قصة قصيرة عن الحب الحقيقي بعنوان حب من أجل الانتقام!
بعض الآلام يا سادة لا نجد لها ترجمة وإن أفنينا كامل جهدنا في ذلك، وبعض الآلام لا يمكننا التعبير عنها.
أحيانا كثيرة يصيبنا ألم بقلوبنا ولا يمكننا معرفة أسبابه حتى وإن جلسنا مائة عام نتفانى في ذلك لما اكتشفناه أيضا.
لو جلسنا يا سادة ألف عام وليس مائة فحسب لنتمكن من التعبير ووصف شدة الألم الذي نشعر به لعجزنا عن ذلك أيضا.
ولكن ما يجب علينا علمه وإتقانه أن كل كلمة خرجت من أفواه من نحب وجرحتنا، كان خلفها ألف خنجر من وراء ظهورهم طعنهم، وألف سبب لآلام أصابتهم بالخفاء.
لذلك إياك والحكم على من تحب قبل أن تحيط بكل ما مر به!
نترككم الآن مع هذه القصة الرائعة، قصة رومانسية لاقصي درجة، تحمل معاني رائعة واحداث جميلة جداً ومثيرة، وتحمل لكم ايضاً اعزائي القراء عبرة وعظة مهمة لكل عاشق يقع في الحب، فالاخطاء في الحب لا تغتفر، والطريق الذي يسيره العاشق في الحب لا رجوع منه، اتمني لكم قراءة ممتعة واتمني ان تتركوا لي تعليقاتكم علي القصة ورأيكم فيها .
قصـــــــــــة حب من أجل الانتقام!
العروس بيوم زفافها مرتدية ثوب الزفاف باللون الأبيض، وقد تجمل وجهها بحمرة الخجل، كانت تحمل في قلبها سعادة لا توصف، تسير بين جموع المدعوين نخطف كل الأنظار لشدة جمالها وبريقها…
العروس في نفسها وعينيها مثبتة على حبيبها بينما كانت تسير خطوة خطوة بمنتهى الخفة والرشاقة: “وأخيراً بعد كل هذه المعاناة، أخيرا يمكنني أن أكون عروساً لك”.
أما العريس فقد كانت هنالك أفكار أخرى تجول في نفسه…
العريس الشاب وعينيه تنظر لعروسه الجميلة: “في هذه اللحظة إلى أي مدى يتألم قلبي ويعتصر، لا يمكنكِ أن تعلمين!، إنني محبط للغاية فيكِ”.
وما إن اقتربت منه عروسه الجميلة حتى أمسك بالمايك وسط تصفيق حار من الجميع…
الشاب: “في الواقع أريد أن أغتنم هذه الفرصة بحضور وتواجد الجميع من الأهل والأصدقاء، وكل المعارف الذي يهمهم أمري وأمر عائلتي، أود الاعلان عن أمر هام للغاية..
إن مديرة قسم الذهب بشركتنا الخاصة، والمصممة النهائية لجميع موديلاته قد قامتا ببيع أسهمهما بالشركة، مما عرض الشركة ونظامها بأكمله لخسائر فادحة، لذلك فإنني أطالب المجلس الأعلى للشركة بفصلهما في الحال”.
لقد كانت مديرة قسم الذهب عمة العروس، والمصممة النهائية للموديلات هي العروس نفسها.
نهضن العمة من مقعدها قائلة في عصبية: “أتعتقد أنه الوقت المناسب والمكان المنسب لقول وفعل ما فعلته؟!، لماذا تتحدث بمثل هذه الأشياء والهراء في هذه المناسبة الهامة؟!”
الشاب: “أهذا كلام فراغ وهراء بلا معنى؟!
إن كان كلامي فراغاً بلا معنى، فلا تستطيعين أيتها المديرة أن تنكري أنكِ عمة العروس، وأنكما الاثنتان قد تواطأتما سرا على حساب المصالح التجارية للشركة.
هل تريدين أن أدعو الشاهد هنا ليخبر الجميع أمامكٍ بالحقيقة؟!
هل ترغبين حقا في أن أقدم الدليل؟!”
العمة: “إنني مجرد زوجة لأحد مؤسسي الشركة، ولكني كرست نفسي وكل حياتي لأجل النهوض بها وجعلها من أهم الشركان الرائدة في مجالها، وبشكل غير متوقع كان الأمر عديم القيمة بالنسبة لي إلى حد كبير، واتضح أن عائلتك بكل عراقتها وأصولها لا تعتبرني كأحد أفرادها”.
