قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج16
ولازلنا نستكمل قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) بكل أحداثها الشيقة والموجعة للقلوب أيضا، قصة تجسد لنا واقعا مريرا لبعض من حولنا.
قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج16
وإذا فجأة بسيارة مسرعة تظهر أمامها في طريقها، تصفها منى بأنها عمياء كقلب عمر، مجنونة هوجاء كزوجته سارة، وقاسية القلب كالحياة!
صدمتها السيارة فسقطت على الأرض قاطعة الأنفاس…
أحد المارة: “لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أيعرفها أحد هنا؟!”رد آخر: “إنني قد سجلت رقم السيارة التي صدمتها”!
وصرخت إحداهن قائلة: “أحد يطلب سيارة الإسعاف، يبدو أنها فارقت الحياة”!
مجهول: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..”
عمر: “وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أليس هذا برقم منى؟!”
المجهول: “إنه ليس برقمي، ولو أن مالكة هذا الرقم تدعى منى، فإنها قد تعرضت لحادث، وهي الآن في المستشفى”.
عمر بذعر شديد: “ماذا؟!”
وعلى الفور حمل نفسه “عمر” وبأقصى ما لديه من سرعة، واتجه للمستشفى التي بها “منى” بعدما أخذ كافة التفاصيل من الشخص المتصل…
عمر: “يا دكتور هلا تفضلت وأعلمتني بحالتها الآن؟!”
الطبيب: “في البداية من أنت بالنسبة لها؟”
عمر: “إنني زوجها يا دكتور”.
الطبيب: “حسنا، حالتها غير مستقرة على الإطلاق، علاوة على أننا فقدنا الجنين”!
عمر بتعجب وحزن دفين: “الجنين؟!، هي منى كانت حامل؟!”
الطبيب: “ألم تقل بأنك زوجها؟!، كيف إذا لا تعلم أنها كانت حامل؟!”
عمر وقد خارت قواه: “لم أكن أدري بحملها”.
تركه الطبيب، ولكن الأفكار التي كانت تراوده لم تتركه وشأنه…
عمر بينه وبين نفسه: “كيف استطاعت أن تخفي على منى خبر حملها؟!، أكان من المفترض أن يموت الجنين وأن تصبح هي بين الحياة والموت حتى أعرف أنها كانت تحمل ابننا؟!”
ردف يقول بينه وبين نفسه: “كل ما يهمني الآن منى نفسها، أعلم جيدا أنني أخطأت كثيرا في حقها، ولكنني لم أفعل شيئا حرمه الله، بل اتبعت شرع الله سبحانه وتعالى، ولا يستطيع مخلوق على وجه الأرض أن يقول أنني أخطأت في شيء”.
وفي هذه اللحظة تذكر الفلاشة التي أعطته إياها “منى” قبل الحادث، فقال في نفسه: “تُرى ماذا يوجد بها؟!، سأعرف الآن من المؤكد أنه شيء في غاية الأهمية ويخص منى وسارة”!
والشيء الذي علمه من الفلاشة جعله يستشيط غضبا، ويترك المستشفى في الحال ويعود لمنزله على الفور….
عمر: “سارة أخبريني لماذا فعلتِ ما فعلته ؟ّ!”
سارة بتعجب: “ماذا فعلت؟!”
عمر: “يجب عليكِ أن تأخذي في عين الاعتبار أن منى قد سجلت كل الذي دار بينكما”.
سارة: “يا عمر ما فعلته قد فعلته لأنني أحبك، أنت تعلم أنني أحبك”.
عمر: “لكني أحب منى!، وقد أخبرتكِ مسبقا ومن أول لحظة، لو فكرتِ بينكِ وبين نفسكِ في أذيتها سيكون آخر يومٍ بيني وبينك”.
سارة ببكاء: “ولكني لم أؤذها يا عمر ولا أي شيء، أساسا هي لم تسجل كل ما دار بيننا، عمر… إنها كانت تهددني أن أترك البيت وأطلب الطلاق منك”!
