4 قصص أنبياء في الإسلام
قصص الأنبياء هي مجموعة مختلفة من القصص التي تم ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بتفسير القرآن الكريم، وقصص أنبياء لها الكثير من الفوائد بحياتنا.
أولا/ قصة سيدنا “يونس” عليه السلام:
من قصص أنبياء لها الكثير من الفوائد لنغتنمها…
عندما بدأ سيدنا “يونس” عليه السلام في نشر رسالته الذي أمره الله بها بدأ أن يدعو بها قومه ليلا ونهارا، وجميع قومه لم يؤمنوا به، فكان كلما يخرج ليدعوهم كانوا لا يستجيبون إليه، فيأس سيدنا “يونس” عليه السلام من ذلك فقرر أن يخرج من المدينة بأكملها، وألا يكمل رسالة الله وخرج من دون أمر الله له
فذهب إلى سفينة وركب مع أناس بها، وبعد يومين من الإبحار هبت عاصفة شديدة، فربان السفينة ألقى كل الأشياء التي لا يحتاجونها كي يخفف الحمل على السفين وأملا في النجاة، ولكن استمرت العاصفة وكادت السفينة تغرق، فقالوا أنهم يقومون بقرعة ومن يأتي اسمه سيلقى في البحر، وشاء الله أن يخرج اسم يونس عليه السلام فأبوا أن يلقوا به في عرض البحر، فأعادوا الكرة فخرج اسمه مرة ثانية، وأبوا وأعادوها للمرة الثالثة، وشاء الله سبحانه وتعالى أن يكون اسمه للمرة الثالثة على التوالي، فألقى سيدنا “يوسن” عليه السلام بنفسه في البحر، فأمر الله سبحانه وتعالى الحوت أن يبتلع نبيه “يونس” عليه السلام، فالتقمه الحوت بأمر من خالقه سبحانه وتعالى.
وحينما التقمه حوت ضخم أدرك مدى الخطأ الذي ارتكبه، وجلس سيدنا “يونس” عليه السلام عالقا في بطنه دون أكل ولا شرب، وبينما كان في ظلمات ثلاث كان يسمع أصواتا فشعر برغبة في معرفة ماهية هذه الأصوات، فأرسل الله سبحانه وتعالى أنها تسبيحات مخلوقاته.
فجلس يستغفر الله وكان يقول: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، فاستجاب الله سبحانه وتعالى لدعوته وغفر له، فأمر الله الحوت أن يخرج على الشاطئ ويخرج “يونس” عليه السلام من بطنه، فخرج “يونس” من بطن الحوت وهو مريض وجوعان وعطش، فأمر الله سبحانه وتعالى الأرض أن تنبت نباتا وهو نبات القرع لتظل سيدنا “يونس” عليه السلام بظلها، فأكل منها “يونس” وشفاه الله.
قال تعالى في سورة الصافات: (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ، فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ، فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ، فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ، فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ، وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ، وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ).
اقرأ أيضا/ قصص الأنبياء بعنوان نبي الله “يوسف” عليه السلام
ثانيا/ قصة نبي الله “إدريس” عليه السلام:
إن نبي الله “إدريس” عليه السلام أحد الأنبياء الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه العزيز، وقد سبق نبيّ الله نوح عليه السلام، وقد قيل أنه أرسل بعده، وكان سيدنا “إدريس” عليه السلام أول من كتب بالقلم، وأول من خاط الثياب ولَبِسَها، كما أنه كان عليه السلام عنده علم بالفلك وبالنجوم والحساب.
وكانت سماته عليه السلام اتصفت بكل الصفات والأخلاق الكريمة كالصبر والصلاح والسعي للخير لجميع الناس، ولذلك نال عليه السلام منزلةً عظيمةً عند خالقه سبحانه وتعالى، قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأنبياء: (إِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ، وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا ۖ إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ).
أما في سنتنا النبوية الشرفية فقد ذكر سيدنا ونبينا “محمد” صلى الله عليه وسلم أنه رأى نبي الله “إدريس” عليه السلام في السماء الرابعة حينما أعرج به إلى السماء، وهذا إن دل فإنما يدل على مكانته العالية ومنزلته الرفيعة عند خالقه سبحانه وتعالى.
اقرأ أيضا/ 3 قصص الأنبياء مكتوبة قصيرة
ثالثا/ قصة نبي الله هود عليه السلام:
من قصص أنبياء لها الكثير من الفوائد لنغتنمها…
لقد أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه “هود” عليه السلام إلى قوم عاد، وقوم عاد كانوا يقطنون منطقة تسمى الأحقاف، فدعا سيدنا “هود” عليه السلام قومه (قوم عاد) إلى عبادة الله وحده لا شريك له وترك الشرك وعبادة الأوثان من دونه، كما ذكرهم بآيات الله ونعمه عليهم ظاهرها وباطنها، وبفضله سبحانه وتعالى بأن جعلهم خلفاء في الأرض بعد قوم سيدنا “نوح” عليه السلام، كما أنه عليه السلام أوضح لقومه أن الجزاء من جنس العمل، وبين لهم أن الإيمان جزاءه جنات النعيم والكفر والإعراض ليس له جزاء إلا النار وساءت مصيرا.
فما كان من قومه إلا أنهم صدوا عنه وعن دعوته، واستكبروا، وعلى الرغم من دعوة نبيهم وبيانه لرسالته إلا إنهم أعرضوا وازدادوا في كفرهم، فأتاهم عذاب الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى في كتابه العزيز: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ*فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُون).
اقرأ أيضا/ قصص الأنبياء سيدنا موسى عليه السلام
رابعا/ قصة نبي الله “نوح” عليه السلام:
من قصص أنبياء لها الكثير من الفوائد لنغتنمها…
إن نبي الله “نوح” عليه السلام من أولي العزم من الرسل، ويعتبر عليه السلام أول رسول أرسل للناس، لبث عليه السلام في دعوة قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وكانت رسالته لقومه بأن يعبدوا الله خالقهم وحده لا شريك له، وأن يتركوا عبادة الأصنام التي لا تملك لهم من دون الله نفعا ولا ضرا.
وعلى الرغم من تفانيه في عابدة قومه وإيصال رسالة ربه إلا إنهم كذبوه، فكان يدعوهم ليلا نهارا سرا وعلانية، ولكنهم استكبروا وجحدوا برسالته، ووصل بهم الاستكبار أنهم كانوا يضعون أصابعهم في آذانهم لكيلا يسمعون ما يقوله لهم، قالوا عنه عليه السلام أنه كذاب مجنون، فأوحى إليه الله سبحانه وتعالى بأن يصنع سفينة، فاتبع ما أوحى الله إليه وصنع السفينة فكان قومه يستهزءون به وبما يفعله، وأوحى الله إليه بأن يجعل بالسفينة من آمن معه من قومه، وأن يجعل زوجين اثنين من كل المخلوقات من حوله، وكانت الإشارة عندما يفور التنور.
وما إن جاءت العلامة حتى فتحت السماء بماء منهمر، وتفجرت ينابيع وعيون من الأرض، فالتقى الماء على هيئة عظيمة، فكان طوفانا مهيبا أغرق كل المشركين المستكبرين، فأنجى الله سبحانه وتعالى نبيه “نوح” عليه السلام وعباده المؤمنين.