نظرت لابنة أخيها (العروس): “هل رأيتكِ هذا؟!، إنه رجل هذه العائلة التي لا تعترف بأحد نظرا لمدى غرور أفرادها، هل ما زلتِ ترغبين في الزواج به؟!”
اكتفت الفتاة بالنظر لعمتها وعينيها مليئة بالدموع، ولم تتفوه بحرف واحد ولم تعتمد حتى على إشارة واحدة مهما كانت بسيطة بجسدها.
صرخت عمتها في وجهها: “هل ستتجرئين على الزواج به؟!”
لم تأخذ جوابا من ابنة أخيها وذهبت غاضبة من حفل الزفاف بأكمله وسط أنظار الجميع.
شعر الشاب بالانتصار برحيل العمة، وتقدم بعدة خطوات تجاه عروسه، والتي كانت الدموع تعبأ عينيها…
العروس: “لماذا تفعل هذا بي؟!”.
الشاب: “أنت من بدأتِ في ذلك، بدأتِ في ذلك عندما بذلتِ أنتِ وعمتكِ كامل جهدكما لإخفاء العلاقة الحقيقية بينكما من وراء ظهري، وإخفاء كل ما فعلتماه بعيدا عني، أليست هذه أسباب كافية لتوضيح ما أفعله بكِ؟!”
الفتاة: “لقد كنت تقول دائما أنني لا أعلم ما يدور بذهنكِ، وأنني لا أعلم ما يدور بذهنكَ أنت؛ وأخيرا اتضح أنني من لم أكن أستطيع أن أقرأ حقيقتك، وأخيرا تمكنت من معرفة رأيك بي”.
الشاب: “أتوسل إليكِ ألا تلعبي دور البريئة، وتتظاهري بأنكِ تحبينني كثيرا وتهتمين لأمري، لا أريد أن أذكركِ إلا بأن المسرحية قد انتهت”، واقترب منها كثيرا وضمها إليه وهمس في أذنها قائلا: “يا زوجتي السابقة”.
سالت الدمعة من عينيها، وما كان منها إلا أن أمسكت بكأس العصير وألقت به في وجهه، فاغتاظ من شدة غضبه، أما عن ردة فعله فقد أمسك بقوة بيدها وقام بجذبها خلفه ولم يبالي بكل الموجودين، كانت الفتاة بالكاد تتمكن من الركض على خطاه وكان ثوبها ثقيلا بما يكفي ليمنعها من مسايرته، والأصعب من ذلك كله أنها لم تكن لتتوقف عن سكب الدموع لكسرة نفسها وقلبها بأهم يوم بكل أيام حياتها.
أما عن المدعوين فقد انقسموا لفريقين، فمنهم من كان حزينا عما يفعله الشاب بالفتاة الجميلة الرقيقة، ومنهم من أيد ما فعله بها وبصفة خاصة ابنة عمه والتي كانت تتوق لليوم الذي يصير فيه زوجا لها وملكا لها وللأبد.
وعندما وصل بها لمكان بعيد عن كل الناس، أخيرا قبل أن يترك يدها على الرغم من كل صرخاتها…
الفتاة والدموع في عينيها: ” لا أريد منك شيء إلا أن أعلم لماذا تهينني بهذه الطريقة بحفل زفافي”.
الشاب بنبرة صاخبة وغضب عارم: “أهينكِ؟!، لقد كنتِ أنتِ من أهان عائلتي وأهانني أولا”.
تغيرت نبرة صوته، فبات صوته خافتة للغاية: “هل تشعرين بالحرج؟!، أتعلمين حتى أنا أشعر بالشفقة عليكِ، لذلك جئت بكِ هنا بعيدا عن أعين الجميع للحفاظ على ما تبقى من كرامتكِ”.
الفتاة بعصبية: “ماذا تقصد؟!”
الشاب: “لن تنطوي علي حيلة دور الحمقاء التي تلعبينها علي، ولكن حسناً سأخبرك بكل شيء…
إن عمتكِ المصونة قامت بالتواطؤ مع مدير الشركة المنافسة، بعدما استحوذت على حصة 49 بالمائة الخاصة بكِ، وال 2 بالمائة الخاصة بها، وبهذه الطريقة فقدت عائلتي حق السلطة والتحكم بالشركة”.
