5 قصص وعبر دينية غاية في الروعة
بكل يوم جديد نتعلم العبر والجديد خلال الحياة، وأجمل أنواع القصص والعبر تلك العبر الدينية التي نأخذ منها دروسا وعبرا سامية بديننا الحنيف.
كل قصة تحمل عبرا خالدا بخلود الزمن مجملة وبها عبرا لا تعد ولا تحصى، لذا من الضروري تدوينها لتكون مرجعا للراغبين في أخذ العبر والقيم والمعاني.
القصـــــــــــــــــــة الأولى:
من أكثر قصص وعبر عبرة على الإطلاق وفائدة عظيمة…
“عقبة بن عامر” حينما نزل بمنزل بجيشه أثناء القتال، قيل له ممن حوله أنه ليس بمنزل، فسألهم عن السبب، فقيل له أنه مكان مليء بالسباع والحيات والهوام.
ولكن سيدنا “عقبة بن عامر” كان لا يرى مكانا أفضل منه، فخرج بعدما توضأ ولجأ إلى الله سبحانه وتعالى وجعل نفسه على مكان مرتفع وخطب في السباع والهوام قائلا: “أيتها السباع.. أيتها الهوام.. إنا جند محمد، وإنا قد جئنا هنا لرفع راية الإسلام وقتال أعدائه، فإن كنتم تنصرون الله ورسوله تركناكم وانصرفنا، وإلا خرجتم حتى يتبين لنا موضعكم”.
فأقسم الراوي قائلا: “والذي نفسي بيده كل أم خرجت تحمل ولدها”.
خرجت السباع والهوام والحيات كل حاملا صغاره وتركوا المنزل بأكمله لعقبة بن عامر وجنوده لرفع راية الإسلام وقتال أعداء الدين.
القصــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــة:
تعتبر من أكثر قصص وعبر إيلاما على الإطلاق…
في يوم من الأيام اتصلت امرأة على داعية لتسأله عن خطب ما، قالت له: “يا شيخ منذ خمسة عشر ولم يصبني أي شيء، لا تعب ولا نصب ولا وهن، حتى أنه لم تمسسني بعوضة، وزوجي أحواله متيسرة للغاية وأبنائي وكل شيء من حولي بأفضل حال على الإطلاق”.
فرد عليها الشيخ ردا أوجعها، سألها قائلا: “وما الذنب الذي اقترفته قبل خمسة عشرة عاما؟!”
صعقت من سؤاله وقالت: “يا شيخ لقد كانت والدة زوجي عمياء، وفي يوم من الأيام بينما كنت جالسة على الأرض وهي تسير أمامي مددت رجلي فعرقلتها، فسقطت على الأرض وأصيبت رأسها إصابة جسيمة فقدت حياتها إثرها”.
فقال الشيخ: “تري إن الله غاضب عليك لدرجة أنه لم يبتليكِ”.
القصـــــــــــــــة الثالثــــــــة:
في يوم من الأيام ذهب شاب ليخطب فتاة كان يعلم أنها ذات خلق ودين، وأثناء الرؤية الشرعية سألته الفتاة: “هل تحفظ شيئا من القرآن الكريم؟”
فأجابها الشاب: “إنني أحفظ ولكن اليسير، ولكن عندي رغبة أن أحفظه كاملا بيوم ما”.
وسألها: “وماذا عنكِ؟”
فأجابته الفتاة: “إنني أحفظ جزء عم”.
وافقت الفتاة على الزواج بالشاب لما التمست بقلبه الخير الكثير وصدقه، وبعد زواجهما طلبت منه أن يحفظها القرآن الكريم.
فعزم الشاب على الحفظ سويا، وأول سورة شرعا بحفظها سويا كانت سورة البقرة وتوالت السور يوما تلو الآخر حتى استكملا حفظ القرآن كاملا، وحصلا على الإجازة.
