قصص وعبر وحكم ومواعظ قصة العروس العمياء والصماء والبكماء
قصة اليوم قصة رائعة ومعبرة فيها معني وعظة جميلة ومفيدة يسعدنا ان ننقلها لكم اليوم في هذه المقالة عبر موقعنا قصص واقعية ونتمني لكم قراءة ممتعة ومفيدة، قصة العروس العمياء والصماء والبكماء من اجمل قصص وعبر وحكم ومواعظ مفيدة ومعبرة جداً لجميع الاعمار ، ولمحبي قراءة المزيد من اجمل القصص يمكنكم زيارة قسم : قصص وعبر .
العروس العمياء والصماء والبكماء
يحكى أنه في القرن الأول الهجري كان هناك شاباً خلوقاً طيباً يتقي الله عز وجل في قوله وفعله وقد كان هذا الشاب متفرغاً لطلب العلم ودراسة العلوم، ولكنه كان فقيراً جداً وذات يوم خرج من بيته وهو يشعر بالجوع الشديد، فانتهي به الطريق الي بستان من البساتين، كان البستان جميل ورائع ملئ باطيب الثمار واشجار التفاح الشهية واللذيذة، وقد كان احد اغصان شجر التفاح متدلياً في الطريق، ففكر في نفسه أن يقطف تفاحة حتي يسد بها جوعه وحاجته الي الطعام، وبالفعل قطف التفاحة وجلس يأكلها، وبعد ذلك رجع الي بيته ونفسه تلومه وتعاتبه علي فعله، وهذا هو حال المؤمن الحق .
جلس الشاب يفكر قائلاً : كيف أمكنني ان اكل هذه التفاحة وهي ليست من حقي، فهي مال شخص آخر ولم استاذن منه ولم استسمحه في تناولها، اسرع الشاب الي البستان واخذ يبحث عن صاحبه حتي عثر عليه، فاقترب منه قائلاً : لقد كنت اشعر بالجوع الشديد وبلغ مني الجوع مبلغاً عظيماً وقد اكلت تفاحة من بستانك دون ان استاذنك، فأرجوك سامحني، فقال له صاحب البستان : والله لا أسامحك !! . . بل أنا خصيمك يوم القيامة
عند الله .
اخذ الشاب المسكين يبكي ويتوسل الي صاحب البستان ويطلب منه ان يسامحه ولكن دون جدوي، وذهب الرجل وتركه وهو علي هذه الحال، فأخذ الشاب يتبعه في كل مكان يذهب اليه حتي وصل الرجل الي منزله واغلق الباب في وجه الشاب، فانتظر عند الباب حتي خرج الرجل والشاب لا يزال وافقاً ودموعه منهمرة من عينيه دون توقف حتي بللت لحيته، قال الشاب : ارجوك إنني مستعد لعمل اي شئ حتي تسامحني، يمكنني ان اعمل فلاحاً في هذا البستان دون اجر لباقي حياتي، او افعل اي شئ تريده مني بشرط ان تسامحني، في هذه اللحظة اطرق صاحب البستان مفكراً ثم قال : انني مستعد ان اسامحك ولكن بشرط واحد، تهللت اسارير الشاب وهو يهتف ملهوفاً : انا موافق علي اي شرط، فقال البستاني : اريدك ان تتزوج من ابنتي !!
اصاب الشاب الذهول من طلب البستاني، وقبل أن يفيق الشاب من دهشته اكمل الرجل حديثه قائلاً : ولكنني اريدك ان تعلم ان ابنتي عمياء صماء وبكماء، كما انها مقعدة لا تستطيع المشي، ولم يقبل بزواجها احد، فإن وافقت علي الزواج منها سوف اسامحك، ازدادت صدمة الشاب ودهشته وبدأ يفكر كيف يمكنه ان يعيش بهذا الشكل خاصة أنه في مقتبل العمر، فكر الشاب قائلاً في نفسه : اصبر عليها في الدنيا ولكن أنجو من ورطة التفاحة !! ثم اخبر البستاني انه موافق علي طلبه قائلاً : لقد قبلت ابنتك ، وأسال الله أن يجازيني على نيتي ، وأن يعوضني خيراً مما أصابني .
وهكذا اتفق البستاني مع الشاب علي ان يحضر الي منزله في يوم الخميس للتحضير لوليمة الزواج، وفي اليوم الموعود ذهب الشاب متثاقل الخطي حزيناً منكسر الخاطر، وعندما وصل الي البيت طرق الباب وادخله البستاني وبعد ان تمت مراسم الزواج وكتب الكتاب قال الرجل : تفضل يا بني، يمكنك الآن الدخول علي زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في الخير ثم اخذ بيده واوصله الي الغرفة التي تجلس فيها ابنته .
دخل الشاب الي الغرفة ويا لدهشته، لقد رأي فيها اجمل بنت رأها في حياته، كانت فتاة بيضاء مثل القمر وقد انسدل شعرها كالحرير علي كتفيها، فقامت وسارت اليه وسلمت عليه، كانت جميلة القوام رائعة في كل شئ، لم يصدق الشاب ما رأي، واخبر الفتاة في دهشة ان والدها يقول عنها انها عمياء وصماء وبكماء ولا تتحرك، فقالت الفتاة بابتسامة عذبة : إنني عمياء من النظر إلى الحرام . . و بكماء من الحديث في المنكر , وصماء من الاستماع إلى الحرام , ولا تخطو رجلاي خطوة إلى الحرام , وإنني وحيدة أبي ومنذ سنوات طويلة وابي يبحث لي عن الزوج الصالح التقي، وعندما اتيته تبكي من اجل تفاحة ايقن ابي انك تخشي الله عز وجل وانك ستعاملني بما يرضي الله، فهنيئا لي بك زوجاً , وهنيئاً لأبي بنسبك .
وبعد مرور عام رزق الله عز وجل الزوجين بغلام كان من القلائل الذين مروا علي هذه الامة العظيمة، اتعلمون من هو هذا الغلام ؟ انه الامام ابو حنيفة صاحب المذهب الفقهي الشهير .