الفتاة وقد بدت عليها مظاهر الاندهاش والصدمة: “أتقصد (ولم تكمل جملتها)، ولكن هذا مستحيل، لقد أخبرتني عمتي بأنها لا تريد إلا أن تقترض حقوق الملكية ليعلو شأنها بالشركة وتصبح ذات كلمة مسموعة، وبذلك ستتمكن من سداد ديون العقارات التي تقيدها، فكيف لها أن تخون العائلة؟!”
كانت الفتاة تقف مذهولة مما فعلته بها عمتها، هزت برأسها وقالت في نفسها: “لابد أنها كذبت علي في كل ما أخبرتني به”.
اقتربت من حبيبها والمفترض أنه زوجها، أمسكت بذراعه، وقالت: “دعني أوضح لك الأمر، لقد وصلت إليك الحقيقة ولكن بشكل خاطئ ومتعمد، إنني لم أفعل شيئا مما قيل لك، لقد انخدعت مثلما حدث معك”.
لقد أبعد عنه يديها بطريقة خلفت كسرة قلبها بداخلها، كما أنه تجاوز وأفرط في القوة التي استخدمها في إبعادها عنه على الرغم من مدى تشبثها به..
الشاب: “أخبريني كيف لي أن أصدقكِ وأثق بكِ بعد كل ما انكشف أمامي، وبعد كل ما سردته لكِ؟!
أشار لقلبه قائلا: “وما لا يمكنني حقا تجاوزه هو إخفائك عني علاقتكِ بعمتك، لقد حطمتي قلبي فعليا بفعلتكِ هذه”.
الفتاة وقد اختنق صوتها: “إخفائي عنك حقيقة العلاقة التي تربطني بزوجة عمك (عمتها) هذا خطأي، وأعلم هذا جيدا، ولكن أخبرني كيف كنت لأخبرك عن شيء مثل هذا، وأنا أرى بكل لحظة أمام عيني مدى الخلاف الدائم والصراعات المتقدة بينكما؟!
أخبرني كيف كان ليمكنني أن أصارحك بالحقيقة؟!
ولكني أقسم أنني لم أخنك ولم أخن عائلتك”
الشاب: “لا تختلقين الأعذار لنفسكِ، ولا تلعبين دور المحبة البريئة أمامي، من خان ثقة هذه العائلة هي أنتِ، ومن حطم حبنا أيضا كان أنتِ”.
احمرت عيني الشاب وظهرت الدموع بهما: “ولكنكِ ما زلتِ على حق، لقد قررت أن أثق بكِ حتى لو تم تقديم كافة الأدلة التي تدينكِ أمام لثبتت على موقفي بالوثوق بكِ وتصديقكِ وتكذيب كل من حولي حتى أقرب أقاربي، فماذا فعلتِ أنتِ؟!
لقد منحتكِ المزيد من الفرص وظللت على أمل أن تصدقي معي، ولكنكِ لم تفعلي، لقد خذلتني في كل مرة.
وعلى الرغم من كل ذلك إلا أنني ما زلت أريد أن أشكركِ فبدونكِ لما تمكنت من التغلب على عمتكِ والفوز عليها بلعبتها الخاصة”.
الفتاة: “بوني لما تمكنت من التغلب عليها بلعبتها الخاصة؟!، إذاً لقد شككت بي منذ فترة طويلة؟!
لقد كنت تعلم كل شيء ومع ذلك تظاهرت بأنك لا تعرف شيء، وتحكمت بنفسك ومنعتها من الكلام ولا حتى سؤالي عن صحة ما علمت، وقررت الوقت المحدد بعينه حفل زفافنا لتكسر قلبي وتحطمه وتحولني لفتات.
ألا يستحق حبي لك ثقتك؟!”
الشاب وقد انفعل: “أنتِ لا تستحقين ذكر كلمة حب على شفتيكِ، فأنتِ غير مؤهلة لحبي؛ لقد اخترتِ قسم الذهب بالتحديد لدعم عمتكِ بالعمل، مما يعني أن عمتكِ بالنسبة إليكِ في المقام الأول، لقد قدمتِ كل الأعذار لتخدعيني وقد وثقت بكِ على الدوام، أذكر ذات مرة أنني خرجت للتحقيق في أمر تواطؤ تم بين عمتكِ وأحد العملاء ولكنكِ منعتني من ذلك.
لقد لعبتي على وتر مشاعري لتجعليني أحبكِ وأثق بكِ، لقد خدعتني لفترة طويلة مراراً وتكراراً.