وفي يوم من الأيام بينما كانت الفتاة في زيارة لبيت أهلها برفقة زوجها، أخبر زوجها والدها قائلا: “لقد أتمت ابنتك حفظ القرآن الكريم كاملا”.
تعجب والدها من حديثه، دخل غرفة ابنته قليلا وخرج وهو يحمل الكثير من الشهادات والتي كانت إجازات لابنته في القراءات السبع للقرآن الكريم.
ذهل الشاب مما رأى، لقد كانت زوجته حافظة لكتاب الله بالقراءات السبع قبل أن تتزوج به، ولم تحرجه والأهم من كل ذلك أنها أخذت بيده لطريق الفلاح، وأبت أن تسبقه ولو بدرجة واحدة في الصالحات.
القصــــــــــــــــــــــة الرابعــــــــــــــــــــة:
بيوم من الأيام بينما كان هناك حطابا يعمل كعادته في إحدى الغابات، كان يقوم بتقطيع الحطب ويجعله أكواما قبل أن يقوم بنقله إلى منزله، وفجأة إذا بشاب يركض تجاهه ويلهث من شدة التعب الذي تمكن من جسده المنهك.
وما إن رأى الشاب الحطاب طلب منه أن يساعده على أمره فهناك من يطارده يريد الفتك به، فقام الحطاب بإدخال الشاب تحت كومة من أكوام الحطب وخبئه جيدا حتى لم يرى منه شيئا واستكمل عمله.
وبعد مدة قليلة أبصر الخطاب رجلين مسرعين يقتربان عليه، وبالفعل سألاه عن شاب بنفس صفات الشاب الذي خبئه للتو، فبكل وضوح أخبرهما الحطاب بأنه قد رآه وأنه خبئه تحت كومة الحطب، وأشار إليها؛ تعجبا الرجلان من موقفه وظنا أنه يضيع وقتهما ريثما يمد الشاب بالوقت ليهرب، فركضا بسرعة للحاق به.
بينما خرج الشاب بعدما أيقن رحيلهما معاتبا الحطاب الذي وافق على حمايته ومساعدته في نفس الوقت يدل على مكانه بكل سهولة ويسر، فقال له الحطاب: “يا بني إن كان الكذب ينجي فالصدق دوما أنجى”.
القصــــــــــــــــــة الخامســــــــــــــة:
قررت والدتها الفصل بينها وبين خطيبها بعد خطبة دامت لعامين وقبيل زفافها بأشهر قليلة، ولأول مرة بحياتها كاملة تقف في وجه والدتها لتدافع عن حق بقائها مع خطيبها ومع من أحبت؛ كانت والدتها مصرة على قرار الانفصال على الرغم من ألم ابنتها الذي كانت تراه في عينيها.
وفي محاولة من الأم الحنونة لتخفيف الآلام عن ابنتها أرسلت لها على هاتفها أثناء غطها في نوم عميق في محاولة منها للهرب من واقعها المرير…
يا ابنتي الحبيبة إنه ليحزن قلبي أن أراكِ حزينة كل الحزن، ولكني سأكون مقهورة ما تبقى من عمري مفارقة للأمان والسعادة إذا أكملتِ في علاقاتكِ السامة هذه.
يا ابنتي إنكِ طوال حياتكِ عهدتكِ قوية الشخصية لا تخافين في الحق لومة لائم، أما الآن فلا أراكِ إلا مهزوزة فاقدة للثقة في نفسكِ، يحزنني أن أراكِ في ليالِ كثيرة والدموع لا تفارق عينيكِ، إنني أمكِ التي تحبكِ أكثر من نفسها ولن أدعكِ تخسرين نفسكِ ما بقي من حياتكِ سأرمم كل جراحكِ وستتعافين وتعودين أفضل من سابق عهدكِ، أعدكِ بذلك.
واقرأ أيضا مزيد من قصص وعبر من خلال: 3 قصص وعبر في ذكر الله