5 قصص قصيرة بفائدة كبيرة
للقراءة فوائد جمة لا تعد ولا تُحصى ومؤثرات إيجابية على كامل شخصية الفرد؛ مما يجعل صاحب هذه العادة ألا وهي القراءة الدائمة والتواصُل المستمر مع الكتب بشتى أشكالها يكسب مميزات فريدة وإمكانيَّات عظيمة، لا يمكن لغيره أن يحصل عليها أو ينالها.
وتُعَدُّ القصص القصيرة أحد الفنون الأدبية التي ينكبُّ عليها الكثيرُ من القرَّاء الذين يأسرهم هذا النوعُ من الكتب القصصية، فيجدون فيه كُلَّ المتعة والفائدة؛ بل يميلُ الكثيرُ من هواة المطالعة لقراءة القصص القصيرة ويستهويهم هذا الفنُّ.
القصــــــــــــــة الأولى:
من أجمل قصص قصيرة على الإطلاق، مفيدة لكن من سيقرأها بكل تأكيد ويقين وصدق…
اشتهر فيما بين مسلمي الشيشان والشركس أنه كان إذا نشب صدام بين الرجال واشتد لدرجة أنهم حملوا السيوف وهموا بقتال بعضهم البعض، كان كفيلا لإيقاف القتال المحتدم بينهم أن تقف بينهم امرأة وتنزع حجابها من على رأسها، فيترك الرجال القتال في الحال وقد استفاقوا من ثورة الغضب التي انتابتهم لشدة صدمة الفعل، يجعلوا نظرهم للأسفل خشية أن تقع أعينهم على ما أمروا أن يغضوا أبصارهم عنه.
واقرأ أيضا: 4 قصص قصيرة ستغير حياتك للأفضل
القصـــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــة:
من أجمل قصص قصيرة على الإطلاق أيضا…
روى الجماعة أصحاب الكتب الستة لسليمان التيمي (أحد الحفاظ) أنه مكث أربعين عاما كان يصوم يوما ويفطر يوما، ويصلي صلاة الفجر بوضوء العشاء، وذلك دليلا على أنه مداوما على صلا ة القيام؛ ولما مات قالت جارية من جيرانه لأمها: “يا أماه ما فعل المشجب الذي كان فوق السطح؟”
كانت تظن الجارية أن “سليمان التيمي” بأنه مشجب، وللعلم المشجب يقال على عمود خشبي تعلق فيه الملابس.
واقرأ أيضا: قصص قصيرة ذات دروس قيمة وعبر مؤثرة للغاية
القصــــــــــــــــــة الثالثـــــــة:
من أجمل قصص قصيرة على الإطلاق أيضا…
من أجمل الأقوال التي يمكنك الاستفادة بها أبد ما حييت، قول “الخادمي الحنفي”: (إن المتكبر على المتكبر صدقة، إذ أنك لو تواضعت له لتمادى في ضلاله، وإذا تكبرت عليه تنبه).
وقال الإمام الشافعي أيضا: (تكبر على المتكبر مرتين).
وقال الزهري: (التجبر على أبناء الدنيا أوثق عرى الإسلام).
وقال أبو حنيفة رحمه الله: (إن أظلم الظالمين من تواضع لمن لا يلتفت إليه).
قد يكون التكبر لتنبيه المتكبر لا لرفعة النفس، وبذلك فإنه يكون محمودا للغاية كالتكبر على الجهلاء والأغنياء المتسلطين، فقد قال “يحيى بن معاذ: (إن التكبر على من تكبر عليك بماله تواضع).
وبيوم أتى الخليفة الأموي “سليمان بن عبد الملك” طاووسا فلم يكلمه، وعندما سئل عن السبب فقال الخليفة: “لقد أردت أن يعلم أن في عباد الله من يستصغر ما يستعظم من نفسه”.
ولقد أنشد “المبرد” في ضرورة ومدى أهمية خلق التكبر على المتكبر فقال…
إذا أتاه الصديق عليك كبرا
فته كبرا على ذاك الصديق
فإيجاب الحقوق لغير راعٍ
حقوقك رأس تضييع الحقوق.
واقرأ أيضا: قصص قصيرة من زمننا القديم وتراثنا النفيس
القصـــــــــــــــــــــــة الرابعــــــــــــة:
من أجمل قصص قصيرة على الإطلاق أيضا…
ذكر بما دون بتاريخنا الشامخ العريق أن “محمد بن أعين” وقد كان صاحبا لابن المبارك في سفره يقول: (في غزو الروم كنا ذات ليلة، وإذا بعبد الله بن المبارك وضع رأسه أمامي ليريني أنه ينام، فوضعت رأسي على الرمح لأريه من نفسي أنني أنام أيضا، فظن أنني نمت فقام فأخذ في صلاته، ولم يزل في صلاته حتى طلع الفجر فأيقظني ظنا منه بأنني نائم، فقال: يا محمد، فقلت له: إنني لم أنم!، وما إن سمعها مني فلم أره بعد ذلك يكلمني ولا ينبسط إلي في شيء من كل غزاته، أيقنت أنه لم يعجبه ذلك مني، لقد فطنت ذلك من العمل، فلم أزل أعرفها فيه حتى مات، ولم أرى رجلا أسرَّ منه بالخير).
واقرأ أيضا: قصص قصيرة ذات دروس قيمة وعبر مؤثرة للغاية
القصـــــــــــــــــــة الخامســــــــــة:
من أجمل قصص قصيرة على الإطلاق أيضا…
خرجت “أم سلمة” (رضي الله عنها وأرضاها) مهاجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وهي وحيدة تحمل رضيعها، وبينما كانت بالطريق بالصحراء القاحلة وجدها “عثمان بن طلحة”، وقد كان من كفار قريش، فسألها: (إلى أين أنتِ ذاهبة يا ابنة أبي أمية؟!)
فأجابته: (أريد زوجي بالمدينة المنورة)، فسألها: (أمعكِ أحد؟)، فأجابته: (ما معي إلا الله وابني).
وإذا بعثمان بن طلحة تأخذه مروءة العرب ونخوتهم فيأبى أن يتركها وحدها دون حماية، فينطلق معها حتى يصل بها إلى المدينة المنورة، وما رفع نظره إليها أبدا، وكلما نزلا منزلا استأخر عنها مروءة ونخوة منه.
ولما نظر إلى نخل المدينة المنورة أخبرها قائلا: (هذه الأرض التي تريدين فأدخليها)، وانصرف عائدا إلى دياره مكة المكرمة.
أجمل ما بالقصة أن “عثمان بن طلحة” مشرك بالله مقاتل لدين الله وكل من اتبع هذا الدين الجديد، وعلى الرغم من ذلك صاحب امرأة مسلمة ليست على دينه ليوصلها لزوجها الذي ليس على دينه أيضا، أحسن معاملتها غض طرفه عنها طيلة مسافة تقدر بخمسمائة كيلو من المترات، لقد قضى أيام ليقطع بها كل هذه المسافة الطويلة، وما إن أنهى ما أراده عاد لمكة دون راحة، لقد انصرف عائدا دون أن يراه أحد ليعيد مواصلة نفس المسيرة التي قطعها في أيام دون أن ينتظر جزاء من أحد.
لقد كانت هذه أخلاق العرب، حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن خلقوا وتفننوا في أخلاق أسباب ومتاهات لينصلوا أخلاقنا عنا، فبتنا كما ترونا الآن.
قال حكيم العرب “الأحنف بن قيس”: (لا تزال العرب عربا ما لبست العمائم وتقلدت السيوف ولم تعدد الحلم ذلا ولا التواهب فيما بينها ضعة).