لقد جعلتني أنتِ مجرد أداة لمساعدة عمتكِ على الغش في الشركة لمصالحها الشخصية وعلى حساب كل من بالشركة”.
الفتاة وقد جففت دموعها: “إنه لأمر لا يصدق أن يكون هذا تفكيرك واعتقادك بي، لماذا لم تسألني يوما عن توضيح مني عما استنتجته، ألا يمكن أن يكون ولو بشيء ضعيف أنني مظلومة في الأمر؟!”
ابتسم الشاب باستهزاء: “أسألكِ مقدما؟!، إذا سألتكِ مقدما حينها سيمكنكِ أن تكذبي علي كذبة مثالية وسأصدقكِ وأقتنع حينها، أليس كذلك؟!
وإن سألتكِ فحينها لن تصدقي بأنني أثق بكِ، ولن يكون بيننا أسرار بعد ذلك”.
وكانت صدمة الفتاة كالصاعقة: “هذا كله خطأي، وأستحق ما يحدث لي، فكلكم أذكياء إلا أنا الحمقاء الوحيدة بينكم”.
الشاب وقد أمسك بخاتمي الزفاف: “لقد قلتِ أن حبنا مثل شجرة الحياة، تنعم بالحيوية والنمو المستمر؛ هل يمكنكِ الآن أن تخبريني ماذا يمثل حبنا؟!، أو بالأحرى كرهنا؟!
إنني لا أرى بيننا سوى النفاق والثقة المصطنعة، لا أستطيع أن أفهمكِ حقاً، لقد عجزت على معرفة من أنتِ حتى”.
كانت الفتاة هي من صممت بنفسها خاتمي الزفاف…
الشاب: “إن تصميمكِ مثلكِ تماماً، فبمجرد النظر إليهما أشعر مثلما أشعر تجاهكِ بالتزييف والمرض”
ألقى الشاب بالخاتمين بالمياه، وانصرف بعيدا عن الفتاة نهائيا وللأبد.
لقد أحبها بصدق ومن ثم هيأ له البعض بأنها خانته دعما لعمتها، فتحول حبه لها كرها ظاهريا ولكنه بأعماق قلبه لا يزال يحبها، أما الفتاة فكانت تخشى مواجهة الماضي وما به من ذكريات جميلة للرجل الوحيد لذي أحبته طوال حياتها، لقد كانت لاتزال تحبه على الرغم من كل البعد الذي بات واضحا بينهما، واستحالة عودتهما لبعضهما البعض من جديد، فأيقنت أنه توجب عليها إخفاء مشاعرها الحقيقية تجاهه.
بات كلاهما يتألم بصمت من شدة الألم الذي بداخله.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
5 قصص حب رومانسية حزينة نهايتها الفراق تستحق البكاء
قصص حب قصيرة واتباد رومانسية مصرية صعيدية بعنوان “حبيبتي جوهرة نادرة”!
قصص حب شعبية عراقية بعنوان حب بعد زواج إجباري الجزء الأول
قصص حب شعبية عراقية بعنوان حب بعد زواج إجباري الجزء الثاني
قصص حب شعبية عراقية بعنوان حب بعد زواج إجباري الجزء الثالث
قصص حب شعبية عراقية بعنوان حب بعد زواج إجباري الجزء الرابع والأخير
الحب شعور رائع وجميل جداً، قد يكون هو أجمل شعور في العالم ، إلا ان كل من يقرر أن يقع في الحب ويترك نفسه لشباكه يدرك جيداً ان عذاب الحب وفراق الحبيب قد يكلفه حياته وعمره، علي الرغم من جمال الحب وروعته إلا ان عذابه ايضاً لا يمكن احتماله، آلام الشوق والبعد عن الحبيب لا تحتمل، آلام الندم وسهر الليالي بعد الخذلان والتخلي، أي لحظة حب يعيشها الحبيب قد يدفع ثمنها غالياً من عمره بعد ذلك، فألم الحب يمزق الجسد وعذابه يدمر القلب وجرح القلب لا يعالج مهما مرت الشهور والسنوات، جرح الحب قد يستمر معك الي نهاية حياتك، تتناسي ولكنك لا تنسي، تشغل عقلك وفكرك وروحك عن التذكر بكل شئ من حولك إلا ان اقل ذكري قد تعيدك الي نفس المكان من جديد، ما أجمل الحب، وما أصعب الفراق والندم !