قصص قصيرة وعبر كبيرة ومفيدة احلي القصص الواقعية
نحكي لكم اليوم قصص رائعة ومفيدة تحمي معاني قيمة وعظيمة باسلوب شيق ومبتكر وجميل استمتعوا معنا الآن بقراءة اجمل قصص قصيرة وعبر كبيرة في هذا الموضوع عبر موقعنا قصص واقعية ،القصة الاولي بعنوان : كأس العالم ، والقصة الثانية بعنوان : اهم استثمار، انصحكم بقراءة هذه القصص باهتمام ولا تنسوا أن تخبرونا رأيكم بها بعد الانتهاء من قراءتها وللمزيد تابعونا عبر قسم : قصص وعبر .
كأس العالم
أيسلندا بلد صغير جدا، حيث أن مساحتها اقل من نصف مساحة سيناء الحبيبة، وهي عبارة عن جزيرة في المحيط الاطلنطي وتعداد سكانها 340 الف نسمة فقط، يعني اقل من تعداد حي من احياء القاهرة، وعلي الرغم من كل هذا فإن ترتيبها يقع في 14 فى الدول الأكثر تقدما والمرتبة الرابعة عالميا فى مستوى إنتاجية الفرد، وهذا الامر يعود الي جودة التعليم والاهتمام به بشدة في ايسلندا بالاضافة الي جودة الصحة والحرية والثقافة والاستقرار والعدالة، هذه العناصر اصبحت تشكل قوة للدولة وساعدت علي اطلاق طاقات الشعب وابراز مواهبه وانتاجيته وتعزيز انتماءه لبلاده .
تمكنت اسيلندا في دخول مسابقة كأس العالم والمنافسة فيه بقوة وشراسة، والعجيب في الامر انها تنافس في هذه المسابقة العالمية بدون أن تمتلك اي لاعبين عالميين أو محترفين في فريقها، حيث أن لاعبي الفريق الايسلندي منهم خمسة أطباء ومخرج سينمائي وعازف موسيقي ومحامى وسمسار عقارات، وكأنهم بهذا التحدي ارادوا ان يبعثوا رسالة الي شعوب العالم وخاصة الدول الفقيرة أن كرة القدم ما هي الا مجرد لعبة، وكأس العالم لكرة القدم مجرد مسابقة ، لا تستحق كل هذا التفرغ من اجلها وانفاق اموال طائلة للحصول عليها، وصرف مرتبات ومبالغ خرافية لللاعبين والمدربين الذين اصبحوا في صدارة المجتمع وقدوة للشباب والاطفال الذين اقتنعوا تماماً ان هذه اللعبة اجدي وافضل من الاجتهاد والعمل والجد .
ما اريد قوله من هذه القصة ان الوصول الي مسابقة كأس العالم لا يحتاج كل هذا الاهتمام والفخر، والخروج منها ايضاً لا يستحق كل هذا الحزن، ما يستحق الفخر والاهتمام حقاً هو مستوي التعليم والصحة والثقافة والعدل في الدولة، ودرجة المساواة وتكافؤ الفرص ووزن الدولة بين الأمم .
قصة اهم استثمار
طلبت احدي المعلمات من تلاميذ فصلها أن يقوم كل منهم بكتابة موضوع عنوانه «لو لم تكن إنسانا، فماذا تتمنى أن تكون؟» وعلي الفور لمحت المعلمة نظرات الحماس واللهفة في اعين الطلاب جميعاً، ولكن هناك نظرة واحدة لفتت انتباهها، وهي نظرة طالب يدعي آدم يجلس في الصف الاول امامها مباشرة، حيث أن نظرته كانت تحمل معاني كثيرة بين الحماس واللمعان مع مسحة من الحزن والالم واضحة، حاولت المعلمة أن تتجاهل هذه النظرة بشكل مؤقت ولكنها قررت أن تقرأ موضوعه باهتمام شديد للتعرف علي سبب هذه اللمحة من الحزن والاسي .
اتفقت المعلمة مع الطلاب علي كتابة الموضوع واحضار الاوراق لها في اليوم التالي لقراءتها، وبالفعل بدأ الجميع في كتابة الموضوعات، وفي اليوم التالي قام الجميع بتسليم الاوراق للمعلمة التي اخذت تقرأها وتناقشهم فيها، هناك من تمني أن يكون اسداً قوياً شجاعاً وهناك من تمني ان يصبح نسراً يستطيع التحليق والطيران في عنان السماء، وهناك من تمني أن يصبح فهداً فهو الاسرع بين الحيوانات، وهناك من تمني لو يصبح شمساً تضئ هذا الكون، وهناك من تمنت لو تصبح فراشة جميلة الوانها رائعة واجنحتها مميزة .
وجاء دور ورقة آدم، قرأتها المعلمة باهتمام شديد ولم توافق علي مناقشتها امام جميع الطلاب حيث خافت أن يسخر منه الطلاب، فطلب من آدم ان يظل معها قليلاً بعد انتهاء الحصة حتي تناقشه في ورقته وموضوعه علي انفراد، حيث كانت امنية هذا الطفل ان يكون هاتفاً محمولاً، سألته المعلمة بدهشة : لماذا تتمني هذه الامنية الغريبة ؟ نظر الطفل الي الارض واجابها : إن ابي وامي يحبان هواتفهما المحمولة بشدة، فهما لا يتركانها ليلاً ولا نهاراً ويهتمان بها اشد اهتمام، ومشغولان بهما طوال اليوم لدرجة أنهما لا يشعران بوجودي وشدة احتياجي لهما، فبمجرد أن يعود والدي من العمل يمسك هاتفه ولا ينزله من يديه الا علي موعد النوم، وكذلك تفعل امي، وكلما حاولت الحديث معهما يطلبون مني الصمت والهدوء، إنى أحسد هذا الهاتف المحمول الذى يحظى بنصيب أكثر منى بكثير من إهتمام أبى وأمى ولذا تمنيت أن أكون هاتفا محمولا .
نزلت دموع المعلمة وهي تستمع الي هذه الكلمات المؤثرة من الطفل، وبمجرد أن ذهبت الي منزلها كتبت رسالة الي جميع اصدقائها علي تويتر وهي تعلم ان جميع اولياء الامور يتابعونها ويرون ما تكتب، كانت الرسالة كالتالي : «أفيقوا يا كل أب وكل أم.. إن أولادكم هم قرة أعينكم، فامنحوهم ما يستحقونه من الاحتواء والاهتمام والرعاية واستمعوا إليهم فهم استثماركم الأعظم».