قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج12
ولازلنا نستكمل قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) بكل أحداثها الشيقة والموجعة للقلوب أيضا، قصة تجسد لنا واقعا مريرا لبعض من حولنا.
قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج12
ذهبت لمحل قريب من منزل والدها ومعها بعضا من ذهبها، وبالفعل قامت ببيع البعض منه وفي نيتها استئجار شقة لتعيش بها، كانت تعلم مسبقا المكان محددا الذي ستستأجر به الشقة، وقد كان في إحدى العمارات القديمة المقابلة للشركة التي يعمل بها زوجها “عمر”، أرادت أن يراها كثيرا ولكن ليس الآن!
تركت “منى” لزوجها الأبناء بالمنزل، كان عليه أن يتحمل المسئولية هو والعروس!
أكملت ما بدأته قبل ذلك من بحث عن عمل، وما بدا لها أن إيجاد عمل أمر صعب للغاية، ولكنها أجبرت نفسها عليه ألا بأس في ذلك طالما أنه ليس بالأمر بالمستحيل؛ وفي إحدى الأيام بعدما عادت لمنزلها الجديد بعد يوم عصيب في البحث عن عمل، كانت في غاية التعب والإرهاق، ولكنها آثرت أن تفتح هاتفها وتبحث عن حساب سارة على تطبيق فيسبوك، كانت توقن في قرارة نفسها أن حسابها به شيء يشفي غليلها، وبالفعل استطاعت الوصول إليه من خلال حساب زوجها “عمر”، فسارة صديقة من ضمن أصدقائه.
دام بحثها بإصرار لساعات، بحثت جيدا حتى وجدت منشورات لها منذ عام كامل، منذ أن شرع زوجها في التغيير عليها، واستمرت في البحث حتى وصلت لمنشورات منذ عامين، وجدت زوجها لا يمرر منشورا إلا وترك تعليقه عليه، فوجدته يعلق لديها كثيرا.. منذ ثلاثة أعوام.. أربعة أعوام.. وحتى أنها منذ خمسة أعوام!
منى في نفسها: “منذ متى بدأت خيانتي يا عمر؟، منذ متى؟!
أخشى أن تكون كنت تعرفها قبل أن تتزوج بي، لولا أنها تصغرني عمرا لقلت أنك تزوجتها قبل أن تتزوجني وأنها الزوجة الأولى وليست أنا!”.
وبينما كانت شاردة في أفكارها التي كادت تؤدي بها للجنون والشتات، إذا بهاتفها يقطع عليها كل ذلك؛ إنه اتصال من إحدى الشركات التي تقدمت بأوراقها إليها، وها هم يقبلون بها كسكرتيرة.
منى: “يا لضربات القدر، الآن يمكنني رؤيتك كل يوم يا عمر، وأهلا من جديد بالحرب الباردة، ولكني هذه المرة لن أقبل أن أكون الخاسرة مهما كلفني الأمر، سأريك ويلات من العذاب الأليم”.
وبنفس اليوم حملت حالها وذهبت لمحل الذهب من جديد لتقوم ببيع كل ما تبقى معها من مشغولاتها الذهبية، لم يبقى لها شيئا لتخاف عليه بعد الآن، ولا لتدخر لأجله، لقد انتهى كل شيء بالنسبة إليها؛ لقد اشترت بالمال جميعه ملابس واكسسوارات ومستحضرات للتجميل، كانت لا تريد إلا شيئا واحدا من وراء كل تلك الأفعال، وهو أن تعلم أي الجمالين يعجب الرجل… أجمال القلوب أم جمال الوجوه؟!
“منى” لم تستطع أن تنام بهذه الليلة على الإطلاق، ولكنها حملت نفسها على النوم، فكان يجب عليها النوم استعدادا لليوم التالي، وقالت في نفسها: “إن شخصا آخر هو أحرى عليه بألا ينام أبدا!”
نامت “منى” جيدا واستيقظت في منتهى النشاط، وفي الصباح الباكر تناولت فطورها بعدما أخذت حماما ساخنا منعشا، وأخرجت ثيابها الجديدة وتجملت بطريقة جعلتها تظن أنها امرأة أخرى لا تعرفها على الإطلاق، وكأنها امرأة لم تعهدها من قبل، ولكنها أجمل!
دخلت “منى” لمقر الشركة، وقام أحد الموظفين باصطحابها إلى مكتبها، وجلس برفقتها ما يقارب الساعة ليجعلها تفهم طبيعة عملها بالشركة، وما إن انتهى حتى طلب منها أن تذهب معه في جولة بداخل القسم التي تعمل به بالشركة، وذلك لتتعرف على رئيسها بالقسم ونائب الرئيس والموظفين أيضا الذين ستتعامل معهم.
ذهبت برفقته “منى” وبداخلها لا توجد إلا أمنية واحدة، ألا وهي أن يكون “عمر” هناك؛ كانت تتمنى ذلك وبشدة، ولكن حظها سيء للغاية فلم تتحقق أمنيتها.
منى: “كان يجب علي ألا أعتمد على حظي ثانية، من المفترض أن أكون علمت حظي جيدا”!
التقت “منى” بالموظفين بالعمل، وبرئيس القسم والذي بدا لها من وجهة نظرها بأنه رجل حاسم للغاية، ولكنه ليس بالسيء على أي من الأحوال، ولكنها قالت في قرارة نفسها: “لم أعد أثق على الإطلاق في ذلك النوع من البشر”، وتقصد بذلك جنس الرجال!
وبينما كانت تجول داخل ذهنها إذا بالباب يطرق، إنه…
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــع
في انتظار تعليق منك عن مدى واقعية الأحداث الجارية، وعن أي مدى نتحدث من قلوب تمر بهذه الأحداث بحياتنا.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) الجزء الثامن
و… قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) الجزء السابع
وأيضا.. قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) الجزء السادس