قصص الانبياء ذا النون تعرف علي قصته مع قومه كاملة
بعث الله عز وجل الرسل والانبياء الي الناس منذرين ومبشرين، وقد وردت قصص الانبياء عليهم السلام في القرآن الكريم لما فيها من الحكم والمواعظ المهمة والمفيدة، و يسعدنا ان نقص عليكم اليوم في هذا الموضوع عبر موقعنا قصص واقعية قصص الانبياء ذا النون عليه السلام وهو سيدنا يونس ، تعرف الآن علي قصته كاملة وسبب تسميته بذي النون وللمزيد تابعونا عبر قسم : قصص الأنبياء .
قصة ذي النون
بعث الله سبحانه وتعالي النبي يونس بعد سيدنا سليمان عليهما السلام، وقد ذكر العلماء أن بعثة سيدنا يونس عليه السلام كانت في القرن الثامن قبل الميلاد، وقد عاش سيدنا يونس في بلاد الشام قبل نزول الرسالة عليه من الله عز وجل، ثم امره الله بالتوجه الي بلاد العراق وتحديداً مدينة نينوي، حيث عاش في هذه المدينة الف او يزيد من البشر الذي كانوا من عبدة الاصنام من دون الله عز وجل .
عندما وصل سيدنا يونس عليه السلام الي نينوي بدأ في دعوة قومه الي عبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة الاصنام، إلا ان قومه لم يستجيبوا لدعوته وتكبروا وعاندوا واصبروا علي باطلهم، وقد حذرهم سيدنا يونس عليه السلام كثيراً من عقاب الله عز وجل وعذابه ولكنهم لم يتعظوا وازدادوا في ظلمهم وعنادهم، وبعد أن يأس سيدنا يونس عليه السلام من هدايتهم وعدهم بيوم العذاب ثمّ ارتحل عنهم دون ان يتلق امراً من الله عز وجل بذلك ،
ذهب سيدنا يونس وترك قومه غاضباً واتجه الي ساحل البحر، وهناك وجد سفينة تهم بالانطلاق فركب فيها وقد توسم فيه اهلها خيراً فوافقوا علي صعوده معهم علي السفينة، وبعد انطلاق السفينة جاءتها الامواج من كل جانب واخذت تعصف بها يميناً ويساراً فتوافق القوم على أن يستهموا على واحدٍ منهم حتّى يرموه في البحر، فاستهموا فوقع السّهم على يونس عليه السّلام، فألقاه اهل السفينة في البحر، فجاء حوت والتقم سيدنا يونس عليه السلام .
وقد شاء الله سبحانه وتعالي ان يظل سيدنا يونس عليه السلام حياً داخل بطن الحوت يسبح الله عز وجل وجميع المخلوقات البحرية معه فعرف الحوت أنه يحمل نبياً وامره الله عز وجل ان يقذف سيدنا يونس علي البر، وقد كان سقيمًا فأنبت الله له شجرةً من يقطين فأكل منها واستظلّ بظلّها حتي عاد سليماً معافياً ورجع الي قومه فوجدهم قد آمنوا بالله عز وجل وكشف الله عنهم العذاب .
معني ذي النون
اسمى الله عز وجل علي سيدنا يونس عليه السلام (ذا النون) في سورة الأنبياء الآية (87)، و(نون): اسم من أسماء الحوت، فيكون المعنى: «صاحب الحوت»، وقد أطلق عليه هذا اللقب لأنّ الحوت التقمه فلبث في بطنه ما شاء الله تعالى، ثمّ لفظه.
الدروس والعبر المستفادة من القصة
- التوبة وتسبيح الله عز وجل هما السر في نجاة سيدنا يونس عليه السلام وكشف الغمة عنه، قال تعالي في كتابه العزيز : ﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [الصافات: 143، 144] .
- الله سبحانه وتعالي يستجيب دعاء المؤمن، فإن سيدنا يونس عليه السلام عندما دعا ربه ولجئ إليه عز وجل كشف الله عز وجل عنه الغمه واستجاب لدعائه، قال تعالي : ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 88]، وقال – تعالى -: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62].
- الله قادر علي كل شئ، والدليل علي ذلك قوله تعالي : ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82] فقد شاء الله عز وجل ان يبقي سيدنا يونس عليه السلام حياً في بطن الحوت وامر الحوت ألاَّ يأكل له لحمًا، ولا يهشم له عظمًا .
- الايمان والتقوي والرجوع الي الله سبحانه وتعالي هو مخرجٌ من الفتن وسبب للنجاة من البلاء والمحن .