قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج21
ولازلنا نستكمل قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) بكل أحداثها الشيقة والموجعة للقلوب أيضا، قصة تجسد لنا واقعا مريرا لبعض من حولنا.
قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج21
كانت قد فاتحته في أمر دراستها العليا، كانت قد طلبت منه أخذ يومين من أيام العمل للدراسة، فأربعة أيام للعمل بالشركة ويومين للدراسة واليوم الأخير يكون لأولادها تتفرغ فيه تفرغا تاماً؛ ومن الغريب أنه وافق على طلبها على الفور وشجعها أيضا على إكمال دراستها، وما كان ليوافق من الأساس لو كان هذا الطلب لغيرها.
كان “عمر” في هذه الأثناء يستشيط غضبا غير أنه يكتم في نفسه ويعجز عن إظهاره، في هذا اليوم التزم الصمت التام ريثما ذهب عندها بمكتبها، أتى إليها وقد بدا على ملامحه بالكامل الغضب الشديد…
عمر: “منى…”
لم يجد منها ردا على الإطلاق مما أشعل نيران الغضب عليها بداخله بزيادة…
عمر: “من المفترض أنني أكلمك، أم لكِ رأي آخر؟!”
منى: “ماذا تريد؟!.. خير”
عمر: “أريد أن أعلم مدى العلاقة التي تربطكِ بمديركِ بالشركة، وما مدى اهتمامه الزائد بكِ دونا عن غيركِ بهذه الشركة”.
منى باستفزاز: “أتريدني أن أسجلها لك لكيلا تنساها في كل مرة؟!”
عمر بتعجب: “ماذا هي؟!”
منى: “لا دخل لك”!
عمر: “أريدك أن تجيبيني وإلا ما سببت لكِ هنا إلا المشاكل”.
منى: “حسنا لقد عرض علي الزواج”.
عمر: “ماذا؟!”
منى: “كما قلت لك عرض علي الزواج، من فضلك اذهب من هنا ورائي عمل أريد إنجازه”.
عمر: “ماذا؟!”
منى باستفزاز: “اخرج من هنا، ألا تسمع؟!”
عمر وقد تغيرت نبرة صوته: “ألا تعتقدين أنه يكفي كل هذا؟!، منى… لقد بتِ غاية في الأنانية، إنكِ لا تفكرين إلا في نفسكِ أنتِ وحسب، فلا ترين أولادكِ ولا ترين زوجكِ أمامكِ، منى.. أخبريني ما ذنب أولادنا في كل ما يحدث بيننا؟!، وأنا؟! أين أنا من حياتكِ؟!، وحبي لكِ ما سيكون مصيره يا منى؟!”
منى: “حسنا يا عمر، أنت قلت الآن أنك تحبني”.
عمر: “بكل تأكيد أحبكِ أنتِ”.
منى: “حسنا إن كنت تحبني حقا كما تدعي فستفعل ما أقوله لك”؟
عمر: “بكل تأكيد، اختبريني إن كنتِ لا تثقين في صدق مشاعري”.
منى: “حسنا عليك أن تنزل لوسط البلد، هناك أمرا ما أريدك أن تفعله لأجلي”.
عمر: “بكل تأكيد”.
منى: “عمر.. هناك مسجد اسمه مسجد النور، أتعرفه؟”
عمر: “لا أعرفه ولكني سأسأل عنه”.
منى: “حسنا يا عمر، هناك عند المسجد شارع ستجده على يدك اليسرى، ستسير فيه مباشرة، ولكن هناك معلومة لن تستطيع أن تصل بالسيارة لأن الشارع ضيق للغاية، لذا سيتوجب عليك السير على قدميك”.
عمر: “حسنا أسير على قدماي”.
منى: “بآخر الشارع ستجد هناك محل جديد، قد تم افتتاحه منذ ستة شهور وحسب”.
عمر ينصت إليها باهتمام: “حسنا”.
منى: “هذا المحل اسمه حاجات ملهاش لازمة، بهذا المحل تضع حبك لي يا عمر، مع إني أرى أنهم بالمحل لو رأوك لقاموا بوضعك شخصيا في المحل”.
عمر باستياء: “منى لقد زودتيها بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، منى… هذه ستكون آخر مرة أقترب فيها وأتحدث إليكِ”.
منى باستفزاز: “عمر.. إياك أن تنسى موعدنا بالمحكمة الأسبوع القادم، أم أنك ستمكث في المحل إياه؟!”
رحل “عمر” بوجه عبوس، أما عن “منى” فجلست مع نفسها في لحظات يسودها الصمت الرهيب…
منى بينها وبين نفسها: “أعلم جيدا أنني بالغت في الأمر كثيرا، وليكن!
من الضروري أن يدفع ثمن أخطائه ويدفعه ثمنا غاليا للغاية”.
وبعد الانتهاء من العمل عادت للمنزل، وكلها لحظات بسيطة وقد عاد أولادها أيضا، تناولوا طعام الغداء سويا، وذهب كل منا لدراسته والأمور التي يتوجب عليه فعلها، وعندما حل المساء شعرت “منى” بحاجة ماسة وملحة في النوم.
غاصت في نوم عميق، ولكنها أدركها كابوسا قاتلا، لم ينقذها منه إلا صوت جرس الباب، استيقظت وحمدت الله كثيرا على إنقاذها كادت تشعر وكأن روحها تزهق منها خلال نومها، لقد رأت في نومها أن أحدا قد استأصل منها قلبها.
ذهبت لتلبي نداء الجرس، وإذا بها ترى شخصا غريبا يحمل بين يديه أوراقا، فسألته: “بماذا أساعدك يا سيدي؟!”
فأخبرها قائلا: “إنني محضر من المحكمة”.
فردت عليه منى: “أعلم أنني لدي جلسة في الصباح الباكر، وقد استلمت الإخطار بالفعل مسبقا”.
المحضر: “أريد منكِ أن توقعي هنا على استلامكِ هذه الورقة، أنتِ زوجة السيد عمر؟!”
منى: “نعم إنها أنا، ما الأمر يا سيدي؟!”
المحضر: “هذه ورقة طلاقكِ يا سيدتي”!
لقد تم بينهما الطلاق فعليا، وأخيرا انتهى بينهما كل الصرعات، ولكن والدة منى تخبرها بأنها قد بالغت كثيرا في ردة فعلها، وما توجب عليها فعل كل ما فعلته!
منى تقول بينها وبينها نفسها: “نعم لقد بالغت في ردة فعلي، ولكني أرى أن كل ما فعلته لي كامل الحق في فعله، لماذا سمح عمر لنفسه بأن يحطم قلبي لآلاف القطع الصغيرة؟!، ولا يقبل على نفسه أن أدافع عما تبقى من كرامتي؟!
يا ترى لماذا آثر عمر العودة لي مجددا؟!
أعلم جيدا وللأسف الشديد السبب وراء إصراره الشديد على العودة إلي مجددا، لقد عاد إلي عمر عندما عدت لنفسي، فقد كان من الصعب على كرامته كأي رجل شرقي استمراري في حياتي من بعده، أدري أنني لو سجنت نفسي في غرفة نومي أبكي فراقه لسنوات عديدة ما عاد إلي، ولو أنني توسلت إليه عمرا كاملا ما طلق زوجته الثانية، إنه ذلك السر…
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
وتزداد الأحداث إثارة وتشويق بين الثنائي الجميل، هل تعرف أحدا مر بمثل هذه التجربة الواقعية؟! شاركنا بها.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج17
وأيضا… قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج16
قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج15