قصة الصياد الصغير وعواقب الطمع وضرورة التعلم من الأخطاء
قصة الصياد الصغير قصة في غاية الجمال، تعتمد على تعليم صغارنا أجمل الأخلاق والتحلي بها.
بداية من تحمل المسئولية، وبر الوالدين، والصبر على العمل مهما كانت المصاعب به والمشاق، وآخرها بالتخلي عن الطمع مهما كان مغريا، والمثابرة على العمل لتحقيق الاكتفاء.
قصة تعلمنا عواقب الطمع، والخسارة التي من الممكن
أن نقع فيها إن اقتدنا أنفسنا وراء الطمع، وأهم شيء أن بالرضا والقناعة ننال السعادة، فالسعادة لا تأتي ولو بأموال الدنيا بأسرها.
قصــة الصياد الصغير
يحكى أنه في يوم من الأيام كان هناك صياداً يدعى محمود وقد كان صياد ماهراً للغاية، وكان في كل يوم بمجرد أن يصلي صلاة الفجر حاضراً في المسجد يخرج للصيد.
وكان بكل يوم يحمل شبكته على ظهره ، ورمح كبير في يده، حيث أنه كان يصطاد السمك والغزلان و أنواع من الطيور.
وكان الصياد محمود مهتم بأخذ ابنه الوحيد الصغير “علي” للصيد كل يوم معه، وكان ذلك رغبةً في تعليمه الصيد بشتى أنواعه وتعليمه الصبر عليه.
ومرت الكثير من السنوات، وأصبح الصياد محمود عجوزاً لا يستطيع تحمل مشاق الصيد مره أخرى، وفي إحدى الأيام طلب من ابنه علي الصغير أن يذهب للصيد وحده، وكان الصياد محمود حزين القلب على هذا الأمر، فابنه علي الوحيد لا يزال صغيرا علي هذه المسؤولية التي أوكلها له والده الصياد، ولكن ما من مخرج آخر لهذه الأسرة إلا ذلك الأمر.
كان الصياد محمود في كل يوم يصطاد من السمك والطيور ما قسمه الله له، فكان يترك للمنزل ما يكفيهم من طعام، ويقوم ببيع ما تبقى، فيخرج منه صدقة ويشتري بما تبقى من الأموال احتياجات ولوازم المنزل الضرورية والأساسية.
وعلى الرغم من شدة حزن الصياد محمود على عجزه إلا أن ابنه علي كان فرحا وسعيدا للغاية، حيث أنه وأخيرا قد أصبح كبيرا ولو في نظر والديه، وأنه سيكون سببا في راحة والده، وأن والده يراه شخصا كبيرا بات يعتمد عليه.
قال علي: “لا تحزن يا أبي، فهذا أقل ما يجب علي فعله، ولقد علمتني كثيرا لسنوات طويلة من أجل هذا اليوم، بإذن الله تعالى سأنام مبكرا لأستيقظ قبل صلاة الفجر، لأصليه معك وأذهب الصيد”.
وبالفعل استيقظ علي قبل صلاة الفجر، وأيقظ والديه، وحالما ذهب مع والده لتأدية صلاة الفجر، كانت والدته قد أعدت له طعاما يكفيه لبقية اليوم، وبعدما انتهيا من صلاة الفجر عادا للمنزل، فتناولا طعام الإفطار، وحمل علي شبكة الصيد على ظهره وأمسك بالرمح في يده، وتوكل على الله في طلب الرزق والسعي للحصول عليه.
وقبل أن يذهب استوقفه والده، حيث أراد أن يعطيه بعض النصائح، فقال الصياد محمود لابنه علي: ” يا بني تحلى بالصبر وطول البال، وإياك والتعجل في الصيد، وإياك ثم إياك والطمع، وارض بما قسمه الله لك، فبالرضا يأتي الرزق وتنال السعادة البالغة”.
ذهب علي للغابة، وأثناء طريقه بها كان يبحث في كل مكان تقريبا عن الغزلان أو طيور يمكن اصطيادها، ولكنه للأسف لم يجد، وعندما لم يجد شيئا يصطاده علي لم ييأس ولم يقنط، ولكنه قرر الذهاب للبحيرة ليصطاد السمك.
وذهب علي إلى البحيرة، ومكث في المكان الذي كان يجلس فيه والده، هناك وضع الشبكة منتظرا أن يقع السمك فيها، وبالفعل وبعد قليل من الوقت شعر علي أن الشبكة باتت ثقيلة، مما يدل على وجود الاسماك فيها.
فبدأ على برفع الشبكة من الماء شيئا فشيئا، وكلما خرج منها جزء ظهرت فيه الأسماك، كان علي سعيدا بذلك، ولكن سعادته لم تكتمل حيث أنه رأى غزالة كبيرة تقف بين الأشجار منهمكة في أكل العشب، وسرعان ما قرر علي؛ فترك الشبكة في الماء، والتقط بسرعة الرمح، وركض بخفة تجاه الغزالة لكي يصطادها، فالغزالة كبيرة بما يكفي، وكل السمك في الشبكة مهما كثر أقل من الغزالة في حقيقة الأمر.
وما إن اقترب علي من الغزالة حتى ألقى بقوته بالرمح الذي في يده، ولكن الغزالة استطاعت الفرار منه، وانكسر رمح علي، فحزن علي ولكنه لم ييأس، فأسرع للبحيرة ليلتقط الشبكة ويخرج الأسماك التي بها، ولكنه شعر بالصدمة الكبيرة عندما لم يجد الشبكة، إذ أن الأسماك قد جرت الشبكة بمكان بعيد في البحيرة، وفي هذه اللحظة اكتشف علي أنه قد اقترف خطئاً كبيراً.
رجع للمنزل وقلبه مليء بالحزن، لقد خسر الشبكة وعاد لوالديه خاوي اليدين باستثناء الرمح المكسور.
قص علي لوالديه كل ما حدث معه، وسألهما قائلاً: “لست أدري السبب ليحدث معي كل ما حدث؟!”
رد عليه والده قائلا: “إن الطمع يا علي هو السبب في كل ما حدث، ولو أنك قد ارتضيت بما كان في يدك، كنت قد عدت بالسمك وربما بالغزالة أيضا، إن الطمع يا بني لا يأتي إلا بالخسارة الفادحة لصاحبه”.
فقال علي: “معك حق يا أبي لقد تعلمت درساً قاسياً لن أنساه طوال عمري، لن أطمع مرة ثانية، وسأرضى بكل ما قسمه الله لي”.
ومن حينها كان علي في كل يوم يذهب للصيد باكرا، ويعود في نهاية اليوم ومعه من الخير الكثير، فقد تعلم الصبر وعدم الطمع.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ وأمتع أبنائك الصغار بأجمل وأروع مجموعة قصص على الإطلاق:
قصص أطفال إنجليزي مترجمة The little ones and the hardships of life لتعزيز اللغة الثانية.
وأيضا… 6 قصص أطفال قصيرة وذات عبرة كبيرة يستشفها الطفل بنفسه
ولا تنسى نصيبك من فوائد هذه القصص يا صغيرنا العزيز: قصص أطفال مكتوبة هادفة تربوية للأطفال بطابع جديد ومختلف
وقبل النوم يسعدنا أن نقدم لكم: قصص أطفال قبل النوم مكتوبة بالعامية المصرية قمة في الروعة