه: “وما الذنب الذي فعليته قبل خمسة عشر عاما؟!”
صدمت المرأة من سؤاله وطريقته بالسؤال ولكنها أجابته قائلة: “يا شيخ لقد كانت والدة زوجي عمياء، وفي يوم من الأيام بينما كانت تسير من جواري مددت قدمي بطريقها فتعرقلت وسقطت على رأسها ملامسة حد الحائط المسنن فماتت في الحال؛ ولم يعرف عن هذا السر أحد من خمسة عشر عاما”.
فقال الشيخ: “أتدرين إن ربكِ سبحانه وتعالى غاضب عليكِ، ألم تعلمي يوما أن المؤمن مبتلى بكل مراحل حياته، ومن كلامكِ إنكِ لم تبتلي منذ أن فعلتِ ما فعلتِ بهذه السيدة المسكين، لقد صرف الله سبحانه وتعالى نظره عنكِ”.