عمر بعصبية: “على فكرة أنتِ تكذبين يا سارة، منى زوجتي يستحيل أن تفعل هذا الشيء”.
سارة بكل ثقة: “حسنا آتني بها ونتواجه سويا”.
عمر بحزن: “منى في المستشفى في حالة غير مستقرة”.
سارة: “ماذا بها؟!، ماذا حدث لها؟!”
عمر: “تعرضت لحادث… أنا سآخذ الأولاد ونذهب إليها”.
سارة: “آتي معكم؟!”
عمر بغضب: “لا”!
منى بينها وبين نفسه تتذكر الساعات الأليمة: “يجب علي تذكر هذه الساعات الأليمة الطويلة، لم أستعد وعيي إلا في غرفة العناية المشددة، وما إن فتحت عيني حتى وقعت على عمر والأولاد وهم يقفون خلف شباك زجاجي، كانوا ينظرون إلي بلهفة وبعيون تملأها الدموع ويغشاها الرجاء؛ تُرى هل كان كل هذا كابوس؟!
ربما.. ليته كان كذلك، إنه عمر وهم أولادي بصحبته، ولكنه لو كان كابوسا حقا فلم أنا في المستشفى الآن؟!؛ وإذا بوجه امرأة يظهر من خلفهم تنظر إلي بكراهية وحقد، إنني أعرف هذا الوجه جيدا، إنها سارة!
وعلى الرغم من كوني تحت تأثير مخدر عدد من العمليات الجراحية، إلا إنني لا يمكنني أن أنسى ذلك الوجه أبدا!
لقد أصبت بكسور متعددة، وكدمات على سائر جسدي، ونزيف حاد اضطر الأطباء لإعطائي العديد من أكياس الدم؛ الغبي الذي صدمني بسيارته ألم يكن قادرا على قتلي بدلا من كل هذه الآلام التي تسبب لي بها؟!
وتوافد على “منى” في المستشفى لزيارتها والاطمئنان عليها تقريبا كل موظفي الشركة، ولكن كانت لزيارة رئيس الشركة نفسه الكثير من علامات الاستفهام التي وضعها حوله “عمر”، لقد أتى لزيارة “منى” ثاني أيام الحادث، ولكنه لم يتركها يوما منذ ذلك اليوم، فكان يأتي لزيارتها والاطمئنان عليها؛ لم يجرؤ “عمر” على سؤاله لماذا تفعل كل هذا مع زوجتي؟!
وقبيل أن تغادر “منى” المستشفى بيوم واحد أتاها “عمر” لغرفتها وفتح معها حوارا…
عمر: “الحمد لله على سلامتكِ يا منى، كاد قلبي يقتلع من مكانه من شدة خوفي أن أفقدكِ”.
منى: “الله يسلمك يا عمر”.
عمر: “كنتِ حامل؟!”
منى: “وفقدناه”!
عمر: “3 شهور بأكملهم تخبئين علي الأمر؟!”
منى: “لقد خبئت حبك لسارة 5 سنوات”.
عمر: “ألن تسامحينني يا منى حتى الآن، ألن يغفر لي حبكِ لي؟!”
منى: “أتعلم يا عمر لو أنك قلت لأنني أحبكِ ربما كان هناك أمل في رجوعنا كالسابق، ولكنك طوال الوقت تراهن علي حبي أنا لك، تراهن دوما على المرأة التي تحبك بشدة لدرجة أنك سترميها وتعود لها في أي وقت شئت.
عمر… لو كنت تريدني أن أعود إليك يلزمك أن تطلقها في الحال”!
للكاتبة الجميلة ياسمين مصطفى
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
وتزداد الأحداث إثارة وتشويق بين الثنائي الجميل، هل تعرف أحدا مر بمثل هذه التجربة الواقعية؟! شاركنا بها.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج14
وأيضا… قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج13
و… قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج12